البراهين العقلية إذا صارت معارضة بالظواهر النـقلية فكيف يكون الحال فيها؟

أسئلة وأجوبة عامة
أضف رد جديد
الباحث المفكر
مشاركات: 107
اشترك في: الأربعاء سبتمبر 03, 2025 8:02 pm

البراهين العقلية إذا صارت معارضة بالظواهر النـقلية فكيف يكون الحال فيها؟

مشاركة بواسطة الباحث المفكر »

البراهين العقلية إذا صارت معارضة بالظواهر النـقلية فكيف يكون الحال فيها؟

من كتاب (تأسيس التقديس)

اعلم أن الدلائل القطعية العقلية إذا قامت على ثبوت شيء ثم وجدنا أدلة نقلية يشعر ظاهرها بخلاف ذلك فهناك لا يخلو الحال من أحد أمور أربعة:
- إما أن نصدق بمقتضى العقل والنقل فيلزم تصديق النقيضين وهو محال.
- وإما أن نبطلهما فيلزم تكذيب النقيضين وهو محال.
- وإما أن نكذب الظواهر النقلية ونصدق القواطع العقلية.
- وإما أن نصدق الظواهر النقلية ونكذب القواطع العقلية وذلك باطل، لأنه لا يمكننا أن نعرف صحة الظواهر النقلية إلا إذا عرفنا بالدلائل العقلية إثبات الصانع وصفاته، وكيفية دلالة المعجزة على صدق الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وظهور المعجزات على يد (سيدنا) محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ولو جوزنا القدح في الدلائل العقلية القطعية صار العقل مُتَّهماً غير مقبول القول، ولو كان كذلك لخرج عن أن يكون مقبول القول في هذه الأصول، وإذا لم تثبت هذه الأصول خرجت الدلائل النقلية عن كونها مفيدة. فثبت أن القدح في العقل لتصحيح النقل يفضي إلى القدح في العقل والنقل معاً، وإنه باطل، ولما بطلت الأقسام الأربعة لم يبق إلا أن يقطع بمقتضى الدلائل العقلية القاطعة ونقطع بأن هذه الدلائل النقلية إما أن يقال إنها غير صحيحة، أو يقال: إنها صحيحة إلا أن المراد منها غير ظواهرها.

ثم إن جوَّزنا التأويل اشتغلنا على سبيل التبرُّع بذكر تلك التأويلات على التفصيل، وإن لم يَجُزْ التأويل فوضنا العلم بها إلى الله تعالى، فهذا هو القانون الكلي المرجوع إليه في جميع المتشابهات، وبالله التوفيق.
أضف رد جديد

العودة إلى ”أسئلة وأجوبة عامة“