بيان بطلان وعدم صحة قولهم :"إن الله في السماء" .

[عود الخيزران]

بيان بطلان وعدم صحة قولهم :"إن الله في السماء" .

قال الذهبي في كتابه "العلو" النص رقم(368):
[نوح الجامع فقيه خراسان [.. ـ 173]:
368- قال الحافظ أحمد بن سعيد الدارمي: سمعت أبي يقول: سمعت أبا عصمة نوح ابن أبي مريم رحمه الله وسأله رجل عن الله عزَّ وجل في السماء هو؟ فحدَّث بحديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين سأل الأمة أين الله؟ قالت في السماء قال أعتقها فإنها مؤمنة. ثمَّ قال: ( سمَّاها النبي صلى الله عليه وآله وسلم مؤمنة. أن عرفت أن الله في السماء)، رواها عبدالله بن أحمد في "كتاب السنة" عن أحمد].

أقول في بيان بطلان وعدم صحة هذا الأثر:

إسناده عن نوح تالف ونوح أحد الكذابين المشهورين! رواه ابن أحمد في "كتاب السنة" (1/306/596) ونوح كان يضع الحديث، والسند إليه فيه مجهول وهو والد عثمان ابن سعيد واسمه سعيد بن صخر، وهو مجهول كما قال أبو حاتم الرازي في "الجرح والتعديل" (4/34)!! وهكذا يكون الاستدلال عند المجسمة!! تارة بجلب أقوال باطلة خارج الموضوع في خلق القرآن وتارة بمثل هذا!! فتأملوا!!قال البخاري في "التاريخ الكبير" (8/111): [نوح بن أبي مريم أبو عصمة قاضي مرو ذاهب الحديث جداً]. ولخص أمره الحافظ ابن حجر في "التقريب" (7210) فقال: [نوح بن أبي مريم أبو عصمة المروزي القرشي مولاهم مشهور بكنيته ويعرف بالجامع لجمعه العلوم لكن كذبوه في الحديث، وقال ابن المبارك: كان يضع... مات سنة ثلاث وسبعين]. وقال الحافظ المزي في "تهذيب الكمال" (30/59): [وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: قال أبي: كان أبو عصمة يروي أحاديث مناكير لم يكن في الحديث بذاك، وكان شديداً على الجهمية والرد عليهم، تعلم منه نُعَيم بن حمَّاد الرد على الجهمية، وقال أحمد بن سعد بن أبي مريم سألت يحيى بن معين عن نوح بن أبي مريم؟ فقال: ليس بشيء ولا يكتب حديثه]. وقال الأصبهاني في "الضعفاء" (برقم249): [كان جامعاً في الخطأ والكذب لا شيء]. وقد تقدَّم في التعليق على النص رقم (326) أنه هو راوي تلك العقائد الباطلة عن الإمام أبي حنيفة رحمه الله تعالى، وقلنا هناك: قال الحافظ ابن حجر في "تهذيب التهذيب" (10/434): ((..وقال ابن حبان: جمع كل شيء إلا الصدق)). وقال الحافظ في "اللسان" (6/207): ((وقد أجمعوا على تكذيبه)). فهكذا تكون الأسانيد عن الأئمة ويكون نقل المجسمة عنهم! وهكذا يكون الكذابون من أئمة السلف وممن تنقل عنهم العقائد وممن يستدل ويستشهد بأقوالهم!! فهذا كلام أحد الكذابين وهو من جملة الخرافات!! ويريد الذهبي أن يُكَثّر به أسماء من يوافقه على عقيدة العلو الحسي المتهاوية الباطلة!!.