[فصل]: هنا قضية مهمة لا بُدَّ من بيانها وشرحها وهي: هل التصديق الإيماني والنطق بالشهادتين دون القيام بالأعمال الصالحة مقبول عند الله تعالى، وما هو حال ومآل أصحاب الكبائر شرعاً:
بين الله تعالى في كتابه الكريم أن النجاح والفلاح والنجاة ودخول الجنة إنما يتم بالإيمان والعمل الصالح واجتناب الكبائر، وقد قرن الله تعالى بين الإيمان والعمل في كتابه الكريم في نحو ثمانين موضعاً، منها قوله تعالى:
{ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }التغابن: 9، واشتراط ذلك باجتناب الكبائر وتركها في مثل قوله تعالى: { إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيمًا } النساء: 31.
فقد أفادت نصوص القرآن الكريم والأحاديث الصحيحة التي ستأتي إن شاء الله تعالى أن التصديق القلبي مع النطق بالشهادتين إذا اقترف صاحبه الكبائر أو أعرض عن الفرائض والطاعات غير مقبول عند الله تعالى، فالمعتبر في الآخرة والذي تحصل النجاة به هو التصديق القلبي، مع عدم الإعراض عن الأعمال عند القدرة على القيام بالأعمال كالصلاة وذِكْر الله تعالى والصيام والجهاد وغيرها من العبادات وأعمال الخير والبر والإحسان.
وهنا صِنْفٌ من الناس لا بُدَّ من التنبيه عليهم والتعرُّض لبيان حكمهم ومآلهم عند الله تعالى حسب ما أفادته نصوص القرآن الكريم، وهذا الصنف هو الذي يدَّعي الإسلام وهو معرض عن الأعمال وخاصة العبادات طوال حياته كالذي لا يصوم ولا يصلي ولا يدافع عن الدين ولا ينصره مثلاً مع القدرة وعدم الخوف على النفس فهؤلاء كاذبون وليسوا مؤمنين ولا ينجون عند الله تعالى في الآخرة كما دلَّت على ذلك الأدلة، والمقصود هنا أنه لا ينجو من لم يسجد لله تعالى قط أو من يسجد فقط عند الاضطرار والخجل من الناس مثلاً وهو أصلاً لا يقيم العبادات ولا يؤدي الفرائض ولا ينتهي عن المناهي فهذا لا يعتبر مؤمناً، قال تعالى: { وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ } المائدة: 58، وقوله تعالى { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌمُهِينٌ } لقمان: 6.
أما من تاب قبل مماته وندم واستغفر وعمل صالحاً إن اتسع له وقت للعمل فإنه ناج بشرط أن لا يكون في ذمته قتل النفس التي حرم الله تعالى
وحقوق العباد.
وهذا التفصيل جاء في قوله تعالى الذي يصف به المؤمنين الناجين بأنهم من عملوا الصالحات وأقاموا العبادات واجتنبوا الكبائر والموبقات حيث يقول سبحانه: { وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا (63) وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا (64) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا (65) إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (66) وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا (67) وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا ءَاخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) إِلا مَنْ تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (70) وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا (71) وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا (72) وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَاناً (73) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا (74) أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلامًا (75) خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (76) } الفرقان: 63-76.
وقد نصت أيضاً أحاديث سيد المرسلين صلى الله عليه وآله وسلم على أن مقترف الكبيرة ليس مؤمناً مثل حديث الصحيحين: ((لا يَزْنِي الْعَبْدُ حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلا يَسْرِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلا يَشْرَبُ حِينَ يَشْرَبُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلا يَقْتُلُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ)). قَالَ عِكْرِمَةُ قُلْتُ لابْنِ عَبَّاسٍ كَيْفَ يُنْزَعُ الإيمَانُ مِنْهُ ؟ قَالَ: هَكَذَا، وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ ثُمَّ أَخْرَجَهَا فَإِنْ تَابَ عَادَ إِلَيْهِ هَكَذَا، وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ.
