الرد على السلفية المجسمة في إثباتهم اليد صفة لله تعالى:

عرض عقائد المجسمة والمشبهة والرد عليها
أضف رد جديد
cisayman3
مشاركات: 300
اشترك في: السبت نوفمبر 11, 2023 8:00 pm

الرد على السلفية المجسمة في إثباتهم اليد صفة لله تعالى:

مشاركة بواسطة cisayman3 »

الرد على السلفية المجسمة في إثباتهم اليد لله تعالى وتصحيحهم لأثر (إن الله لم يخلق بيده إلا أربعة أشياء آدم عليه السلام وجنة عدن والقلم وكتب الألواح لموسى بيده)
منشور بتاريخ: (14/3/2020)
كتب أحد السلفية الوهابيين مقالة - في مسألة تأويل اليد بالذات في مقالي السابق - يرد فيه علينا ويصحح الحديث الموضوع: (إن الله لم يخلق بيده إلا ثلاثة خلق آدم بيده وكتب التوراة بيده وغرس الجنة بيده)!!
وإنني سأعرض مقلته لكم وأثني بنقضها وتفنيد ما جاء فيها إن شاء الله تعالى وإن كان صاحبها ناقلا عن غيره:
قال: [أنس الأثري الحديث المذكور يا أستاذ روي بلفظ آخر عن ابن عمر رضي الله عنه فقد روى الدرامي واللالكائي والآجري والطبري غيرهم بإسناد صحيح عن ابن عمر رضي الله عنه قال: (خلق الله أربعة أشياء بيده: العرش والقلم وعدن وآدم، ثم قال لسائر الخلق: كن فكان).
كما روى ذلك أيضا الحاكم في المستدرك وصححه الذهبي.
فتعمدك ذكر رواية عن كعب الأحبار "اليهودي" بقصد التنقيص من الرواية لا غير وليس في هذا ذرة إنصاف كما لا يمت الأمانة العلمية بصلة.
أضف إلى ذلك أن هناك أحاديث أخرى تؤيد هذا الكلام عن ابن عمر وهي مفصلة عن الأشياء التي خلقها الله بيده فقد خلق الله آدم بيده وهذا مذكور في حديث الشفاعة..
فما قولك فيه...؟!!
كما خلق الله جنة عدن بيده ودليله ما ورد عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أُولَئِكَ الَّذِينَ أَرَدْتُ: غَرَسْتُ كَرَامَتَهُمْ بِيَدِي، وَخَتَمْتُ عَلَيْهَا، فَلَمْ تَرَ عَيْنٌ، وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ، وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ) والحديث رواه مسلم.
كما كتب الألواح لموسى عليه السلام بيده.
دليله ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (احْتَجَّ آدَمُ وَمُوسَى، فَقَالَ مُوسَى: يَا آدَمُ! أَنْتَ أَبُونَا، خَيَّبْتَنَا وَأَخْرَجْتَنَا مِنْ الْجَنَّةِ.
فَقَالَ لَهُ آدَمُ: أَنْتَ مُوسَى، اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِكَلَامِهِ، وَخَطَّ لَكَ بِيَدِهِ، أَتَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ قَدَّرَهُ اللَّهُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِي بِأَرْبَعِينَ سَنَةً.
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى، فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى.
وَفِي حَدِيثِ ابْنِ أَبِي عُمَرَ وَابْنِ عَبْدَةَ قَالَ أَحَدُهُمَا: خَطَّ، وقَالَ الْآخَرُ: كَتَبَ لَكَ التَّوْرَاةَ بِيَدِهِ).
رواه مسلم].
هذا كلام السلفي الوهابي.. وقد نقله من موقع (ملتقى أهل الحديث) https://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t= HYPERLINK "https://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthre ... 590"234590
وأقول وبالله تعالى التوفيق:
قد روي هذا الخبر موقوفاً على ابن عمر ولفظه:
(خلق الله تبارك وتعالى أربعة أشياء بيده: العرش، وجنات عدن، وآدم، والقلم ؛ واحتجب من الخلق بأربعة: بنار، وظلمة، ونور، وظلمة).
ومن تأمله علم أن الأكاذيب الإسرائيلية الباطلة المنقولة عن كعب الأحبار اليهودي.
هكذا رواه بهذا اللفظ الحاكم في المستدرك والبيهقي في الأسماء والصفات وهكذا الذي زعم بأن الحاكم صححه ووافقه عليه الذهبي.
وقد روي هذا الأثر في الكتاب المصنف لابن أبي شيبة عن حكيم بن جابر، قال: (إن الله تبارك وتعالى لم يمس بيده من خلقه غير ثلاثة أشياء: خلق الجنة بيده، ثم جعل ترابها الورس والزعفران وجبالها المسك , وخلق آدم بيده , وكتب التوراة لموسى عليه السلام).
وقوله فيه (لم يمس بيده من خلقه إلا ثلاثة أشياء..) تجسيم صريح فيه إثبات أن الله يمس ببعض ذاته بعض خلقه، وهو ذو أبعاض يمس بها مخلوقاته.. تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
وبعد هذا فلا بد أن أبين فأشرح قائلا:
أولاً: من أكبر المصائب في فكر هؤلاء القوم تحييدهم للعقل وعدم إعمالهم لعقولهم في فهم النصوص وعدم إدراكهم المعاني المقصودة وتمييز ما يثبت مما لا يثبت، وعدم ملاحظة كيف دخلت الإسرائيليات للعقائد ومن أدخلها... الخ.
والله تعالى يقول: {إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون} {أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور}الحج:46. {أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا} الفرقان:44. {هدى وذكرى لأولي الألباب} {وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير}.
