حديث المسيئ صلاته كاملاً جمع ألفاظه من أَشهر كتب السُنَّة

[hasanalsaqqaf]

حديث المسيئ صلاته كاملاً جمع ألفاظه من أَشهر كتب السُنَّة

من كتاب (صحيح صفة صلاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم)

روينا بإسنادنا المتصل إلى صحيحي الإمام البخاري (2/277) ومسلم (1/298برقم 397) رحمهما الله تعالى أنهما أخرجا من طريق يحيى بن سعيد القطان عن عبيد الله بن عمر حدثني سعيد بن أبي سعيد عن أبيه عن أبي هريرة:
وهذا إسنادنا من طريق الإمام البخاري رحمه الله تعالى فأقول مستعيناً بالله تعالى وحده:
حدثني سيدي الإمام العلامة المفيد أبو الفضل عبد الله بن الصدّيق أعلى الله درجته ورحمه الله تعالى قال:
نروي عن شيخنا القاضي عبد الحفيظ الفاسي عن يوسف السويدي البغدادي عن السيد مرتضى الزبيدي قال أخبرني الشيخ الثقة أبو محمد المزجاجي أخبرنا السيد عماد الدين يحيى بن عمر الأهدل الحسيني أخبرنا السيد أبو بكر بن علي البّطاح الحسيني أخبرنا عمي السيد يوسف بن محمد البطاح أخبرنا السيد الحجة طاهر بن حسين الأهدل أخبرنا الوجيه عبد الرحمن بن علي الشيباني أخبرنا الحافظ السخاوي أخبرنا الحافظ أبو الفضل أحمد بن حجر العسقلاني أخبرنا البرهان التنوخي أخبرنا أبو العباس الحجّار الصالحي أخبرنا أبو الوقت عبد الأول السجزي الهروي أخبرنا أبو الحسن بن عبد الرحمن الداوودي أخبرنا أبو محمد عبد الله السرخي أخبرنا الفربري عن الحافظ أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري قال حدثنا مسدد أخبرني يحيى بن سعيد عن عبيد الله قال حدثنا المّقْبُرِيُّ عن أبيه عن أبي هريرة قال:
[إنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم دخل المسجد فدخل رجلٌ (ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في ناحية المسجد)(1) فصلى (ركعتين)(2) (ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ((يرمقه في صلاته))(2) ونحن لا نشعر)(3) ثم جاء فسلَّم على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، (فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعليك السلام)(4) ارجع (أعد صلاتك)(5) فإنك لم تُصَلِّ.
(فذهب فصلى ((كما كان صلى))(6) فجعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يرمقُ صلاته(7) ولا يدري ما يعيب منها، فلما قضى صلاته جاء فسلَّم على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلى القوم فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
((وعليك السلام))(8) اذهب فصلِّ فإنك لم تصلِّ) (9)
(حتى فعل ذلك ثلاث مرار)(10) (كل ذلك يأتي النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيسلِّم على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فيقول النبي:
((وعليك)) ـ أي وعليك السلام ـ ((فارجع فصلِّ فإنك لم تصلِّ)).
فخاف الناس وكَبُرَ عليهم أن يكون من أخفَّ صلاته لم يُصَلِّ)(11). فقال الرجل (في آخر ذلك:)(12) والذي بعثك بالحق! ما أُحْسِنُ غير هذا: (فأرِني و)(13) علِّمني (فإنما أنا بشر أُصيب وأُخطئ، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: (أجل)(14) ، إذا قمت إلى الصلاة فكَبِّر(15)، ثم اقرأ ما تيسَّر معك من القرآن(16) (وفي رواية صحيحة: ثم اقرأ بأم القرآن ثم اقرأ بما شئت)(17) ثم اركع حتى تطمئن راكعاً، ثم ارفع حتى تعتدل (تطمئنَّ)(18) قائماً، ثم اسجد حتى تطمئنَّ ساجداً، (حتى يُمكِّن جبهته وحتى تطمئنَّ مفاصله وتسترخي)(19) ثم ارفع حتى تطمئنَّ جالساً (حتى يستوي قاعداً على مقعدته ويقِيم صلْبه)(20) ثم اسجد حتى تطمئنَّ ساجداً (فإذا جلست في وسط الصلاة فاطمئن جالساً ثم افترش فخذك اليسرى ثُمَّ تشهّد)(21) ثم افعل ذلك في صلاتك كلهّا (وفي رواية: ثم اصنع ذلك في كل ركعة)(22).
