تفسير قوله تعالى: {الرحمن على العرش استوى} عند الآلوسي:

تفسير آية أو آيات كريمة
أضف رد جديد
cisayman3
مشاركات: 300
اشترك في: السبت نوفمبر 11, 2023 8:00 pm

تفسير قوله تعالى: {الرحمن على العرش استوى} عند الآلوسي:

مشاركة بواسطة cisayman3 »

جاء في تعليقات العلامة المحدث محمد زاهد الكوثري على كتاب دفع شبه التشبيه للإمام عبد الرحمن الجوزي عند قوله { ومنها قوله تعالى « ثم استوى على العرش » } ما نصّه:
• يقول الآلوسي في تفسيره: " والناس في الكلام على هذه الآية ونحوها مختلفون، فمنهم من فسّر العرش بالمعنى المشهور وفسر الاستواء بالاستقرار وروى ذلك عن الكلبي ومقاتل ورواه البيهقي في (الأسماء والصفات) بروايات كثيرة عن جماعة من السلف وضعفها كلها، وما روي عن مالك رضي الله عنه أنه سئل كيف استوى فأطرق رأسه ملياً حتى علته الرحضاء ثم رفع رأسه فقال: « الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة » ثم قال للسائل: « وما أظنك الا ضالاً » ثم أمر به فأُخرجَ ليس نصاً في هذا المذهب لاحتمال أن يكون المراد من قوله: (غير مجهول) أنه ثابث معلوم الثبوت لا أن معناه الاستقرار وهو غير مجهول. ". وقال في موضع آخر: "وإلى نحو هذا ذهب الشيخ عز الدين بن عبد السلام فقال في بعض فتاويه: طريقة التأويل بشرطه وهو قرب التأويل أقرب الحق لأن الله تعالى إنما خاطب العرب بما يعرفونه، وقد نصب الأدلة على مراده من آيات كتابه لأنه سبحانه قال: « ثم إن علينا بيانه » ولنبين للناس ما نزل إليهم، وهذا عام في جميع آيات القرآن فمن وقف على الدليل أفهمه الله مراده من كتابه وهو أكمل ممن لم يقف على ذلك إذ لا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون. اھ وفيه توسط في في المسألة، وقد توسط ابن الهمام في (المسايرة) وقد بلغ رتبة الاجتهاد كما قال ابن عابدين الشامي في (رد المحتار) توسطاً أخص من هذا التوسط فذكر ما حاصله: وجوب الإيمان بأنه تعالى استوى على العرش مع نفي التشبيه، وأما كون المراد استولى فأمر جائز الإرادة لا واجبها إذ لا دليل عليه، وإذا خيف على العامة عدم فهم الاستواء إذ لم يكن بمعنى الاستيلاء الا بالاتصال ونحوه من لوازم الجسمية فلا بأس بصرف فهمهم إلى الاستيلاء فإنه قد ثبث إطلاقه عليه لغة في قوله:
فلما علونا واستوينا عليهم ... جعلناهم مرعى لنسر وطائر
وقوله:
قد استوى بشر على العراق ... من غير سيف ودم مهراق "
أضف رد جديد

العودة إلى ”تفسير آية أو آيات كريمة“