بيان عدم صحة تفسير الاستواء بالصعود الذي نقله الذهبي عن الفراء:

أقوال لأئمة وعلماء ومشايخ في العقيدة ومدى صحتها عنهم
Post Reply
عود الخيزران
Posts: 908
Joined: Sat Nov 04, 2023 1:45 pm

بيان عدم صحة تفسير الاستواء بالصعود الذي نقله الذهبي عن الفراء:

Post by عود الخيزران »

بيان عدم صحة تفسير الاستواء بالصعود الذي نقله الذهبي عن الفراء:

قال الذهبي في كتابه "العلو" النص رقم(403):
[الفراء إمام العربية ( 207):
403- قال محمد بن الجهم، نا يحيى بن زياد الفراء قال: وقد قال ابـن عباس: في {ثُمَّ اسْتَوَى}فصلت:11، صعد، وهو كقولك للرجل: كان قاعداً فاستوى قائماً، وكان قائماً فاستوى قاعداً، وكلٌ في كلام العرب جائز. أخرجه البيهقي في ((كتاب الصفات)) ].

أقول في بيان عدم صحة هذا النقل:

هذا كذب و تدليس مشين على الفَرَّاء! قال الفَرَّاء في تفسيره "معاني القرآن" (1/20): [الاستواء فى كلام العرب على جهتين: إحداهما أن يستوِىَ الرجلُ وينتهى شبابُه، أو يستوى عن اعوِجاج، فهذان وجهان، ووجه ثالث أن تقول: كان مقبلاً على فلان ثم استوى علىّ يُشاتمنى وإلىّ سَواءٌ، على معنى أقْبَلَ إليَّ وعليَّ؛ فهذا معنى قوله: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَآءِ} والله أعلم. وقال ابن عباس: ثم استوى إلى السماء: صعِد، وهذا كقولك للرجل: كان قائماً فاستوى قاعداً، وكان قاعداً فاستوى قائماً. وكلٌّ فى كلام العرب جائزٌ]. وقول ابن عباس في إسناده انقطاع بين الفَرَّاء وابن عباس فلا قيمة له!! والله تعالى لا يوصف بالقعود ولا بأنه استوى قائماً!! ورجعت إلى تفسير الفَرَّاء ((معاني القرآن)) (1/25) وهو مطبوع فوجدته اعتمد تفسير الاستواء هنا كما تقدَّم بالإقبال إذ قال: [...على معنى أقبل إليَّ وعليَّ فهذا معنى قوله: {ثمَّ استوى إلى السماء} والله أعلم] فما ذكره الذهبي من إيهاماته وتلاعباته! لأن الفَرَّاء يقول بخلاف ما نقله الذهبي عنه! فحشره اسم الفَرَّاء مع أسماء القائلين بالعلو تدليس مشين كما لا يخفى على كل بصير منتبهٍ!! وكذا ذكر هذا عن الفَرَّاءِ البيهقيُّ في ((الأسماء والصفات)) ص (412) وقال الإمام الكوثري رحمه الله تعالى معلّقاً هناك على هذه القضية وعلى رواية الصعود عن سيدنا ابن عباس فقال: ((.. لكن لا يثبت هذا عن ابن عباس تفسيراً للآية حيث لم يرد ذلك عنه إلا بطريق سلسلة الكذب..)). وذلك لقول البيهقي هناك: [وأما ما حكي عن ابن عباس رضي الله عنهما فإنما أخذه عن تفسيره الكلبي، والكلبي ضعيف، والرواية عنه عندنا في أحد الموضعين كما ذكره الفرَّاء... وأبو صالح هذا والكلبي ومحمد بن مروان كلهم متروكون عند أهل العلم بالحديث، لا يحتجون بشيء من رواياتهم لكثرة المناكير فيها، وظهور الكذب منهم في رواياتهم]. أما الألباني المتناقض!! فاتفق مع الذهبي في تدليس القضية وتعميتها وعدم التنبيه على أن الفَرَّاء لا يقول بما يريدون إثباته!! وهو غير مستغرب من مثله!! والله المستعان!!
Post Reply

Return to “أقوال لأئمة وعلماء ومشايخ في العقيدة ومدى صحتها عنهم”