قلت: يستفاد من هذا الحديث أن الإنسان لا يُعْذَر بجهله في أمور دينه لتقصيره، بترك التعلُّم، كما يُسْتفادُ منه وجوبُ طلب العلم وأَنَّ أعمال الجاهل غير صحيحة. قال الإمام الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى في ((فتح الباري)) (2/278):
((قوله (أرجع فَصَلِّ فإنك لم تُصَلِّ) قال عياض رحمه الله تعالى: فيه أَنَّ أفعال الجاهل في العبادة على غير علمٍ لا تُجْزِئُ، وهو مبني على أنَّ المراد بالنفي نفي الإجزاء وهو الظاهر، ومن حمله على نفي الكمال تمسَّك بأنه صلى الله عليه وآله وسلم لم يأمره بعد التعليم بالإعادة فدلَّ على إجزائها... وفيه نظر! لأنه صلى الله عليه وآله وسلم قد أمره في المرة الأخيرة بالإعادة، فسأله التعليم فعلَّمه، فكأنه قال له أعد صلاتك على هذه الكيفية) انتهى.
فتأمل جيداً، وبالله تعالى التوفيق.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحواشي السفلية والمراجع:
(1) ما بين القوسين () للإيضاح، وهي في البخاري (11/36فتح) وكذا في ((سنن الترمذي)) (5/55 برقم 2692) من طريق عبد الله بن نمير حدثنا عبيد الله بن عمر.. الخ وقال الترمذي: ((حديث حسن)).
(2) ما بين القوسين وقعت في ((سنن النسائي)) (3/60 برقم 1314) من حديث رفاعة كما قال الحافظ في ((الفتح)) (2/278) وهو صحيح.
قال الحافظ هناك: ((وفيه إشعار بأنه صلى نفلاً، والأقرب أنها تحية المسجد)).
(3) ما بين هذين القوسين (()) عند النسائي (3/60 برقم 1314) من حديث رفاعة، وهو صحيح.
(4) عند النسائي (3/59 برقم 1313) من حديث رفاعة، وهو صحيح.
(5) هي في البخاري (11/36فتح) ومسلم (1/298) من حديث أبي هريرة.
(6) لفظة ((أعد صلاتك)) وقعت في مواضع، منها عند ابن حبان في ((صحيحه)) (5/88) من حديث رفاعة.
(7) ما بين القوسين (()) ثابتة في سنن أبي داود (1/226 برقم 856) من حديث أبي هريرة.
(8) أي لاَحَظَهُ مُلاَحَظَةً بِطَرَفِ عَيْنِهِ .
(9) ما بين القوسين (()) ثابتة في سنن أبي داود (1/226 برقم 856) من حديث أبي هريرة.
(10) في ((سنن النسائي)) (2/225 برقم 1136) من حديث رفاعة، وهو صحيح.
(11) سنن أبي داود (1/226) من حديث ابي هريرة ، وهو صحيح.
[تنبيه]: اعلم يرحمك الله تعالى أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال له بعد الثالثة: ((ارجع فَصَلِّ فإنك لم تُصَلِّ)) كما أفادته الروايات العديدة فلذلك قال الرجل: ((علّمني)) مما يفيد بطلان صلواته الثلاثة فتنبه.
(12) وقع هذا في ((سنن الترمذي)) (2/100ـ101برقم 302) من حديث رفاعة بن رافع ، وقال الترمذي عنه: حديث حسن.
(13) وقع هذا في ((سنن الترمذي)) (2/100ـ101برقم 302) من حديث رفاعة بن رافع ، وقال الترمذي عنه: حديث حسن.
(14) وقع هذا في ((سنن الترمذي)) (2/100ـ101برقم 302) من حديث رفاعة بن رافع ، وقال الترمذي عنه: حديث حسن.
(15) وقع هذا في ((سنن الترمذي)) (2/100ـ101برقم 302) من حديث رفاعة بن رافع ، وقال الترمذي عنه: حديث حسن.
(16) هنا وقع اختلاف بين الرواة، فأصحُّ ما روي في ذلك: ما ثبت في الصحيحين من قوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((إذا قُمْتَ إلى الصلاة فكبِّر، ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن، وفي رواية علي بن يحيى عند ((الترمذي)) (2/102): ((إذا قُمْتَ إلى الصلاة فتوضأ كما أمرك الله، ثم تشهّد وأقم، فإن كان معك قرآن فاقرأ، وإلا فاحمد الله وكبّره وهللّه ثم اركع فاطمئنَّ راكعاً)) ووقع عند ((النسائي)) (2/225) من حديث رفاعة: إنها لن تَتِمَّ صلاة أحدكم حتى يسبغ الوضوء كما أمره الله عز وجلّ، فليغسل وجهه ويديه إلى المرفقين ويمسح برأسه ورجليه إلى الكعبين، ثم يكبّر الله عز وجل ويحمده ويمجّده ويقرأ ما تيسر من القرآن مما علّمه الله وأذن له فيه ثم يكبّر ويركع...)) ذكر هذه الرواية الحافظ في الفتح (2/278) وقال: ((وعند أبي داود: ويُثْني عليه)) أي بدل ويمجّده كما هي برقم (857) في ((سنن أبي داود)).
