الحلقة الأولى من كتاب: (الجُنة في بيان من يطلق عليهم أهل السنة):

الفرق والمذاهب وما يتعلق بها
أضف رد جديد
cissoso
مشاركات: 82
اشترك في: الجمعة أكتوبر 27, 2023 7:01 pm

الحلقة الأولى من كتاب: (الجُنة في بيان من يطلق عليهم أهل السنة):

مشاركة بواسطة cissoso »

رسالتي الجديدة في بيان من هم أهل السنة وهل يدخل المجسمة والمشبهة من أتباع المذاهب الأربعة وأمثالهم في أهل السنة وبيان أنهم الأصل في أهل السنة:
والرسالة سميتها (الجُنة في بيان من يطلق عليهم أهل السنة) وسأنزلها ضمن حلقات والله الموفق:

بسم الله الرحمن الرحيم:
الجُنَّةْ
في بَيَانِ مَنْ يُطْلَقُ عَلَيهمْ أَهْلُ السُّنَّةْ

المجسمة والمشبهة من الحنابلة والمالكية والشافعية وغيرهم
معدودون من أهل السنة

المقصود من هذا المقال أنه لا يملك أحد مقاليد لقب أهل السنة فَيُدْخِلَ فيه من شاء ويُخرج منه مَنْ شاء، حسب الهوى والمزاج، ولا بد من بيان أن من يسمونهم الحنابلة المجسمة أو أهل الحديث المثبتة الحشوية كأصحاب الكتب التي تسمى (السنة) كابن أحمد والخلال واللالكائي وعثمان بن سعيد الدارمي وابن خزيمة صاحب كتاب (التوحيد وإثبات صفات الرب) الذي قال عنه الفخر الرازي إنه (كتاب الشرك) هم من أهل السنة، وأن هذا اللقب لا يختص بالأشعرية والماتريدية وفضلاء الحنابلة كما يدّعي بعض المقلدة والمتعصبون، الذين يهذون بلا علم ولا اطلاع، وأن هذا اللقب لم يُنْزِلْهُ الله تعالى في كتابه الكريم ولا جاء عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، بل هو اصطلاح حادث تنازعوا فيه وفيمن يستحقه، وأنه ليس من شروط النجاة والفوز عند الله تعالى في الآخرة.
فالحقيقة أنه لا يستطيع أحد أن يحتكر اسم (أهل السنة) أو لقبهم ولا يملك أي شخص ذلك، وطائفة أهل السنة تشمل كما قلنا في بعض محاضراتنا وأبحاثنا: أتباع المذاهب الأربعة ومن قبلهم من بعض المحدثين والفقهاء المستقلين، وكذلك الأشعرية والماتريدية والظاهرية، وكذلك مَنْ نطلق عليهم لقب المجسمة من الحنابلة والشافعية والمالكية وغيرهم، وكذلك مَن جاء بعد ذلك من بعض الفقهاء والمحدثين وعلماء الكلام المستقلين الذين لا يقلدون من ذكرنا. كل هؤلاء يُطْلَقُ عليهم أهل السنة.
بيان أن بعض علماء أهل السنة وصل لدرجة الاجتهاد ولكنه لم يعلن ذلك ولم يصرِّح به خوفاً على نفسه وخشية ذهاب وظيفته ولأنه يعيش في مجتمعات متخلفة لا ترى إلا التنقيص والإنكار، ومن أولئك العلماء: إمام الحرمين والغزالي الذي أحرقت كتبه بالمغرب أو بالأندلس وكالحافظ السبكي والسيوطي وغيرهم، ومن أمثلة ذلك:
قال الدهلوي في "الإنصاف في بيان أسباب الاختلاف" ص (72) إن الحافظ ولي الدين العراقي زميل ابن حجر وابن الحافظ العراقي قال:
[قلت مرة لشيخنا الإمام البُلْقيني: ما تقصير الشيخ تقي الدين السبكي عن الاجتهاد وقد استكمل آلته وكيف يُقَلِّد؟! - قال: ولم أذْكُرْهُ هو -أي شيخه البلقيني- استحياء منه لما أردت أن أُرَتِّبَ على ذلك- فَسَكَتَ، فقلت: فما عندي: أن الامتناع من ذلك إلا للوظائف التي قدّرت للفقهاء على المذاهب الأربعة وأن من خرج عن ذلك واجتهد لم ينله شيء من ذلك وحرم ولاية القضاء وامتنع الناس من استفتائه ونسب إليه البدعة. فتبسم ووافقني على ذلك. انتهى].
مع أن السيوطي نقل في أكثر من كتاب من كتبه ومن ذلك في "حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة" (1/107) أن ابن السبكي أيضاً ادّعى الاجتهاد، فقال السيوطي أن التاج السبكي: [كتب مرة ورقة إلى نائب الشام يقول فيها: وأنا اليوم مجتهد الدنيا على الإطلاق، لا يقدر أحد يرد علي هذه الكلمة، وهو مقبول فيما قال عن نفسه].
أعود وأقول: أولى الناس وأحقهم بلقب (أهل السنة) هم أصحاب الكتب التي يُطْلَقُ عليها كتب السُّنة ومنها أيضاً كما هو معلوم كتب الاعتقاد ككتاب "التوحيد وإثبات صفات الرب" للحافظ ابن خزيمة الشافعي المحدّث السُّنِّي (ت311هـ).
وكتب أحمد بن حنبل وأولاده وتلامذته وتلامذة تلامذته وما نقل عنه وعنهم، مثل:
كتاب "الرد على الجهمية" المنسوب لأحمد بن حنبل (241هـ).
وكتاب "السنة" لعبد الله بن أحمد بن حنبل (290هـ).
وكتاب "رد الدارمي على بشر المريسي" وكتاب "الرد على الجهمية" لعثمان بن سعيد الدارمي الشافعي (280هـ).
وكتاب "السنة" لابن أبي عاصم (287هـ).
وكتاب "شرح اعتقاد أهل السنة والجماعة" للالكائي (418هـ).
وكتاب "شرح مذاهب أهل السنة" لابن شاهين (385هـ).
وكتاب "السنة" لأبي بكر الخلال (235-311هـ).
وكتاب "السنة" للبربهاري الحنبلي (329هـ).
وكتاب "السنة" للطبراني (260-360هـ).
وكتاب "السنة" للطَّلَمنكي المالكي (340-429هـ).
هذا إذا تغاضينا عن ذكر مثل كتاب "الشريعة" للآجرّي (280-360هـ)، وكتب ابن قدامة المقدسي (541-621هـ) وأهمها كتاب "العلو" وكتاب "ذم التأويل" له.
والمقصود أن بعض الأشاعرة والماتريدية المعاصرين وبعض من قبلهم يدَّعون أن المجسمة أو الحشوية ليسوا من أهل السنة، وإنما أهل السنة هم -الأشاعرة والماتريدية وفضلاء الحنابلة- فقط! وهذا كلام غير صحيح، وسأبين ذلك.
أضف رد جديد

العودة إلى ”الفرق والمذاهب وما يتعلق بها“