ومجاهد الذي روي هذا الأثر عن ابن عمر رضي الله عنهما - وبغض النظر عن كونه عدلاً أو مجروحاً - هو أيضاً الذي فسّر المقام المحمود بإقعاد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مع الله على العرش يوم القيامة تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً! ولذلك قال الألباني المتناقض أحد شيوخ هذه الطائفة في سلسلته الضعيفة (2/255/865): ((ومن العجائب التي يقف العقل تجاهها حائراً أن يفتي بعض العلماء من المتقدّمين بأثر مجاهد هذا كما ذكره الذهبي (ص 100 - 101 و 117-118) عن غير واحد منهم، بل غلا بعض المحدثين فقال: لو أنَّ حالفاً حلف بالطلاق ثلاثاً أن الله يقعد محمداً صلى الله عليه وسلم على العرش واستفتاني لقلت: صدقتَ وبررت!)).
ثانياً: هذا الأثر المروي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما هو من جملة الموقوفات، والموقوفات ليست بحجة، وهذا مما يجعلنا نقطع بأنه مما رواه ابن عمر عن كعب الأحبار اليهودي، لأن ابن عمر لم يرفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم! ولأنه مروي عن كعب الأحبار، ولو رويَ عنابن عمر مرفوعاً لقلنا عنه بأنه موقوف منقول عن كعب الأحبار، كما قال البخاري عن حديث التربة الذي رواه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة مرفوعاً، أن الأصح بأنه عن أبي هريرة عن كعب الأحبار. هذا وهو مرفوع فكيف إن كان موقوفاً؟!
وقد ذكر الحافظ المزي في تهذيب الكمال (24/189) في ترجمة كعب الأحبار اليهودي أن من جملة الراوين عنه عبدالله بن عمر! وإليك بعض ما جاء في تلك الترجمة:
[كعب بن ماتع الحميري أبو إسحاق المعروف بكعب الأحبار... روى عنه... أسلم مولى عمر بن الخطاب وابن امرأته تبيع الحميري... وعبد الله بن الزبير بن العوام وعبد الله بن ضمرة السلولي سي وعبد الله بن عباس فق وعبد الله بن عمر بن الخطاب... ومعاوية بن أبي سفيان... وأبو هريرة... ذكره محمد بن سعد في الطبقة الأولى من أهل الشام بعد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال: وهو من حمير.. وكان على دين يهود فأسلم وقدم المدينة ثم خرج إلى الشام فسكن حمص حتى توفي بها..].
وقد ذكرت في مقدمتي لكتاب "العلو" للذهبي أن جمعاً من صغار الصحابة وغيرهم رضي الله عنهم رووا عن كعب الأحبار! ولتزداد وعياً الجامدون على ظواهر الروايات والأصول أقول:
قال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (3/489): إنَّ كعباً (جالس أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم فكان يحدّثهم عن الكتب الإسرائيلية).
قلت: وقد تبيَّن بالتتبع أنَّ الصحابة الذين رووا الإسرائيليات عنه وعن غيره هم: أبو هريرة وأبو سعيد الخدري وأنس بن مالك وجابر بن عبدالله وابن عباس وابن عمر رضي الله عنهم وكذا معاوية وعبدالله بن عمرو بن العاص!! وقد روى هؤلاء عن مثل كعب وابن سلام وصيَّرت بعض مروياتهم أحاديث مرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد ذلك!! أي رفعها بعض الرواة عنهم ولم يُمَيّزوا بين ما رووه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبين ما رووه عن مثل كعب والكتب القديمة!!
ففي "سير أعلام النبلاء" (2/606) و"البداية والنهاية" (8/109) عن بسر بن سعيد (وهو من كبار التابعين الثقات ومن رجال الستة) قال: ((اتقوا الله وتحفظوا من الحديث، فوالله لقد رأيتنا نجالس أبا هريرة فيحدِّث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ويحدِّثنا عن كعب، ثمَّ يقوم، فأسمع بعض مَنْ كان معنا يجعل حديث رسول الله عن كعب، ويجعل حديث كعب عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم)). وهذا مروي في كتاب "التمييز" لمسلم بإسناد صحيح.
فإذا فهمت وعلمت هذا أنت ومن تنقل عنه عرفت تهافت قولك لي: (فتعمدك ذكر رواية عن كعب الأحبار "اليهودي" بقصد التنقيص من الرواية لا غير وليس في هذا ذرة إنصاف كما لا يمت الأمانة العلمية بصلة. أضف إلى ذلك أن هناك أحاديث أخرى تؤيد هذا الكلام عن ابن عمر وهي مفصلة عن الأشياء التي خلقها الله بيده فقد خلق الله آدم بيده وهذا مذكور في حديث الشفاعة.. فما قولك فيه...؟!!).
ثالثــــــــاً: مناصرتك أو محاولة إثبات صحة أثر (أن الله تعالى لم يخلق بيده إلا ثلاثة أو أربعة أشياء) تدلنا على أن فهمك قاصر عن تنزيه الله تعالى.. ولم تدرك كذلك كليات الشريعة المودعة في كتاب الله تعالى الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، أما صحيح البخاري أو صحيح مسلم فالباطل يأتيهما من بين يديهما ومن خلفهما وعن يمينهما وعن شمالهما، مع احترامي وتقديري لهما، ولكن ليس كل ما فيهما ثابتاً صحيحاً خلاف كتاب الله تعالى المنزه المحفوظ!!
