علاج مرض/ متزمتو ومتشددو ومتعصبو الأشاعرة وأهل السنة (1)

توجيهات وتصحيح لأفكار طلبة العلم والمنصفين من المشايخ
أضف رد جديد
cisayman3
مشاركات: 300
اشترك في: السبت نوفمبر 11, 2023 8:00 pm

علاج مرض/ متزمتو ومتشددو ومتعصبو الأشاعرة وأهل السنة (1)

مشاركة بواسطة cisayman3 »

علاج مرض/ متزمتو ومتشددو ومتعصبو الأشاعرة وأهل السنة
هذا خطاب خاص لتشخيص ومعالجة الطائفة المتعصبة من أصحابنا الأشاعرة أو أهل السنة التي يصح أن يُطْلَقَ عليها اسم (وهابية الأشعرية) أو نحو ذلك والتحذير منهم.
وإنما يصح إطلاق هذا اللفظ عليهم من حيث أنهم متشددون متنطعون يرون ضلال مَنْ سواهم من بقية المسلمين ومن الفرق والمذاهب الإسلامية ولا يرون النجاة إلا لأنفسهم مخالفين بذلك نصوص كتاب الله تعالى وسنة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم.
وقد ابتليت الأمة من قديمٍ بذلك، ففي كل فرقة من فرق هذه الأمة طائفة من المتشددين والمتعصبين الذين يرون أن رأيهم هو الصواب وأن من سواهم من بقية الأمة مبتدعة ضُلال خارجون، وينظرون إلى مَنْ سواهم حتى ولو كان مِن نفس فرقتهم ومذهبهم بالانحراف والضلال والخروج عن دائرة المسلمين أو أهل الهدى، وينظرون إليهم شزراً وباحتقار ظانين أنفسهم شعب الله المختار (مثلهم مثل الوهابية المتزمتين)، يُذْكون روح الطائفية والمذهبية المتعصبة البغيضة التي داسها سيد الخلق صلى الله عليه وآله وسلم تحت قدميه قبل خمسة عشر قرناً حيث أخبر عن الله عز وجل أنه قال: { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } الحجرات: 10.
وأخبر عن الله تعالى أنه قال: { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتْ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمْ الآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ } آل عمران: 118. والقائل صلى الله عليه وآله وسلم: ((لا تَبَاغَضُوا وَلا تَحَاسَدُوا وَلا تَدَابَرُوا وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا وَلا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ)). رواه البخاري (6065) ومسلم (2559). والقائل كما في رواية أخرى في صحيح مسلم: ((... وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لا يَظْلِمُهُ وَلا يَخْذُلُهُ وَلا يَحْقِرُهُ التَّقْوَى هَاهُنَا وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنْ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ)).
وقال صلى الله عليه وآله وسلم عن العصبية بين المؤمنين: ((دعوها فإنها مُنْتِنَة)) رواه البخاري (4905) ومسلم (2584).
وقد نص سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في أحاديث كثيرة أنه من مات وهو يشهد أن لا إله إلا الله دخل الجنة، ففي البخاري (2388) ومسلم (94): ((أَتَانِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلام فَقَالَ: مَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتِكَ لا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ قُلْتُ وَإِنْ فَعَلَ كَذَا وَكَذَا قَالَ نَعَمْ)).
ولم يقل: (من مات من أهل السنة والجماعة أو من السلفيين دخل الجنة) وإنما قال: ((من مات من أمتك..)).
وقد روى البخاري (46) ومسلم (11) أن رجلاً جاء للنبي صلى الله عليه وآله وسلم يسأل عن الإسلام فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((خمس صلوات في اليوم والليلة وصيام رمضان.. والزكاة..)). فأدبر الرجل وهو يقول: والله لا أزيد على هذا ولا أنقص. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:((أفلح إن صدق)).
ولم يشترط عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يكون من أهل السنة والجماعة الأشاعرة أو من السلفيين الوهابيين!