رواه البخاري (6809) من حديث ابن عباس، و(5578) من حديث أبي هريرة، ورواه في مواضع من صحيحه، ومسلم (57).
وهذا يفيدنا صريحاً بأن سيدنا ابن عباس رضي الله عنهما من القائلين بأن أصحاب المعاصي الكبائر لا يطلق عليهم بأنهم مؤمنون وأن الإيمان منزوع
منهم، وهو عين قول أئمة أهل البيت والمعتزلة.
وكذلك مثل حديث: ((بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة))(1) رواه مسلم. ولذلك فإن جماعة من أئمة أهل السنة كأحمد بن حنبل وغيره ذهبوا إلى كفر تارك الصلاة(2). وهذا يفيدنا بأن هناك من أئمة أهل السنة والجماعة من يقول بكفر مرتكب بعض الكبائر كترك الصلاة وأنه بذلك يكون مخلداً في نار جهنم(3).
وقد ثبت عن زيد بن ثابت وابن عباس وسعيد بن جبير أنهم قالوا بتخليد قاتل النفس المؤمنة متعمداً في النار كما تجده في تفسير الحافظ ابن جرير(4).
وفي تفسير ابن أبي حاتم (20/279): ((وروي عن أبي هريرة وابن عمر وأبي سلمة وعبيد بن عمير والحسن والضحاك وقتادة قالوا: ليس له توبة ـ أي للقاتل ـ والآية محكمة)).
قال ابن جرير في تفسيره (5/221):
[عن أبي الزناد قال سمعت رجلاً يحدث خارجة بن زيد قال سمعت أباك في هذا المكان بمنى يقول نزلت الشديدة بعد الهينة قال أراه بستة أشهر يعني { ومن يقتل مؤمناً متعمداً } بعد { إن الله لا يغفر أن يشرك به }]!!
وكذلك مثل حديث الصحيحين: ((سباب المسلم فسوق وقتاله كفر)) يُفْهَمُ منه أن مَنْ ينطق بالشهادتين ويعادي المسلمين بسبهم وشتمهم وقتلهم وقتالهم سواء وجهاً لوجه أو غيلة فهو ليس بمسلم ولا مؤمن.
وقد استقرَّ في وجدان جميع المسلمين في مختلف أنحاء الدنيا من أصحاب العقول السليمة والقلوب الصافية النقية ممن يقرأ كتاب الله تعالى ويتدبره مما فهموه من القرآن الكريم أن الطغاة المجرمين الذين يتجبرون على العباد ويسفكون دماء المؤمنين والأبرياء ويقترفون الكبائر والمعاصي والفواحش إنما هم حطب جهنم هم فيها داخرون، وأن من يتظاهر بالتوبة والنطق بالشهادتين وقراءة القرآن من أولئك المجرمين عندما يقعون بيد العدالة أو ساعة خروج أروحهم أو عند عذاب الاستئصال أو غير ذلك لن ينفعهم ذلك بعد ما فعلوا ما فعلوه بعباد الله والمستضعفين في الأرض، لقوله تعالى:
{ إِلا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ } المائدة: 34، وقال تعالى:
{ وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا } النساء: 18. بيَّن الله تعالى في هذه الآية الكريمة أن أصحاب السيئات والمقصود بها الكبائر بدلالة { إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ } النساء: 31، وكذلك الذين ماتوا كافرين لا توبة لهم ومصيرهم واحد! وقال تعالى:
{ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ } آل عمران: 90، قال الطبري: ازدادوا كفراً بالذنوب التي اكتسبوها.
لا سيما والله تعالى يقول أيضاً عن فرعون { فَمَا ءَامَنَ لِمُوسَى إِلا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الأرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ (83)... وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ ءَاتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الألِيمَ (88)... وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ ءَامَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا الَّذِي ءَامَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ (90) آلآن وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (91) } يونس: 83-91.