فأنت ما زلت تعيش في العقل الوثني مهما حاولت التهرب والتملص منه! لأنك تعتقد أن لله تعالى يدين أو يد، وأنه خلق الأمور الثلاثة أو الأربعة بيده وخلق بقية الخلق بقدرته أو بكن فيكون! مع أن البصير الذي يستعمل عقله - الذي لا تريدون استعماله - يفهم ويعرف أن كل شيء خلق بيد الله أي بقدرته! وقدرته عندنا ذاته لأننا نقول بأن الصفات هي عين الذات وتعريفها عندنا (ما تتميز به الذات) وأظن أن هذه الأمور لا تعرفها أنت الآن ولا تتعقلها! وإنما تعرف فقط أن أثر ابن عمر صح إسناده أم لم يصح وأنه معصوم لا خطأ فيه!
مع أن الصحابة رضوان الله عليهم ردوا على بعضهم فقبلوا أخباراً وردوا أخرى والأمثلة على ذلك كثيرة منها: قول أبي أيوب الأنصاري لعتبان بن مالك عندما حدث بحديث ((إن الله قد حرم على النار من قال لا إله إلا الله)). فقال له: (والله ما أظن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال ما قلتَ قط). وهذا في البخاري (1186) ومسلم (33).
ورد السيدة عائشة رضوان الله عليها على من قال إن الميت يعذب ببكاء أهله عليه، وأن الشؤم في ثلاثة في المرأة والدار والفرس، وأنه يقطع الصلاة المرأة والكلب والحمار، وإخبار أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأنه من أصبح جنباً فلا صوم له، وتحديثه بحديث لا عدوى وإنكاره بعد ذلك أنه حدث به، وقول ابن مسعود لحذيفة رضي الله عنهما في الاعتكاف: لعلك نسيت وحفظوا وأخطأت وأصابوا، وغير ذلك مما هو في الصحيحين وغيرهما، وكل تلك الأحاديث عندنا من جملة المنكرات والموضوعات.
فليس كل خبر وإن كان في الصحيحين من جملة المقبولات عندنا أو عند الصحابة رضي الله عنهم، وقد أمر أحمد بالضرب على حديث الأمراء (لو أن الناس اعتزلوهم) وهو في الصحيحين!
فهناك قواعد وأسساً وحقائق تغفل عنها أنت وأهل نحلتك ظاهريو التفكير والنظر عند التصحيح والتضعيف والقول الفاحش والتصور الفاسد في ذات الله تعالى! نبهناك على طرف منها وما عليك إلا أن تغوص فيها لتفهم وتدرك الحقائق ولا تتعلق بقشة لا تسمن ولا تغني من جوع!
رابعاً: أعود للأثر الباطل اليهودي الذي تريد أن تثبته قولاً عن الصحابة رضي الله عنهم منقولاً عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتعتقد بما فيه لتصبح عقيدتك من جملة الخرافات فأقول:
الأثر يقول بأن الله لم يخلق بيده إلا أربعة أشياء: سيدنا آدم عليه السلام وكتب أو خط الألواح بيده وغرس الجنة والعرش والقلم وهؤلاء خمسة أشياء وليست ثلاثة ولا أربعة كما جاء في أثر ابن عمر! لم يذكر في أثر ابن عمر الذي أوردته أنت (خط أو كتب التوراة بيده) وهذا – من باب التفكه وليس مُهِمّاً الآن – مما يوجب الاضطراب في متنه ويجعله مردوداً مع ما أوردته من صحيح مسلم من خط التوراة بيده.
لكن المهم في ذلك: أن ما قرره القرآن الكريم ينقض هذا الأثر وما في معناه وكل ما أوردته لنا في هذا الأمر! فالله تعالى أخبرنا أنه خلق الأنعام أيضاً بيده فقال:
{أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاماً فهم لها مالكون، وذللناها لهم فمنها ركوبهم ومنها يأكلون} فالبقر ومنها الثيران والغنم والإبل والخيل والبغال والحمير وكل ما تركبه شعوب بني آدم وما أنعم به عليهم من الأنعام خلق بأيدي أو بيد الله سبحانه وتعالى! قال تعالى {والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون}!
وقال تعالى {والسماء بنيناها بأيدٍ وإنا لموسعون} فالسموات بنيت بيد الله تعالى أيضاً! فإن قلت أنت: لفظة (أيدٍ) ليست جمع يد، قلنا لك أخطأت وأخطأ مشايخك في هذا وغيره! قال تعالى: {ألهم أرجل يمشون بها أم لهم أيد يبطشون بها أم لهم أعين يبصرون بها أم لهم آذان يسمعون بها} الأعراف:195. وكتب اللغة شاهدة بذلك كالقاموس المحيط في مادة (يدى).
خامساً: وأما حديث مسلم الذي أوردته عن المغيرة بن شعبة والذي فيه (وغرس كرامتهم بيده) قال الدارقطني في العلل (7/130): [ولم يرفع هذا الحديث غير بن عيينة والمحفوظ موقوف ورواه غير بن عيينة عن بن أبجر موقوفاً]. وهذا إما أنه متلقى من أهل الكتاب أو بالمعنى المجازي الذي هو المبالغة في التكريم.
سادساً: وأما احتجاجك بحديث محاجة سيدنا آدم لسيدنا موسى عليهما الصلاة والسلام فهذا من جملة الأحاديث الباطلة الإسرائيلية التي في الصحيحين! وذكر سيدنا موسى عليه السلام فيه دليل على كونه من جملة الإسرائيليات!
ومن أشنع ما فيه أن سيدنا موسى يقول لأبيه النبي الرسول سيدنا آدم عليه السلام كما أوردت أنت:
(فقال موسى: يا آدم! أنت أبونا، خيبتنا وأخرجتنا من الجنة..)
فهل يقول نبي لأبيه النبي (خيبتنـــــا)؟!
