وأما رواية وكيع عن سفيان الثوري عن شيوخهم في التأويل: فقال الحافظ ابن جرير في تفسيره (14/29/192):
[قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن منصور، عن مجاهد { إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ }، قال: تنتظر الثواب من ربها].
وإسناده صحيح، وهو مروي هناك بأسانيد عديدة.
وروى ابن جرير في تفسيره (2/536) قال: [حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا وكيع، عن النضر بن عربي، عن مجاهد: { فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ }، قال: قبلة الله].
ورجاله ثقات أثبات.
ومنه يتبين أن وكيعاً وغيره من هؤلاء العلماء الذين نقلوا عنهم السكوت والإمرار أولوا أو نقلوا التأويل ورووه عن شيوخهم وأمروه وسكتوا عليه أيضاً دون إنكار.
وأما إسماعيل بن أبي خالد: فقال ابن جرير في تفسيره (14/29/193):
[حدثني أبو الخطاب الحساني، قال: ثنا مالك، عن سفيان، قال: ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن أبي صالح في قوله { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ، إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ }، قال: تنتظر الثواب].
وإسناده صحيح. وكل هذا عند أصحاب التفويض وعدم التفسير من أقوال الجهمية.
وأما مسعر بن كدام: فروى ابن جرير في تفسيره (20/99) قال:
[حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا أبي، عن مسعر وسفيان، عن قيس بن مسلم، عن إبراهيم، قال: { لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ }، قال: لدين الله].
وهذه التأويلات الواردة في هذه النقول تحكم على ما رواه عباس الدوري عن هؤلاء بأنه من باب الشاذ المنكر المردود، الذي لا يمثل السلف ولا أفكارهم ولا عقيدتهم، إذ لا يصح أن يقال بعد مثل هذا بأنهم مفوضون سالكون لمذهب الإمرار وعدم التفسير.