احتجاج المجسمة بقول فرعون: (يا هامان ابن لي صرحاً..):

عرض عقائد المجسمة والمشبهة والرد عليها
Post Reply
cissoso
Posts: 82
Joined: Fri Oct 27, 2023 7:01 pm

احتجاج المجسمة بقول فرعون: (يا هامان ابن لي صرحاً..):

Post by cissoso »

احتج المجسمة والمشبهة على كون الله تعالى في السماء والعلو الحسي أو على العرش ومنهم ابن قيم الجوزية - تلميذ ابن تيمية الحراني - بقوله تعالى وقال تعالى {وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحاً لعلي أبلغ الأسباب . أسباب السموات فأطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذباً}!!

وأقـول مجيباً على هذا الإشكال:
سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام لم يدَّع بأنَّ الله تعالى في السماء وإنما تخيل فرعون الكافر المجسم أنَّ الله عزَّ وجل في السماء قياساً منه الخالق وهو إله سيدنا موسى على المخلوق وهو ما يراه بعينه من الخلق وما يسمعه من الشرائع المحرَّفة التي كانت قبله!! ولم يأت في نص واحد أنَّ سيدنا موسى قال لفرعون بأنَّ الله تعالى في السماء!! ولو أنهم أتموا الآية الكريمة لانقلب الأمر على المجسمة والمشبهة بضد ما يريدون! فقد ذكر الله عزَّ شأنه عن إمام المجسمة فرعون أنه ظنَّ أنَّ رب سيدنا موسى عليه السلام في السماء إذ قال: {يا هامان ابنِ لي صرحاً لعلي أبلغ الأسباب، أسباب السموات فأطّلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذباً وكذلك زُيِّنَ لفرعون سوء عمله وصُدَّ عن السبيل} غافر:36-37. فبين الله تعالى في آخر هذه الآيات أنَّ من ظنَّ أنَّ الله تعالى في السماء فقد صُدَّ عن سبيل المعرفة والعلم بالله تعالى!!

قال الإمام الفخر الرازي في تفسيره (14/119):
[إنَّ فرعون لـمَّا طلب حقيقة الإله من موسى عليه السلام ولم يزد موسى عليه السلام على ذكر صفة الخلاقية ثلاث مرات، فإنه لـمَّا قال: {وما رب العالمين} ففي المرة الأولى قال: {رب السماوات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين} وفي الثانية قال: {ربكم ورب آبائكم الأولـين} وفي المرة الثالثة قال: {رب المشرق والمغرب وما بينهما إن كنتم تعقلون} وكل ذلك إشارة للخلاقية، وأما فرعون لعنه الله فإنه قال: {يا هامان ابن لي صرحاً لعلي أبلغ الأسباب أسباب السموات فأطلع إلى إله موسى} فطلب الإله في السماء، فعلمنا أنَّ وصف الإله بالخلاقية وعدم وصفه بالمكان والجهة دين موسى عليه السلام وسائر جميع الأنبياء، وجميع وصفه تعالى بكونه في السماء دين فرعون وإخوانه من الكفرة].
والله تعالى أعلم.
Post Reply

Return to “عرض عقائد المجسمة والمشبهة والرد عليها”