ثم كيف لا يعرف سيدنا موسى وهو نبي رسول عليه السلام أن هذا الأمر وقع بقدر الله تعالى!
وهل هناك مناظرات إفحام وحجاج ما بين الأنبياء عليهم الصلاة والسلام؟!
وهذا الحديث الإسرائيلي من جملة أحاديث القدر الباطلة! لعلك تدرك ذلك!
وتذكر أن ابن تيمية والألباني ضعفا أحاديث في الصحيحين وحكما على أخرى بالشذوذ!
أم أن هناك نصوصاً في الكتاب والسنة تجيز لهما ذلك ولا تجيزه لنا؟!
ثم إن أكثر روايات هذا الحديث في الصحيحين وغيرهما ليس فيه لفظ (كتب لك التوراة بيده) ولا (خط لك بيده) وإنما لفظه مثلاً في البخاري (4736): عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((التقى آدم وموسى فقال موسى لآدم آنت الذي أشقيت الناس وأخرجتهم من الجنة قال آدم أنت موسى الذي اصطفاك الله برسالته واصطفاك لنفسه وأنزل عليك التوراة قال نعم قال فوجدتها كتب علي قبل أن يخلقني قال نعم فحج آدم موسى)).
فاللفظ هنا (وأنزل عليك التوراة) وليس (كتب لك التوراة بيده) ولا (خطَّ)!!
وفي لفظ عند مسلم (2652): (فقال آدم: أنت موسى الذي اصطفاك الله برسالته وبكلامه وأعطاك الألواح فيها تبيان كل شيء وقربك نجيا)!!
فاللفظ هنا (وأعطاك الألواح) وليس (كتبها لك بيده) أو (خطها)!
فإن أردت جادة الحق ينبغي أن تعلم أن الذي اعتمدت وعولت عليه في ردك المخالف لكتاب الله تعالى وللروايات الصحيحة الأسانيد ولما دلَّ عليه العقل الذي أمر الله تعالى أن نعمله وننظر به أن هذه الألفاظ الشاذة المردودة هي من جملة تصرفات الرواة ومن جملة ما نطقت به ألسنتهم المعبرة عن أفكار مخطئة قامت بأذهانهم!
ومن قواعد أهل الحديث قول الحافظ ابن حجر في شرح البخاري (13/354) عند شرح الحديث رقم (7372):
[إنَّ الاحتجاج به يتوقف على الجزم بأنه صلى الله عليه وآله وسلم نطق بهذه اللفظ أو بغيره ؟ فلم يقل صلى الله عليه وآله وسلم إلا بلفظ منهــا، ومع احتمال أن يكون هذا اللفظ من تصرّف الرواة لا يتم الاستدلال]. فتأمل جيداً!!
سابعا: نقل لنا هذا الوهابي أثر ابن عمر بلفظ (خلق الله أربعة أشياء بيده: العرش والقلم وعدن وآدم، ثم قال لسائر الخلق: كن فكان)
وهذا معارض لقوله تعالى: {إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون} آل عمران:59.
بين الله تعالى أن سيدنا آدم وسيدنا عيسى خلق بكن يعني بقدرته وإرادته وليس بيده وهذا يهدم ما جاء في هذا الأثر الإسرائيلي. وخبر الثقة إذا خالف خبر الثقات سقط واعتبر شاذا فكيف إذا خالف القرآن؟!
أفادني هذه النقطة السابعة وذكرني بها الدكتور الحبيب عبدالله الجباري المغربي نقلا عن سيدي الحجة عبد الله ابن الصديق أعلى الله منزلته ورحمه وغفر له بعد نشر هذا المقال فزدته وجعلته النقطة السابعة.
فهذه شواهد ومتابعات فاسدة باطلة عاطلة لا تنهض لمعارضة عقيدة التنزيه!
وهذا مختصر ما أردت أن أبين فيه خطأ هذا المعترض علينا بالباطل ليثبت ما يريد مما يقوم بذهنه وبذهن شيوخه من التشبيه والتجسيم! والله تعالى يقول الحق وهو يهدي السبيل!

ــــــــــــــــــــــ
تكملة:
الرد (2) على الأخ السلفي الوهابي (أنس الأثري)
منشور بتاريخ: (16/3/2020)
في قضية قوله بالتجسيم وإثبات اليدين لله تعالى
فريق الصفحة: كتب المذكور تعليقا على المقال السابق يحاول مناطحة العلامة السيد السقاف بعدما فند السيد له كل ما قاله وأورده من الأفكار في المقال السابق، وما كتبه الأخ الوهابي حقيقة ضعيف هزيل، تكفل بتعقبه فيه أحد إخوتنا الفضلاء من تلامذة السيد المقربين وهو (الباحث عن الحقيقة) وإليكم نقضه لكلام الوهابي السلفي فكرة فكرة وجملة جملة، ونضع أول قول الأخ الوهبي (قال:) وأول تعقب (الباحث عن الحقيقة): كلمة: (جوابه:)، تشجيعا لطلبة العلم ليطلعوا على نماذج من الردود في مسائل العقائد ونقض ما يطرحه الوهابية من أفكار تجسيمية، والله الموفق:
قال أنس الأثري بتاريخ 15-3-2020:
[أنس الأثري: بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه.
بداية أحب أن أذكرك ومتابعيك أن الأدلة في جُل مسائل الدّين دائما ما تُذكر مجتمعة إنما هي مجرد أدلة تُساق وتذكر تباعا وهذا ديدن أهل السنة السلفيين على عكس طريقتكم من المتكلمين فكل يؤول على هواه..!]
