بيان معنى صفة البقاء في حق الله تعالى:

مسائل وقضايا التوحيد والإيمان
Post Reply
عود الخيزران
Posts: 902
Joined: Sat Nov 04, 2023 1:45 pm

بيان معنى صفة البقاء في حق الله تعالى:

Post by عود الخيزران »

بيان معنى صفة البقاء في حق الله تعالى:

قال سماحة السيد حسن السقاف:

صفة البقاء من الصفات الواجبة في حق المولى سبحانه وتعالى، ومعناها عدم انتهاء الوجود أي تعود إلى معنى القدم الكلي وهو عدم الدخول في الزمان.
ودليله مع الإجماع قوله تعالى: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ}الرحمن:27، قال الحافظ ابن الجوزي (المتوفى سنة 597 هـ) في ((دفع شبه التشبيه)) ص (113): ((قال المفسرون معناه: يبقى ربك)).
قال الإمام الحافظ البيهقي (توفي 458 هـ) في ((الأسماء والصفات)) ص (11 ـ 12):
((قال الحَلِيمي: وهذا أيضاً ـ أي اسمه الباقي ـ من لوازم قوله قديم، لأنه إذا كان موجوداً لا عن أوّل ولا بسبب لم يجز عليه الانقضاء والعدم، فإن كل مُنْقَضٍ بَعْدَ وجوده فإنما يكون انقضاؤه لانقطاع سبب وجوده، فلمّا لم يكن لوجود القديم سبب يتوهم أن ذلك السبب إن ارتفع عُدِمَ علمنا أنه لا انقضاء له.
قال البيهقي: وفي الباقي: الدائم،... قال أبوسليمان الخطّابي فيما أُخْبِرْتُ عنه الدائم: الموجود ـ الذي ـ لم يزل الموصوف بالبقاء الذي لا يستولي عليه الفناء.
قال: وليست صفة بقائه ودوامه كبقاء الجنة والنار ودوامهما وذلك أن بقاءه أبدي أزلي وبقاء الجنة والنار أبدي غير أزلي)) انتهى كلام الإمام البيهقي.
ومعنى ذلك أن الجنة والنار دائمتان ومَن فيهما باقيتان بإبقاء الله تعالى لهما، فدوامها لشيء أَوْجَب لهما ذلك، فهو جائز عقلاً، وهذا خلاف معنى بقاء الله تعالى فإنه ذاتي أي لا لشيء أوجب له ذلك تعالى ربنا وتقدّس عن مشابهة خلقه.
ويجب اعتقاد بقاء الجنة والنار وعدم فنائهما، لإخبار الشرع لنا بذلك، في مثل قوله تعالى {وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا}الجن: 23، ومثل قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ * جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا}البينة: 7 ـ 8 .
Post Reply

Return to “مسائل وقضايا التوحيد والإيمان”