الحديث عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بلفظ:
((ينزل ربنا عزَّ وجلَّ كل ليلة إذا مضى ثلث الليل الأول فيقول: أنا الملك، من ذا الذي يسألني فأعطيه ؟ من ذا الذي يدعوني فأستجيب له ؟ من ذا الذي يستغفرني فأغفر له ؟ فلا يزال كذلك)).
له ألفاظ عديدة وهي من تصرفات الرواة وكلها تعود إلى أصل واحد!
ما نميل إليه الآن أنه من كلام كعب الأحبار الذي نقله من التوراة المحرَّفة وليس بحديث وإن روي في الصحيحين!!
ففي الحلية لأبي نعيم (2/452) بإسناده عن كعب، قال:
[إن لله تعالى ملكاً على صورة ديك رجلاه في التخوم الأسفل من الأرض ورأسه تحت العرش، فما من ليلة إلا والجبار تعالى ينزل إلى السماء الدنيا فيقول: إلا من سائل فيعطى إلا من تائب فيتاب عليه، إلا من مستغفر فيغفر له، فيسبح الله تعالى ويحمده ثم يصوت حتى يفزع لذلك من حول العرش فيسبحون الله ويحمدونه،....].
وغاية حديث النزول عند من يصححه أنه يقول: صحيح الإسناد ولا دلالة فيه على أن الله في السماء أو في مكان فوقها أو أنه يحل في الثلث الأخير من الليل وينزل إلى السماء الدنيا ويترك العرش!! ولنا فيه كلام طويل سابغ الذيل ذكرناه في كتبنا وتعليقاتنا. وهذا اللفظ المذكور أعلاه رواه مسلم (1262) والترمذي (408) وأحمد في المسند واختاره الذهبي في العلو لأنَّ فيه لفظ (أنا الملك) وظنَّ أن التمسك ببعض الكلمات التي فيه والتي اختلف الرواة في ذكرها مما ينفعه في الاستدلال لما يريد!!
والاستدلال بهذا الحديث على أنَّ الله تعالى في السماء أو فوق العرش باطل من وجوه ذكرناها في كتبنا نلخصها هنا بالنقاط التالية:
1- أن في الأخذ بظاهر هذا الحديث إثبات حلول الله تعالى في السماء الدنيا وهي من جملة خلقه، أي حلول الله الخالق المنزه عن المكان في المخلوق المحدود. فصارت السماء إذن أكبرمنه فإذا كانت المسألة بالكبر بالأجسام بطل قولنا الله أكبر!! وهذا باطل محال!!
ومن العجيب الغريب قول ابن قيم الجوزية الزرعي في اجتماع الجيوش الإسلامية كما ذكرنا في المقدّمة أنَّ الله ينزل فيجلس على كرسيه وله في كل سماء كرسي! تعالى الله عن هذا الهراء علواً كبيراً!
2- أنه جاءت أحاديث صحيحة تثبت أن النزول هو نزول مَلَك من ملائكة الله تعالى ينادي في الشطر الأخير من الليل بأمر الله تعالى: هل من داع فيستجاب له هل من ذا حاجة.... وهذا رواه النسائي في السنن الكبرى (6/124) من حديث أبي سعيد وأبي هريرة مرفوعاً: ((إنَّ الله تعالى يمهل حتى يمضي شطر الليل ثم يأمر منادياً أن ينادي يقول: هل من داع فيستجاب له....)). وإسناده صحيح.
ورواه أحمد (4/22و217) والطبراني (9/51) والبزار (4/44كشف الأستار) من حديث عثمان بن أبي العاص بأسانيد صحيحة كذلك أنه ينادي منادٍ. فهذا كله مما يعكِّر على المجسمة استدلالهم بالحديث على ما يريدون.
3- أنَّ الحافظ ابن حجر ذكر في ((الفتح)) (3/30) أن بعض المشايخ ضبط الحديث الذي أورده المصنف هنا بضم ياء (يُـنْزِل). فتكون لفظة (أنا الملك) من زيادات الرواة قطعاً.
4- أنَّ عقيدة نزول الله حقيقة إلى السماء الدنيا في شطر الليل الآخر باطلة بصريح المعقول، لأنَّ شطر الليل مستمر على وجه الكرة الأرضية طوال الأربع والعشرين ساعة.
وبهذا التقرير رُفِع الإشكال والله المعين.
__________________
حديث النزول وبطلان الاستدلال به في مسألة العلو الحسي لله تعالى:
أحاديث العقائد
الانتقال إلى
- القرآن الكريم وتفسيره
- ↲ تفسير آية أو آيات كريمة
- ↲ أبحاث في التفسير وعلوم القرآن الكريم
- الحديث النبوي الشريف وعلومه
- ↲ قواعد المصطلح وعلوم الحديث
- ↲ تخريج أحاديث وبيان مدى صحتها
- ↲ شرح الحديث
- ↲ التراجم والرجال: الصحابة والعلماء وغيرهم
- ↲ أحاديث العقائد
- العقائد والتوحيد والإيمان
- ↲ القواعد والأصول العقائدية
- ↲ مسائل وقضايا التوحيد والإيمان
- ↲ أقوال لأئمة وعلماء ومشايخ في العقيدة ومدى صحتها عنهم
- ↲ قضايا ومسائل لغوية تتعلق بالعقائد
- ↲ الفرق والمذاهب وما يتعلق بها
- ↲ عرض عقائد المجسمة والمشبهة والرد عليها
- التاريخ والسيرة والتراجم
- ↲ السيرة النبوية
- ↲ قضايا تاريخية
- ↲ سير أعلام مرتبطة بالتاريخ والأحداث السياسية الغابرة
- ↲ معاوية والأمويون والعباسيون
- الفكر والمنهج والردود
- ↲ توجيهات وتصحيح لأفكار طلبة العلم والمنصفين من المشايخ
- ↲ الردود على المخالفين
- ↲ مناهضة الفكر التكفيري والرد على منهجهم وأفكارهم
- ↲ أسئلة وأجوبة عامة
- الفقه وأصوله
- ↲ القواعد الأصولية الفقهية
- ↲ مسائل فقهية عامة
- ↲ المذهب الحنفي
- ↲ المذهب المالكي
- ↲ المذهب الشافعي
- ↲ المذهب الحنبلي
- علوم اللغة العربية
- ↲ النحو والصرف
- ↲ مسائل لغوية ومعاني كلمات وعبارات
- الكتب الإلكترونية
- ↲ كتب العلامة المحدث الكوثري
- ↲ كتب السادة المحدثين الغماريين
- ↲ كتب السيد المحدث حسن السقاف
- ↲ كتب مجموعة من العلماء
- المرئيات
- ↲ العقيدة والتوحيد: شرح متن العقيدة والتوحيد