جوابه: نعم الأدلة تذكر مجتمعة، فنجمع بين المحكمات والمتشابهات مع جمع الطرق والألفاظ ومعرفة الزيادات وما تصرف به الرواة مع تطبيق قواعد الأصول المنظمة لفهم نصوص الكتاب والسنة وأنتم تقتصرون على جمع المتشابهات دون أسس ولا قواعد ضابطة مع قصور في الحديث!
وشيخنا العلامة السقاف ليس على طريقة المتكلمين من الفلاسفة والمنطقيين وإنما على طريقة المحتجين بنصوص الكتاب والسنة واللسان العربي بأسلوب واضح وسهل وهذا بين واضح فيما نكتبه، وهو من المحدثين المتخصصين في معرفة صحيح الحديث من ضعيفه وتتبع الطرق والأسانيد وألفاظ الروايات والمقارنة فيما بينها... فكلامك باطل واتهامك غير صحيح!
قال: [وأما نبزُك لي بالسلفي الوهابي إنما غرضك منه تنفير الناس فقط وكما يقال (إذا أتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة لي بأني كامل)].
جوابه: (السلفي الوهابي) ليس نبزاً وإنما هو وصف حقيقي بالانتساب إلى طائفة معلومة، وإنما يكون النبز بالألقاب وتحريفها كما يفعل أهل نحلتك وشيوخك! فهذا كلام فارغ لا قيمة له! كما قيل: (رمتني بدائها وانسلَّت)!
قال: [أما أنا فأعتز بانتمائي لمنهح السلف وأفخر بذلك].
جوابه: أنت لا تتبع منهج السلف وهذه دعوى عريضة غير صحيحة! وذلك لأن للسلف مناهج عدة ولأهل الحديث أيضاً عدة مناهج! والشافعي من السلف كما أن أبا حنيفة من السلف كما أن أحمد من السلف وكل له منهاجه في الفقه والاستنباط!
والبخاري من منهجه أن لفظه بالقرآن مخلوق كما نقل عنه ابن أبي حاتم الرازي في ترجمته في الجرح والتعديل وأحمد يقول عكس ذلك ويضلل ويبدع من يقول بذلك! وكل أولئك من أهل الحديث والسلف! فدعوى السير على منهج السلف خدعة وشنشنة نعرفها من أخزم!
قال: [وكيف لا وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لابنته فاطمة الزهراء رضي الله عنها: «فإنه نعم السلف أنا لك» والحديث في مسلم]
جوابه: الحديث في البخاري ومسلم وهو صحيح ولفظ (السلف) الذي فيه ليس معناها منهج السلف الذي تقصده أنت وأمثالك الذي هو فكر ابن تيمية والألباني وابن باز والعثيمين وبقية الوهابية الذين نعتقد بأنهم مخالفون منهج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم! ومعنى السلف هنا هو كما قاله النووي رحمه الله في شرح مسلم (والسلف المتقدم، ومعناه أنا متقدم قدامك فَتَرِدِينَ عليّ)!
فلا تفرح في غير مفرح!
وإذا عبنا عليك السلفية الوهابية فإنما نعيب المنهج الباطل المعوج الذي تنسبه للسلف وهم منه براء!
قال: [ولا عجب إن ضعفت الحديث فقد عُرف عنك تطاولك على مرويات البخاري ومسلم ولَيّ أعناق النصوص حتى توافق مذهبك في تعطيل صفات الباري عز وجل].
جوابه: السيد سدده الله تعالى لم يضعف هذا الحديث! وقد تطاول على أحاديث البخاري ومسلم ابن تيمية والألباني من شيوخك وأئمتك! وقبل ذلك ضعَّف جمع من حفاظ وأئمة الحديث من أهل السنة والجماعة أحاديث في البخاري ومسلم ومنهم الدارقطني في كتاب التتبع!
عافاك الله تعالى!
أما الاتهام بِلَيِّ أعناق النصوص لتوافق مذهب التعطيل الذي تزعمه! فهو في الحقيقة فهم النصوص الشرعية المتشابهة على وفق النصوص المحكمة لأنهن أم الكتاب كما نص عليه الله تعالى في كتابه العزيز! ولكنك للأسف لا تفهم ذلك وتسميه تعطيلاً! جهلاً وعناداً ومكابرة! ولا يضيرنا ذلك!
ونحن - مع شيخنا ببصيرة - نفتخر ونعتز بهذا التعطيل الذي تنعتوننا به ولا يضيرنا طالما أنه الطريق الصحيح السوي لفهم نصوص الكتاب والسنة وتطبيق ما أمرنا الله به من رد المتشابه إلى المحكم والجمع بين النصوص!
قال: [نرجع للموضوع..
الأدلة على على صفة اليد لله جل وعلا تفوق المائة دليل بين آية وحديث فلا تجعل دليلا واحد محورا للنقاش]
جوابه: لو كانت لفظة (اليد) مذكورة في ألف دليل أو نص شرعي فهي من جملة المتشابهات التي لا يجوز أن يستدل بها على إثبات عضو ولا جارحة أي يد حقيقية على ظاهرها لله تعالى كما تدعون!
كما أن العلو الحسي لله - تعالى عما تقولون - الذي تعتقدونه وتنافحون عنه لو ورد فيه ألف نص فهو مردود لأن الله تعالى منزه عن الزمان والمكان! وهو العلي المتعالي العظيم عن خيالاتكم الإغريقية وتخيلاتكم اليهودية التجسيمية! وقد فند السيد العلامة السقاف في تعليقه ومقدمته على كتاب العلو جميع ما أورده الذهبي والألباني من الاستدلالات والأدلة وبين الصحيح ومعناه والضعيف والتالف والموضوع منها!
