سيدي الإمام المحدث عبدالله ابن الصديق الغماري يقول: لا بد من التأويل في الصفات وإن زعم غلاة المثبتة المنحرفون أنه تجهم! وكذلك يصف عثمان بن سعيد الدارمي صاحب كتاب "الرد على بشر المريسي" وكتاب "الرد على الجهمية" بأنه مجسم مشبه تشبيهاً صريحاً!
وفي هذا تزييف لمن يدعي (من غير الواعين ومن المعاندين) بأننا رمينا العلماء بالتجسيم وصححنا وضعفنا الأحاديث بناء على المذهب وما إلى ذلك من خرافات!
قال سيدي عبدالله ابن الصديق في "فتح المعين" ص (40-41) من الطبعة التي حققها هذا العبد الفقير:
[وقد بالغ عثمان الدارمي في الإثبات حتى زعم أن الله خلق آدم بيده مسيساً! وهذا تشبيه صريح، ثم أن اليد جاءت في القرآن مفردة ومثناة ومجموعة. نحو {يد الله فوق أيديهم} {بل يداه مبسوطتان} {أو لم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما فهم لها مالكون}. فلو أخذنا بهذه الآيات، أثبتنا له يدا ويدين وأيديا، وهذا باطل. فلم يبق إلا أن يكون التعبير باليد مؤولا بما يقتضيه أسلوب الكلام فتارة يؤول بالقدرة وتارة بالنعمة وتارة بالعناية، وهكذا ولا بد من التأويل، وإن زعم غلاة المثبتة أنه تجهم وبالله التوفيق].
فتأمل جيداً!
وفي هذا تحقيق لعدة أمور منها:
- أن من ادعى أن طريقة سيدي الحافظ أحمد ابن الصديق هي التفويض نقول له:
إن سيدي عبد الله ابن الصديق يعتمد التأويل، ونحن نختار ما رأيناه بالدليل هو الصواب وهي طريقة سيدي عبد الله ابن الصديق. مع أن سيدي أحمد كان منزهاً كما صرح هو بذلك في البحر العميق ورد على القرنيين كما في جؤنة العطار وغيرها.
- أن من نصر أمثال عثمان الدارمي المجسم ونقل عن السيد أحمد أنه مدحه، نقول له:
إن سيدي عبد الله ابن الصديق ذمه واعتبره مبالغ في التشبيه، أي التجسيم.
- من قال إن طريقة التأويل ظنية ومحتملة نقول له:
طريقة سيدي عبدالله التأويل وكذلك طريقة أصحاب العقيدة الصوفية من أمثال الشيخ الأكبر محي الدين والشعراني في "اليواقيت والجواهر في عقائد الأكابر" وكذلك الإمام الغزالي وأمثالهم!
مع أننا ندور مع الدليل والقواعد لا مع أقوال الرجال، لكن لا تنسب أنت للناس ما لم يقولوه! ولا تشوه أو تشوش بالباطل!