وقال صلى الله عليه وآله وسلم: ((مَنْ صَلَّى صَلاتَنَا وَاسْتَقْبَلَ قِبْلَتَنَا وَأَكَلَ ذَبِيحَتَنَا فَذَلِكَ الْمُسْلِمُ الَّذِي لَهُ ذِمَّةُ اللَّهِ وَذِمَّةُ رَسُولِهِ فَلا تُخْفِرُوا اللَّهَ فِي ذِمَّتِهِ)) رواه البخاري (391).
وليس في شيء من ذلك أن الله تعالى شرط في كتابه أو النبي صلى الله عليه وآله وسلم شرط في سنته أن يكون المؤمن التقي الناجي عند الله تعالى على عقيدة السلفيين أو الأشاعرة أو أهل السنة أو غير ذلك من الفرق والمذاهب.
ولا زال الناس يعانون في السابق واللاحق من المتعصبين الذين يأخذون ببعض الآراء أو النصوص أو الأقوال المعارضة للثوابت المقررة في الكتاب والسنة الصحيحة التي تتضمن المفهوم المغلوط (للفرقة الناجية) دون باقي الفرق والمذاهب الإسلامية الأخرى التي تخالفهم في بعض الأقوال أو الآراء.
هذا وقد وقع بين بعض الأشعرية أنفسهم والسلفية أنفسهم ومشايخ الصوفية أنفسهم وغيرهم من التباغض والتدابر والتشاحن والغل والعصبية ما الله تعالى به عليم، وأخذ بعضهم يشنع على بعض بما ليس موجب لذلك من الناحية العلمية، وإنما هي أحقاد شخصية وأغراض نفسية نسأل الله تعالى أن يقينا شرها، مع أنهم يتوافقون ويتحالفون أحياناً مع من يختلفون معه عقائدياً لتحقيق هوى ونزغات معينة، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وإنني سأضرب بعض الأمثلة راجياً أن يتأمل فيها المنصفون ليعلموا كيف اختلف أهل السنة ومن يطلق عليهم (الأشاعرة) أنفسهم في تقييم الأشخاص أو القضايا العقائدية أو عدم إيجاب اتباع الأشعري ومخالفته وعدم تقليده، وقصدنا من هذا نبذ التعصب للأشخاص أو للمذهب وعدم اعتقاد العصمة في هذه الأمور واتساع الصدر مع الآخرين والنظر في الدليل والتعويل عليه، وعدم رؤية من يتفق معنا في التنزيه من المذاهب والفرق الإسلامية ضُلالاً مارقون! عسى أن يعتبروا وتتسع دائرة أفقهم:
1- تصريح الإمام البزدوي الحنفي الماتريدي بأن أبا الحسن الأشعري خالف أهل السنة:
قال العلامة أبو اليسر البزدوي الحنفي الماتريدي (ت 493هـ) في كتابه أصول الدين ص (53):
[قال أبو الحسن الأشعري: الطاعات والمعاصي والمباحات كلها برضا الله ومحبته... وخالف أبو الحسن الأشعري أهل السنة والجماعة في هذه المسألة].
ثم ذكر ص (252) مسائل عديدة خالف فيها أبو الحسن الأشعري عامة أهل السنة والجماعة.
ذم البزدوي الحنفي الماتريدي الأشاعرةَ واعتبارهم جهال وأغنام:
قال البزدوي الحنفي الماتريدي في ذلك الكتاب ص (115):
[وقال بعض الأشعرية الجهال وبعض الأغنام النوكى...]!!
فهل بعض الأشعرية ـ وخاصة المتعصبين منهم ـ جهال وأغنام فعلاً ؟
2- يصف الإمامُ النووي الحافظَ ابنَ خزيمة صاحب الصحيح بأنه: (إمام الأئمة) في عدة مواضع في المجموع شرح المهذب! منها (1/108و353) و (2/42و59و549) و (4/215)..
ومع هذا فإن الفخر الرازي يقول في تفسيره (14/27/151) عن الحافظ ابن خزيمة وكتابه (التوحيد وإثبات صفات الرب):
[واعلم أن محمد بن إسحاق بن خزيمة أورد استدلال أصحابنا بهذه الآية في الكتاب الذي سماه بالتوحيد! وهو في الحقيقة كتاب الشرك، واعترض عليها، وأنا أذكر حاصل كلامه بعد حذف التطويلات لأنه كان رجلاً مضطرب الكلام، قليل الفهم، ناقص العقل، فقال: ((نحن نثبت لله وجهاً ونقول: إن لوجه ربنا من النور والضياء والبهاء ما لو كشف حجابه لأحرقت سُبُحَات وجهه كل شيء أدركه بصره...))...]. تعالى مولانا جلَّ وعزَّ عن ذلك علواً كبيراً!!
فهل عندكم أيها المتعصبون ابن خزيمة الذي يقول عنه النووي بأنه (إمام الأئمة) من أهل السنة ؟ أم أنه صاحب كتاب الشرك (ناقص العقل قليل الفهم) كما نعته بذلك الفخر الرازي وأنه خارج من أهل السنة ؟