فمئات وآلاف الأدلة التي تحتجون بها ليست أدلة على التحقيق وهي لا تسمن ولا تغني من جوع!
قال: [وفي ردي عليك تغاظَيتَ عن حديث الشفاعة وفيه: (... فيأتونه فيقولون: يا آدم! أنت أبوالبشر؛ خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحـه...)]
جوابه: يا ليتك تحسن العربية وتنطق بلغة (الضاد) بدل قولك (تغاظيت) وتصلح من لسانك البدوي أو الذي تقلد به البداوة الجلفاء!
قال: [وفي الحديث أن الناس يذكرون آدم عليه السلام بما تميز به غيره من الخلق فقد خلقه الله بيده ونفخ فيه من روحه وأسجد له ملائكته كل هذه ميزات خص الله بها أبونا آدم وكل هذه الميزات إنما هي على ظاهرها ولو تأولت اليد بالقدرة لم تكن ميزة إذ أن كل ما خلق الله إنما خلقه بقدرته..]
جوابه: هذا الحديث الذي أوردته اختلف الرواة في ألفاظه لمن تأمل طرقه ورواياته في الصحيحين وغيرهما فإنه سيجد أن له روايات أخرى ليس فيها لفظ (خلقك الله بيده)! وهذا يدلنا أن هذا اللفظ من جملة تصرفات الرواة! على أن لفظ (خلقك الله بيده) معناها خصك بالذكر ونوه بشأنك لا أن له أعضاء وجوارح يخلق بها! إلا عند من يتخيل في الرب سبحانه خيال الإغريق واليونان واليهود! فالله تعالى قال عن الدواب والأنعام أيضاً {أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاماً فهم لها مالكون وذللناها لهم فمنها ركوبهم ومنها يأكلون}!
وهذا الفهم واجب للجمع بين الأدلة!
قال: [ولو قلت أن هذه ليس ميزة لآدم عليه السلام وقارنتها بآية خلق الآنعام أقول لك أنه جاء في الحديث: أنه قال سبحانه: وعزتي وجلالي لا أجعل صالح ذرية من خلقت بيدي، كمن قلت له كن فكان..]
جوابه: هذا الحديث مكذوب موضوع! والبنيان الذي تريد أن تركب أفكارك منه بنيان متهاوٍ مبني على ألفاظ تصرَّف فيها الرواة وأخرى من جملة المكذوبات والموضوعات، فهذا الحديث قال عنه الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد (1/44): [رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه إبراهيم بن عبد الله بن خالد المصيصي وهو كذاب متروك, وفي سند الأوسط طلحة بن زيد وهو كذاب أيضاً]. وضعفه شيخكم الألباني المتناقض في تخريج شرح الطحاوية (342).
فأمرك مبني على جرف هار!
قال: [وقال ابن حجر رحمه الله: (لو كانت اليد بمعنى القدرة، لم يكن بين آدم وإبليس فرقٌ لتشاركهما فيما خلق كل منهما به وهي قدرته، ولقال إبليس: وأي فضيلة له علي وأنا خلقتني بقدرتك كما خلقته بقدرتك، فلما قال: ﴿خلقتني من نار وخلقته من طين﴾ الأعراف: 12، دلَّ على اختصاص آدم بأن الله خلقه بيديه، ولا جاز أن يراد باليدين النعمتان؛ لاستحالة خلق المخلوق بمخلوق؛ لأن النعم مخلوقة).
جوابه: هذا الكلام ليس لابن حجر وإنما هو لابن بَطّال كما صرح الحافظ ابن حجر هناك ثم نقل ابن حجر عقبه عن ابن فورك تأويل اليد بالذات، ثم نقل هناك أن لليد خمسة وعشرين معنى!
قال: [ومن الأدلة أيضا على صفة الله لليد على الحقيقة فقد جاء في الحديث: (يد الله ملأى لا يغيضها نفقة... وبيده الأخرى الميزان يخفض ويرفع)].
جوابه: هذا معنى مجازي من باب الاستعارات لم يفهمه المجسمة والمشبهة! وقد شرحه وفسره وبينه أئمة الحديث، قال الحافظ البيهقي في الأسماء والصفات (ص271):
[وقوله: « يمين الله ملأى ». يريد كثرة نعمائه قال أبو سليمان رحمه الله: « وقوله: » لا يغيضها نفقة «. يريد: لا ينقصها، وأصله من غاض الماء إذا ذهب في الأرض، ومنه قولهم: هذا غيض من فيض، أي: قليل من كثير »... وقوله: « بيده الميزان يخفض ويرفع »، فالميزان ههنا أيضا مثل، وإنما هو قسمته بالعدل بين الخلق، يخفض من يشاء أن يضعه، ويرفع من يشاء أن يرفعه، ويوسع الرزق على من يشاء، ويقتر على من يشاء، كما يصنعه الوزان عند الوزن، يرفع مرة ويخفض أخرى]!
فتدبر لعلك تفهم! ومثله أيضاً قاله الحافظ ابن حجر في شرح البخاري!
قال: [قولـه تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ..}].
جوابه: معنى يداه مبسوطتان أي كريم، وهو رد على اليهود الذين قالوا {يد الله مغلولة} أي: بخيل، ولا يعني ذلك أن له يدين بسطهما كما يبسط الإنسان يديه كما هو معلوم في اللسان العربي! وهذا التعبير كناية حتى في البشر! فكيف بالرب سبحانه المنزه عن اليدين والأصابع والأعضاء؟!
قال: [وقال: (وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ)].
