أبو الحسن الأشعري لم يدس عليه شيء.. هذه الأمور الموجودة في كتبه أعتقد أنها هي قوله الحقيقي الموافق لما عليه الحنابلة الأولين أصحاب كتب السنة، ككتاب السنة لابن أحمد والخلال وابن أبي عاصم وابن منده وأمثالهم....
وكذلك كتاب "التوحيد وإثبات صفات الرب" لابن خزيمة الذي وصفه الفخر الرازي بكتاب الشرك وأن صاحبه (ناقص العقل)!!
والشيخ الكوثري رحمه الله تعالى قال بأن نسخة "الإبانة" المطبوعة في الهند ـ أيام الشيخ الكوثري ـ تلاعبت بها الأيدي الأثيمة.
وتلك النسخة ربما لم تتلاعب بها الايدي الأثيمة حسب ظني وإنما أراد رحمه الله تعالى صرف الوهابية عن الاحتجاج بما فيها.
والعلامة الكوثري قام بجهود عظيمة لصد التيار الوهابي ورده عن حياض الأشاعرة والماتريدية ومذاهب أهل السنة وخاصة الأحناف إلا أن تعاون علماء أهل السنة معه كان ضعيفا أو شبه معدوم، فقد طبع رجمه الله تعالى كتبا كثيرة، وكتب مقالات مفيدة جدا تُكتب والله بماء الذهب، وعلق على كتب عقائدية كثيرة مع تنبيهه في مقدماتها أو في تعليقاته أن ليس كل ما فيها مرضي عنه، ولكنها سدا منيعا أمام الكتب العقائدية الوهابية الحنبلية، ووقف المشايخ إبان ذلك إما متفرجين أو ناقدين اشتراهم الوهابية أو حاقدين أو لا يعنيهم الأمر.
والمتعاونون أقلاء جداً.
وللعلم أقول: إن المشايخ المعاصرون للعلامة المجدد الكوثري رحمه الله تعالى لم يدلّوا طلبة العلم على الشيخ الكوثري ولم يحثوا الطلبة على الأخذ عنه، بل كانوا ينظرون إليه أنه لا يحمل (الشهادة العالمية الأزهرية)! وقد كتب رحمه الله تعالى مقالات في تشخيص الأزهر الحديث فعليكم بقراءتها لتفهموا القصة أكثر وأكثر، وكيف يصف لنا حالهم! لأنهم كانوا يرون أنفسهم شعب الله المختار وينظرون إلى من سواهم أنه دونهم، مع أنهم لا يعون ما يدور حولهم وما يخطط له الوهابية المتمسلفون، وهم في سبات يشخرون.
وهذه أمور لا بد أن تكشف وتبسط فيما بعد لتنجلي الأمور وتتضح الحقائق التي لا يعرفها كثيرون.
وقد احتار الأشاعرة أو أهل السنة المنزهون في الجواب عن مثل كتاب الإبانة! وليس هناك رد علمي مقنع مبني على الدليل! فبعضهم يقول ليسلي نفسه: (هذا الكلام مدسوس) ونفوسهم تعاف القراءة في ذلك الكتاب لمباينته لما عليه أهل التنزيه من أهل السنة من العقائد. وبعضهم يقول هذه طريقة التفويض! وأصبحوا يدافعون عن مذهب التفويض الباطل الذي يعزا للسلف زوراً وبهتاناً.
والسلف مؤولون في الحقيقة وليسوا مفوضين وقد امتلأت كتب التفسير بتأويلاتهم، وإنما روج لذلك الحنابلة المناهضون للتأويل والتنزيه!
ومن خيالاتهم - مثلاً ليسلوا أنفسهم ـ أنهم يظنون أن الحافظ ابن الجوزي الحنبلي من الأشاعرة مع أنه ليس أشعريا بل هو ناقد للأشعري والأشاعرة وهو عالم نحرير سني منزه كما هو معلوم!
والأشعري معروف بميله إلى الحنابلة ودراسته عند الساجي الحنبلي من أول حياته كما نجد ذلك في ترجمته.. وكم في ترجمته من القصص الخيالية المصنوعة!
وعبارات الأشعري في كتبه غير مقبولة عندنا لأنها موافقة لاعتقادات ابن تيمية.. وابن تيمية مروج لها في كتبه..
وفي تعليقاتي على كتاب الإبانة للأشعري رد على كثير من الأفكار التي ذكرها الاشعري في ذلك الكتاب..
والعلماء المنزهون العقلاء من اهل السنة الذين يطلق عليهم لقب الاشاعرة كإمام الحرمين والغزالي والفخر ليسوا على طريقة الاشعري ومصرحون بمخالفتهم له في الصفات وفي غير الصفات..
وإذا كان هناك مَن يدعي فعلا بان كتب الأشعري محرفة ومزورة غير النقول عن الشيخ الكوثري فليأتنا بذلك.. بطرق علمية.. لنستفيد
فالحق والحقائق غاية كل طالب علم مخلص غير مكابر
والمكابرة وغمط أهل الحق والفضل وجهودهم ديدن كثير ممن هم من أهل جلدتنا من المقلدة المهوشين من أصحاب الشائعات المغرضة والدعايات الكاذبة الفارطة، ومن أرد الحقيقة كشفها الله له وهداه لأقوم سبيل