التآلف والتقارب واجب بين المسلمين المنزهين الموحدين

[الباحث المفكر]

التآلف والتقارب واجب بين المسلمين المنزهين الموحدين

لا يجوز أن نقول نحن أهل السنة مثلا بأن (الإباضية مجوس أمتي) أو (الشيعة مجوس أمتي) أو (الزيدية مجوس أمتي) أو (المعتزلة مجوس أمتي) لأن الجميع موحدون وهم أهل القبلة و (إنما المؤمنون إخوة) ولا ينبغي أن تأخذنا الصراعات السياسية أو النزاعات بين الدول أو الطائفية إلى الباطل وإلى عدم التآلف والتعاضد والتآزر وإلى التفريق والتباغض.. أو إلى عدم الوصول للحقيقة..

وحدة المسلمين ووحدة المجتمع من أهم المهمات وإن اختلفت المذاهب أو الآراء..

ولا الالتفات إلى طائفة المجسمة التي ترمي جميع فرق ومذاهب الأمة بالكفر والإبتداع!
بعض المشايخ في كل الفرق والمذاهب لم يلتقوا ويستمعوا إلى الآراء المعتمدة عند علماء الفرق الأخرى.. ولديهم أفكار مشوشة وغير صحيحة عن المذهب والفرق الإسلامية الأخرى لأنهم منعزلون ومنطوون على أنفسهم وعلى شيوخهم فقط ..

والقضية يلزمها انفتاح واطلاع على آراء ومذاهب العلماء الآخرين .. وهذا مطلوب خاصة من العلماء..

فإن نسبة لا يستهان بها من المشايخ وطلبة العلم لا يعلمون اختلاف أئمتهم السابقين في بعض المسائل فضلا عن اطلاعهم على آراء الفرق الإسلامية الأخرى التي يعدونها غير إسلامية..

فمثلا الشيخ عبد القاهر (ت429هجري) زعم أن كل رأس من رؤوس المعتزلة كافر!! ثم تناقض ونص على أن الإجماع في أصول الدين لا ينعقد دونهم!!

فالمطلوب من علمائنا الكرام من أهل السنة الذين لم يجالسوا علماء الفرق والمذاهب الأخرى أن يتواصلوا مع علماء تلك الفرق والمذاهب وان يفهموا مذهبهم من أفواههم ومن الكتب المعتمدة عندهم لا من اعدائهم أو من المشوهين لصورة المخالف!!

فإنه أحيانا تقع العداوة والتشويه بين بعض المشايخ من نفس المذهب الواحد وكم حصل من ذلك وحصل في حقب التاريخ ..

اسأل الله تعالى أن يؤلف بين قلوبنا جميعا أهل الإسلام وأن يزيل تلك الغباشة ..

والله ولي التوفيق