ومن هذا يتبين أن المؤمن لا بُدَّ أنْ يأتي بالأمور الثلاثة التي هي:
1- التصديق القلبي الذي هو الإيمان.
2- والنطق بالشهادتين.
3- والقيام بأعمال الإسلام التي هي إتيان ما أوجبه الشرع واجتناب ما
حرَّمه، ويُعَبَّر عنها باجتناب الكبائر لأن ترك الصلاة أو الصيام مثلاً من الكبائر كذلك القتل والزنى وظلم الناس ونحو ذلك.
قال الإمام النووي في ((شرح مسلم)) (1/147):
[فالمعنى الذي يستحق به العبد المدح والولاية من المؤمنين هو إتيانه بهذه الأمور الثلاثة التصديق بالقلب والإقرار باللسان والعمل بالجوارح، وذلك أنه لا خلاف بين الجميع أنه لو أقرَّ وعمل على غير علم منه ومعرفة بربه لا يستحق اسم مؤمن، ولو عرفه وعمل وجحد بلسانه وكذَّب ما عرف من التوحيد لا يستحق اسم مؤمن، وكذلك إذا أقرَّ بالله تعالى وبرسله صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ولم يعمل بالفرائض لا يسمى مؤمناً بالإطلاق، وإن كان فى كلام العرب يسمى مؤمناً بالتصديق، فذلك غير مستحق في كلام الله تعالى لقوله عز وجل { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ ءَايَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ، الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاة وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ، أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا } الأنفال: 2-4، فأخبرنا سبحانه وتعالى أن المؤمن من كانت هذه صفته. وقال ابن بَطَّال في (باب من قال الإيمان هو العمل): فإن قيل: قد قدَّمتم أن الإيمان هو التصديق! قيل: التصديق هو أول منازل الإيمان ويوجب للمصدِّق الدخول فيه ولا يوجب له استكمال منازله ولا يسمى مؤمناً مطلقاً هذا مذهب جماعة أهل السنة أن الإيمان قول وعمل، قال أبو عبيد: وهو قول مالك والثوري والأوزاعي ومن بعدهم من أرباب العلم والسنة الذين كانوا مصابيح الهدى وأئمة الدين من أهل الحجاز والعراق والشام وغيرهم، قال ابن بَطَّال: وهذا المعنى أراد البخارى رحمه الله إثباته في كتاب الإيمان وعليه بوب أبوابه كلها، فقال: باب أمور الإيمان، وباب الصلاة من الإيمان، وباب الزكاة من الإيمان، وباب الجهاد من الإيمان، وسائر أبوابه، وانما أراد الرد على المرجئة في قولهم إن الإيمان قول بلا عمل وتبيين غلطهم وسوء اعتقادهم ومخالفتهم للكتاب والسنة ومذاهب الأئمة...].
انتهى كلام الإمام النووي.
........ يتبع
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) رواه مسلم (82)، والترمذي (2618)، والنسائي (464)، وأبو داود (4678)، وروى مالك في الموطأ (84) عن عمر بن الخطاب أنه قال: (((لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة) فصلى عمر وجرحه يَثْعَبُ دماً)).
(2) قال الحافظ ابن حجر في ((الفتح)) (12/203): [قلت: تارك الصلاة اخْتُلِفَ فيه، فذهب أحمد وإسحاق وبعض المالكية ومن الشافعية ابن خزيمة وأبو الطيب بن سلمة وأبو
عبيد بن جويرية ومنصور الفقيه وأبو جعفر الترمذي إلى أنه يكفر بذلك ولو لم يجحد
وجوبها]. وقال الإمام النووي في ((شرح مسلم)) (2/70): [وإن كان تركه ـ أي المسلم للصلاة ـ تكاسلاً مع اعتقاده وجوبها كما هو حال كثير من الناس فقد اختلف العلماء فيه،.... وذهب جماعة من السلف إلى أنه يَكْفُر وهو مرويٌّ عن علي بن أبى طالب كرم الله وجهه وهو إحدى الروايتين عن أحمد بن حنبل رحمه الله، وبه قال عبدالله بن المبارك وإسحاق بن راهويه وهو وجه لبعض أصحاب الشافعي رضوان الله عليه].