(17) قال الحافظ في (الفتح) (2/278): [لم تختلف الروايات في هذا عن أبي هريرة، وأما رفاعة ففي رواية إسحق المذكورة ((ويقرأ ما تيسر من القرآن ممّا علّمه الله)) وفي رواية يحيى بن علي ((فإن كان معك قرآن فأقرأ وإلا فاحمد الله وكبّره وهلّله)) وفي رواية محمد بن عمرو عند أبي داود ((ثم اقرأ بأُم القرآن أو بما شاء الله))، ولأحمد وابن حبان من هذا الوجه: ((ثم اقرأ بأُمِّ القرآن ثم اقرأ بما شئت)) ترجم له ابن حبان بـ ((باب فرض المصلي قراءة فاتحة الكتاب في كل ركعة))]. قلت: رواية ابن حبان الأخيرة في ((صحيحه)) (5/88 برقم 1787) وإسنادها صحيح. ورواية أبي داود التي قبلها هي في سننه برقم (859).
(18) قوله (ثم اقرأ بما شئت) محمول على الندب لا على الوجوب، لعدّة قرائن، منها: أن المأموم مأمور بقراءة الفاتحة خلف الإمام لأنها واجبة، ومأمور بترك قراءة السورة، بل يستمع لقراءة إمامه لكونها سنة.
و (منها): أنه ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه لم يكن يقرأ السورة بعد الفاتحة في الركعتين الثالثة والرابعة. انظر ((سنن البيهقي)) (2/63).
فلو كانت واجبة لما تركها، والأخبار في ذلك كثيرة.
وفي البخاري (2/251فتح) عن أبي هريرة: ((في كل صلاة يقرأ، فما أسمعنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أسمعناكم، وما أخفى عنّا أخفينا عنكم، وإن لم تزد على أم القرآن أجزأت، وإن زِدْت فهو خير)).
قال الحافظ ابن حجر في ((الفتح)) (2/243):
[زاد معمر عن الزهري في آخر حديث الباب (أي حديث: لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب): ((فصاعداً)) أخرجه النسائي وغيره (قلت: وفي سنن أبي داود (1/217 برقم 822) عن سفيان عن الزهري، فالظاهر أن هذه الزيادة من الزهري) واستدلّ به على وجوب قَدْرٍ زائدٍ على الفاتحة، وتُعُقِّب بأنه ورد لدفع توهم قصر الحكم على الفاتحة، قال البخاري في جزء القراءة: هو نظير قوله ((تُقْطعُ اليد في ربع دينار فصاعداً)) وادّعى ابن حبان والقرطبي وغيرهما الإجماع على عدم وجوب قدرٍ زائدٍ عليها، وفيه نظر لثبوته عن بعض الصحابة ومَن بعدهم فيما رواه ابن المنذر وغيره، ولعلهم أرادوا أن الأمر أستقرّ على ذلك، وسيأتي بعد ثمانية أبواب حديث أبي هريرة ((وإن لم تزد على أم القرآن أجزأت)) ولابن خزيمة من حديث ابن عباس ((أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قام فصلى ركعتين لم يقرأ فيهما إلا بفاتحة الكتاب))] انتهى من الفتح وارجع إليه إن شئت الاستزادة.
وفي ((سنن أبي داود)) (1/216 برقم 818) عن سيدنا أبي سعيد قال:
((أُمرنا أن نقرأ بفاتحة الكتاب وما تيسّر)) قال الحافظ في ((الفتح)) (2/243): ((سنده قوي)).
وروى الحافظ البيهقي (3/116) بسند صحيح عن سيدنا جابر بن عبد الله في حديث - أفَتَانٌ أنت يا معاذ – وفيه:
((أفتان أنت يا معاذ؟! وقال للفتى: كيف تصنع أنت يا ابن أخي إذا صليّت؟ قال: أقرأ بفاتحة الكتاب، وأسأل الله الجنة، وأعوذ به من النار..)) الحديث، ورواه أيضاً ابن خزيمة في صحيحه (3/64) وانظر ((مجمع الزوائد)) (2/72).
(19) رواية ((تَطْمَئنَ قائماً)) ثبتت عند ابن ماجه في ((سننه)) (1/ 337 برقم1060) بإسناد صحيح على شرطهما كما قال الحافظ في ((الفتح)) (2/279)، وقال هناك: [وفي لفظٍ لأحمد ((فأقم صُلبك حتى ترجع العظام إلى مفاصلها))].
قلت: هو في المسند (4/340) بسند صحيح.
(20) هي عند ((النسائي)) (2/226 برقم 1136) من حديث رفاعة بإسناد صحيح.
(21) هي والتي قبلها عند ((النسائي)) (2/226 برقم 1136) من حديث رفاعة بإسناد صحيح.
(22) هذه وقعت في ((سنن أبي داود)) (1/228 برقم860) من حديث رفاعة بسند صحيح.
(23) رواها ابن حبان في ((صحيحه)) (5/89) بإسناد صحيح.