جوابه: هذا بيان عن نفوذ قدرته في السماوات والأرض! لا كما تتوهم المجسمة! والله تعالى أخبر عن كتابه العزيز فقال: { لا يأتيه الباطل من بين يديه} والقرآن ليس له يدان! وقال {بين يدي عذاب شديد} والعذاب لا يد له! وقال {تبت يدا أبي لهب وتب} والمراد ذاته وليس يداه فقط!
والمجسمة لا تفقه كل هذا بلغة العرب!
قال: [وإثبات هذه الصفة وغيرها من الصفات الثابتة لا يلزم منا مماثلتها ومشابهتها لصفات المخلوقين]
جوابه: كلام فارغ لا يسمن ولا يغني من جوع بل هم وصفوا الله تعالى ومثلوه بخلقه وشبهوه بهم!
قال: [فمن أصول الاعتقاد عند أهل السنة والجماعة أن الله تعالى يوصف بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تشبيه ولا تمثيل ولا تحريف ولا تعطيل.. وقد قال الإمام ابن عبد البر المالكي رحمه الله؛ أهل السنة مجمعون على الإقرار بهذه الصفات الواردة في الكتاب والسنة ولم يكيفوا شيئا منها وأما الجهمية والمعتزلة والخوارج فقالوا من أقر بشيء منها فهو مشبه..!!]
جوابه: ينقض هذا الإجماع والاتفاق المزعوم قول الإمام الحافظ النووي في شرح صحيح مسلم (5/24):
[قال القاضي عياض: لا خلاف بين المسلمين قاطبة فقيههم ومحدثهم ومتكلمهم ونظارهم ومقلدهم أن الظواهر الواردة بذكر الله تعالى في السماء كقوله تعالى {أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض} ونحوه ليست على ظاهرها بل متأولة عند جميعهم فمن قال باثبات جهة فوق من غير تحديد ولا تكييف من المحدثين والفقهاء والمتكلمين تأول في السماء..].
قال: [ومذهب السلف في هذا هو الأخذ بظاهر النصوص وذلك أن الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات كما قال أهل العلم، وقد روي عن جماعة من السلف أنهم قالوا في صفات الله تعالى: أمروها كما جاءت بلا كيف وهذا ورد عن سفيان بن عيينة والثوري والليث وابن المبارك ووكيع والإمام مالك وأحمد وغيرهم...
قال الذهبي: (وكما قال سفيان وغيره "قراءتها تفسيرها"، يعني أنها بينة واضحة في اللغة، لا يبتغى بها مضائق التأويل والتحريف. وهذا هو مذهب السلف مع إتفاقهم أيضا أنها لا تُشْبِه صفات البشر بوجه إذ الباري لا مثل له لا في ذاته ولا في صفاته.)].
جوابه: روى ابن جرير في تفسيره (13/27/8) عن سفيان بإسناد حسن قال: [حدثنا ابن حُمَيد، قال: ثنا مهران، عن سفيان { وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ }، قال: بقوَّةٍ]. وهو منقول عن جماعة من السلف. كما تجد ذلك مروياً بالأسانيد المتصلة عند البيهقي في "الأسماء والصفات" ص (129) وابن جرير الطبري في تفسيره (13/27/7) عن ابن عباس وابن زيد ومجاهد وقتادة ومنصور وغيرهم.
وأما سفيان بن عُيَينة (ت198هـ) فقد أوَّل سفيان بن عُيَيْنَة حديث: ((آخر وَطْأَةٍ وطأها الرحمنُ بِوَجٍّ)) أي: آخر غزاةٍ غزاها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بواد بالطائف اسمه وادي وَجٍّ.
وقال الحافظ ابن الجوزي في "دفع شبه التشبيه" ص (223): [وقال سفيان بن عيينة في تفسير هذا الحديث: آخر غزاةٍ غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالطائف].
وقال البيهقي في "الأسماء والصفات" ص (462): [قال أبو الحسن علي بن محمد بن مهدي: معناه عند أهل النظر: أن آخر ما أوقع الله سبحانه وتعالى بالمشركين بالطائف، وكان آخر غزاة غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتل فيها العدو، ووج واد بالطائف قال: وكان سفيان بن عيينة رضي الله عنه يذهب في تأويل هذا الحديث إلى ما ذكرناه].
وأما سفيان الثوري: فقد جاء عنه أنه أوَّل المعية المذكورة في قوله تعالى { وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ}، بالعلم، واحتج بذلك ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" (4/181). وقد ذكره البخاري في "خلق أفعال العباد" ص (32)، ورواه عبدالله بن أحمد في كتابه "السنة" (1/307) والآجُرِّي في "الشريعة" (3/1078). فهذا تأويل منه.
وروى ابن جرير في تفسيره (13/27/8) بسند حسن عن سفيان الثوري أنه أوَّل قوله تعالى: {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ}، قال: (بقوَّة).
وروى ابن أبي حاتم في تفسيره (11/382) بسند صحيح عن سفيان الثوري أنه أوَّل قوله تعالى {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَهُ}، قال: (كل شيء هالك إلا ما ابتغي به وجهه من الأعمال الصالحة).
وروى ابن جرير في تفسيره (13/27/94) في تأويل {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا}، قال: [وذُكر عن سفيان في تأويل ذلك، ما حدثنا ابن حُمَيد، قال: ثنا مِهْران، عن سفيان، في قوله {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا} يقول: (بأمرنا)]. وإسناده حسن.
روى الحافظ البيهقي في كتابه "مناقب الإمام أحمد" وهو كتاب مخطوط ومنه نقل الحافظ ابن كثير في "البداية والنهاية" (10/327) فقال: (روى البيهقي عن الحاكم عن أبي عمرو بن السمّاك عن حنبل أن أحمد بن حنبل تأوّل قول الله تعالى: {وجاء ربُّك} أنه: جاء ثوابه.. ثم قال البيهقي: وهذا إسناد لا غبار عليه). انتهى كلام ابن كثير.