(3) ويكونون بذلك قد اتفقوا في هذه المسألة مع الخوارج، وهذا أشد من قول المعتزلة الذين لا يقولون بكفر تارك الصلاة وإنما يقولون بفسقه، فكيف يصح بعد ذلك أن يعيبوا على المعتزلة والخوارج بما قال به بعض أكابر أئمة أهل السنة ؟! أم أم الغاية هي التشنيع فقط على المخالف ؟!
(4) وهذا يثبت لنا أن بعض علماء أهل السنة ادَّعى اتفاق وإجماع أهل السنة على أن فاعل الكبيرة لا يخلد في النار نظرياً فقط لمكايدة المعتزلة، ولكن عملياً وواقعاً فقد ذهب كثير من الصحابة والتابعين وأئمة أهل السنة وأهل الحديث إلى أن فاعل الكبيرة أو بعض الكبائر يخلَّد في النار أبداً كما نطقت بذلك نصوص القرآن الكريم والسنة الصحيحة، بل كفَّروا بعض أصحاب الكبائر كتاركي الصلاة مع أن المعتزلة لم يعتبروهم كفاراً بل فساقاً!!
هل يُقبل الإيمان بدون عمل، وبيان حكم أصحاب الكبائر:
مسائل وقضايا التوحيد والإيمان
Return to “مسائل وقضايا التوحيد والإيمان”
Jump to
- القرآن الكريم وتفسيره
- ↳ تفسير آية أو آيات كريمة
- ↳ أبحاث في التفسير وعلوم القرآن الكريم
- الحديث النبوي الشريف وعلومه
- ↳ قواعد المصطلح وعلوم الحديث
- ↳ تخريج أحاديث وبيان مدى صحتها
- ↳ شرح الحديث
- ↳ التراجم والرجال: الصحابة والعلماء وغيرهم
- ↳ أحاديث العقائد
- العقائد والتوحيد والإيمان
- ↳ القواعد والأصول العقائدية
- ↳ مسائل وقضايا التوحيد والإيمان
- ↳ أقوال لأئمة وعلماء ومشايخ في العقيدة ومدى صحتها عنهم
- ↳ قضايا ومسائل لغوية تتعلق بالعقائد
- ↳ الفرق والمذاهب وما يتعلق بها
- ↳ عرض عقائد المجسمة والمشبهة والرد عليها
- التاريخ والسيرة والتراجم
- ↳ السيرة النبوية
- ↳ قضايا تاريخية
- ↳ سير أعلام مرتبطة بالتاريخ والأحداث السياسية الغابرة
- ↳ معاوية والأمويون والعباسيون
- الفكر والمنهج والردود
- ↳ توجيهات وتصحيح لأفكار طلبة العلم والمنصفين من المشايخ
- ↳ الردود على المخالفين
- ↳ مناهضة الفكر التكفيري والرد على منهجهم وأفكارهم
- ↳ أسئلة وأجوبة عامة
- الفقه وأصوله
- ↳ القواعد الأصولية الفقهية
- ↳ مسائل فقهية عامة
- ↳ المذهب الحنفي
- ↳ المذهب المالكي
- ↳ المذهب الشافعي
- ↳ المذهب الحنبلي
- علوم اللغة العربية
- ↳ النحو والصرف
- ↳ مسائل لغوية ومعاني كلمات وعبارات
- الكتب الإلكترونية
- ↳ كتب العلامة المحدث الكوثري
- ↳ كتب السادة المحدثين الغماريين
- ↳ كتب السيد المحدث حسن السقاف
- ↳ كتب مجموعة من العلماء
- المرئيات
- ↳ العقيدة والتوحيد: شرح متن العقيدة والتوحيد