3- وقال الإمام الغزالي رحمه الله تعالى في ((فيصل التفرقة)) ص (39):
[فإن زعم ـ صاحبك ـ أن حدَّ الكفر ما يخالف مذهب الأشعري أو مذهب المعتزلي أو الحنبلي أو غيرهم فاعلم أنه غر بليد، قد قيَّده التقليد، فهو أعمى من العميان، فلا تضيِّع بإصلاحه الزمان...].
4- ذم السنوسي الأشعري الفخرَ الرازي والبيضاويَّ الأشعريين بأن كتبهم تحوي الكفر الصراح ونجاسات الفلاسفة:
قال الشيخ السنوسي الأشعري ـ وهو من جملة المتشددين والمتعصبين ـ في ((شرح أم البراهين)) ص (70-71) حينما قال:
[وليحذر المبتدأ جهده أن يأخذ أصول دينه من الكتب التي حشيت بكلام الفلاسفة وأولع مؤلفوها بنقل هوسهم وما هو كفر صراح من عقائدهم التي ستروا نجاستها بما يَنْبَهِمُ على كثير من اصطلاحاتهم وعباراتهم التي أكثرها أسماء بلا مسميات وذلك ككتب الإمام الفخر في علم الكلام وطوالع البيضاوي ومن حذا حذوهما في ذلك، وقَلَّ أن يفلح من أولع بصحبة كلام الفلاسفة أو يكون له نور إيمان في قلبه أو لسانه، وكيف يفلح من والى مَنْ حادَّ الله ورسوله وحرق حجاب الهيبة ونبذ الشريعة وراء ظهره وقال في حق مولانا جلَّ وعزَّ وفي حق رسله عليهم الصلاة والسلام ما سوَّلت له نفسه الحمقاء ودعاه إليه وهمه المختل، ولقد خذل بعض الناس فتراه يُشَرِّف كلام الفلاسفة الملعونين ويشرِّف الكتب التي تعرضت لنقل كثير من حماقاتهم لما تمكن في نفسه الأمَّارَة بالسوء من حب الرياسة وحب الإغراب على الناس بما يَنْبَهِم على كثير منهم من عبارات واصطلاحات يوهمهم أن تحتها علوماً دقيقة نفيسة وليس تحتها إلا التخليط والهوس والكفر الذي لا يرضى أن يقوله عاقل، وربما يؤثر بعض الحمقى هوسهم على الاشتغال بما يعنيه من التفقه في أصول الدين وفروعه على طريق السلف الصالح والعمل بذلك، ويرى هذا الخبيث لانطماس بصيرته وطرده عن باب فضل الله تعالى إلى باب غضبه أن المشتغلين بالتفقه في دين الله تعالى العظيم الفوائد دنيا وأخرى بلداء الطبع ناقصوا الذكاء فما أجهل هذا الخبيث وأقبح سريرته وأعمى قلبه حتى رأى الظلمة نوراً والنور ظلمة، { وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ، سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ.. } المائدة: 41-42...].
فهل حقاً كما يقول السنوسي الأشعري أن الفخر الرازي والبيضاوي من جملة من حشوا كتبهم بكفريات صراح وستروا نجاستها ؟!
5- قال القاضي أبو بكر ابن العربي المالكي (الذي يعتبر عرفاً من الأشاعرة) في العواصم (55):
(إذا سمعت أني أشعري كيف حكمت بأني مقلد له في جميع قوله ؟! وهل أنا إلا ناظر من النظار أدين بالاختيار، وأتصرف في الأصول بمقتضى الدليل).
فهذا صريح من هذا الإمام الأشعري أن العبرة بما أفاده الدليل لا باتباع وتقليد الأشعري!!
6- وقال ابن عساكر أيضاً في ((تبيين كذب المفتري)) نقلاً عن قاضي العسكر ص (140):
[وصنف أصحاب الشافعي كتباً كثيرة على وفق ما ذهب إليه الأشعري إلا أن بعض أصحابنا من أهل السنة والجماعة خَطّأ أبا الحسن الأشعري في بعض المسائل مثل قوله التكوين والمكون واحد ونحوها على ما يبين في خلال المسائل إن شاء الله تعالى فمن وقف على المسائل التي أخطأ فيها ابو الحسن وعرف خطأه فلا بأس له بالنظر في كتبه فقد أمسك كتبه كثير من أصحابنا من أهل السنة والجماعة ونظروا فيها].
وهذا كلام صريح من أئمة أهل السنة في تخطئة أبي الحسن الأشعري في مسائل!! وأن له أخطاء عقائدية فهم مخالفون له في الأصول!!
ونص ابن عساكر في تبيين كذب المفتري ص (115) أن أبا الحسن الأشعري إذا خالف الشافعي خالفنا الأشعري.
أضف رد جديد

العودة إلى ”توجيهات وتصحيح لأفكار طلبة العلم والمنصفين من المشايخ“