ونقل البخاري في صحيحه عن سعيد بن جبير أنه أوّل الكرسي بالعلم.
ومن العجائب أن البغوي نفسه قال في تفسيره "معالم التنزيل" (7/379): [{وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ}: بقوة وقدرة].
والكلام في هذا كثير جداً ومن أراد أن يتوسع في معرفته فعليه بتفسير ابن جرير الطبري ومقدمة شيخنا المحدث السيد السقاف لكتاب دفع شبه التشبيه ومقدمة شرحه على العقيدة الطحاوية وشرحه للجوهرة فإنه نقل هنالك أمثلة كثيرة من تأويلات السلف.
قال: [وقولهم أمروها كما جاءت بلا كيف فإنما نفوا علم الكيفية ولم ينفوا حقيقة الصفة، لأن قاعدتنا في هذا الباب قوله تعالى: ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.
وصفة اليد لله تعالى إنما جاءت على صور متعددة كالبسط والقبض والطي والأخذ والمسح واليمين والأصابع وغير ذلك].
جوابه: كلام فارغ كل ذلك كنايات حسب مفهوم هذه الكلمات في الجمل التي وردت فيها باللسان العربي الذي نزل به القرآن الكريم ونطق به سيد الخلق صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه الكرام العرب الأقحاح!
قال: [فقد بوب أبو بكر بن خزيمة رحمه الله في كتاب (التوحيد): (باب إثبات الأصابع لله عَزَّ وجَلّ).
وقال أبو بكر الإسماعيلي: (وخلق آدم عليه السلام بيده، ويداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء، بلا اعتقاد كيف يداه، إذ لم ينطق كتاب الله تعالى فيه بكيف).
وقال أبو بكر الآجري رحمه الله في كتاب (الشريعة): (باب الإيمان بأن قلوب الخلائق بين إصبعين من أصابع الرب عَزَّ وجَلَّ، بلا كيف)].
جوابه: كل هؤلاء من جملة المجسمة والمشبهة وكلامهم غير معتبر! وكل أحد يؤخذ من قوله ويرد عليه! وابن خزيمة ندم على تصنيفه ذلك الكتاب كما نقل ذلك الحافظ البيهقي عنه في الأسماء بسندين!
وقد قال الفخر الرازي عن كتابه التوحيد بأن الأحرى أن يسمى بكتاب الشرك لأجل ما فيه من المغالطات والأخطاء العقائدية الفادحة!
قال الفخر في "تفسيره" (14/27/151): [واعلم أن محمد بن إسحاق بن خزيمة أورد استدلال أصحابنا بهذه الآية في الكتاب الذي سماه بالتوحيد! وهو في الحقيقة كتاب الشرك، واعترض عليها، وأنا أذكر حاصل كلامه بعد حذف التطويلات لأنه كان رجلاً مضطرب الكلام، قليل الفهم، ناقص العقل،..].
قال: [ولو لم يكن لله تعالى يدا تليق به لا تشابه يد المخلوقين لَما ذكرها في مواضع عديدة وعلى صفات متعددة...!! والذي جعلكم تعطلون صفات الله كالمعتزلة إنما هو جراء تقديمكم العقل على النقل في غيبيات ذكرها الله في كتابه وفي سنة نبيه بكلام عربي مبين فلا نقدم بين يدي الله في القول بل نصف الله بما وصف به نفسه بلا كيف..]
جوابه: هذا من باب الكلام الفارغ الذي يقال له (حش الكلام)! يعني كلام بلا خطام ولا زمام! لأن هؤلاء القوم لم يفهموا كتاب الله تعالى باللسان العربي المبين! وإن ادعوا ذلك! كما سبق وبينه شيخنا السيد بالأدلة والبراهين واقتفينا أثره في ذلك! وهم يعتبرون تنزيه الله عن خيالاتهم وأوهامهم اليهودية الإغريقية وفهم النصوص باللسان العربي وصرف الألفاظ عن ظواهرها بناء على قواعد الكتاب والسنة تعطيلاً واعتزالاً وتجهماً!
وادعاؤهم بأنهم (لا يصفون الله تعالى إلا بما وصف به نفسه) كلمة حق أريد بها باطل! وهي خدعة وتغرير للناس! فقد أضاف الله تعالى النسيان إلى نفسه في مثل قوله تعالى{نسوا الله فنسيهم} مع أنه لا يجوز وصفه بالنسيان {وما كان ربك نسيا} ومثله المكر والاستهزاء والعين واليد والوجه والساق والجنب... وغيرها كالمرض والضحك والهرولة والجوع... وهي استعارات أو يراد بها معانٍ أخرى لا يفهمها المجسمة والمشبهة والوهابية المتمسلفين زوراً!
قال: [وبسبب هذا هربتم من التمثيل إلى التعطيل ورغم ذلك فأنت ممثل ومشبه فما عطلت الصفة إلا لأنك مثلتها في عقلك وكما قال أهل العلم كل معطل ممثل وكل ممثل معطل..]
جوابه: كلام فارغ! لأن من العجائب والغرائب أن يرمي المشبه المجسم أهل التنزيه الذين ينفون عن الله تعالى الجوارح والأعضاء وكل ما يليق به بأنهم مشبهون مجسمون! فهذا مما تضحك منه الثكالى! ولا يقال في مثله إلا (رمتني بدائها وانسلت)!!
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل!
أضف رد جديد

العودة إلى ”عرض عقائد المجسمة والمشبهة والرد عليها“