قال الأستاذ المعرفة الدينية في مقال نافع مفيد له :
أَبُو الطُّفَيْلِ عَامِرُ بنُ وَاثِلَةَ اللَّيْثِيُّ الكِنَانِيُّ ، خَاتَمُ مَنْ رَأَى رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الدُّنْيَا، ...وَاسْمُ أَبِي الطُّفَيْلِ: عَامِرُ بنُ وَاثِلَةَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو اللَّيْثِيُّ، الكِنَانِيُّ، الحِجَازِيُّ، الشِّيْعِيُّ. كَانَ مِنْ شِيْعَةِ الإِمَامِ عَلِيٍّ.
مَوْلِدُهُ: بَعْدَ الهِجْرَةِ. رَأَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ فِي حَجَّةِ الوَدَاعِ وَهُوَ يَسْتَلمُ الرُّكْنَ بِمِحْجَنِهِ، ثُمَّ يُقَبِّلُ المِحْجَنَ ...
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَلاَّمٍ الجُمَحِيُّ: عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الهَمْدَانِيِّ، قَالَ:
دَخَلَ أَبُو الطُّفَيْلِ عَلَى مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ: مَا أَبْقَى لَكَ الدَّهْرُ مِنْ ثُكْلِكَ عَلِيّاً؟
قَالَ: ثُكْلَ العَجُوْزِ المِقْلاَتِ[هي التي لم يبق لها ولد] وَالشَّيْخِ الرَّقُوبِ[الذي لم يبق له ولد].
قَالَ: فَكَيْفَ حُبُّكَ لَهُ؟
قَالَ: حُبُّ أُمِّ مُوْسَى لِمُوْسَى، وَإِلَى اللهِ أَشْكُو التَّقْصِيرَ...وَقِيْلَ: إِنَّ أَبَا الطُّفَيْلِ كَانَ حَامِلَ رَايَةِ المُخْتَارِ لَمَّا ظَهَرَ بِالعِرَاقِ، وَحَارَبَ قَتَلَةَ الحُسَيْنِ.
وَكَانَ أَبُو الطُّفَيْلِ ثِقَةً فِيمَا يَنْقُلُهُ، صَادِقاً، عَالِماً، شَاعِراً، فَارِساً، عُمِّرَ دَهْراً طَوِيْلاً، وَشَهِدَ مَعَ عَلِيٍّ حُرُوْبَهُ. أنظر: سير أعلام النبلاء - ط الرسالة ج٣ ص٤٦٧- ٤٧٠ ترجمة ٩٧ ، ذكره في صغار الصحابة.
قال مسلم بن الحجاج: مات أبو الطفيل سنة مائة وهو آخر من مات من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم...وكان أبو الطفيل ثقة في الحديث وكان متشيعاً. تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني ج٥ ص٨٢.
قال ابن الأثير: وهو آخر من مات من الصَّحابة في جميع الأرض. جامع الأصول ج١٢ ص٥٦٠.
قال عبد المحسن العباد السلفي: عامر بن واثلة أبو الطفيل صحابي رضي الله تعالى عنه، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة. شرح سنن أبي داود للعباد .
انتهى مقال الاستاذ المعرفة الدينية
---------------
وتعقب ذلك تلميذنا الأستاذ العلامة أسامة حمودة بفوائد مضافة فقال:
لا يوجد له حديث في البخاري كما يزعم الوهابي المذكور آخر المنشور بقوله : حديثه في الكتب الست ..
إنما خرج البخاري أثرا عن علي ؛ عقَّبه بذكر السند وهو ( معروف بن خربوذ عن أبي الطفيل عن علي : حدثوا الناس بما يعرفون ....... إلخ ) و افعوعل الشراح في هذه الرواية افعيعالا !!!
و خلُص كلامُ أمثلِهم طريقة و هو العلامة العيني الحنفي ، أن الحديث ليس على شرط البخاري ، و أعله العيني بابن خربوذ ، و كلامه (( العيني )) مجانب للصواب ، لأن الصحابيَ عامر بن واثلة متروكٌ حديثه عند البخاري كما يعلم ذلك من قرأ الكفاية للخطيب البغدادي .
و من الخطأ القول بأن حديثه في الكتب الست ، و قد نبه الحافظ ابن حجر على خطأٍ مثل هذا وقع فيه المزي عند ترجمته لأحد الرواة ( نسيت اسمه ) .
لكنه ( ابنُ حجر ) تابعَ المزيَ على خطئه عندما رمز لأبي الطفيل ب (( ع )) لحاجة في نفس ابن حجر .
رحمة الله على الجميع و رضي الله عن الرجل الصالح أبي الطفيل.
____(تعليقات مفيدة)___
وأفاد فزاد تلميذنا العلامة عبد الله المالكي الأشعري فقال:
بَارَكَ اللهُ فِي الأَخِ الفَاضِلِ (أُسَامَةَ)؛ وأَذْكُرُ هُنَا فَائَدَةً مُتَعَلِّقَةً بِحَدِيثِ الصَّحَابِيِّ الجَلِيلِ (أَبِي الطُّفَيْلِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ)؛ فالعُلَمَاءُ الَّذِينَ يَذْهَبُونَ إِلَى أَنَّ هَذَا الحَدِيثَ لَيْسَ عَلَى شَرْطِ (البُخَارِيِّ)؛ إِنَّمَا يَقُولُونَ بِذَلِكَ لأَنَّ فِيهِ: تَقْدِيمًا للمَتْنِ مُعَلَّقًا بِصِيغَةِ: (قَالَ فُلَانُ)، ثُمَّ تَأْخِيرًا للسَّنَدِ.
وَهَذِهِ الطَّرِيقَةُ فِي جَعْلِ (البخاري) المَتْنَ أَوَّلًا بِصِيغَةِ التَّعْلِيقِ، ثُمَّ إِتْبَاعُهُ بالسَّنَدِ، قَدْ جَعَلَهَا (بَعْضُ العُلَمَاءِ) دَلِيلًا وَ إِشَارَةً وَعَلَامَةً عَلَى أَنَّ مِثْلَ هَذَا الحَدِيثِ ((لَا يَكُونُ مِنْ شَرْطِهِ))، وأَنَّ فِيهِ ((عِلَّةً خَفِيَّةً)) حَتَّى لَوْ بَدَا مَوْصُولًا.
وَيُقَرِّرُ (ابْنُ خُزَيْمَةَ) هَذَا الأَمْرَ بِشَكْلٍ وَاضِحٍ وَيَلْتَزِمُ بِه، وَقَدْ نَسَبَ الحَافِظُ (ابنُ حَجَرٍ) هَذَا المَنْهَجِ إِلَى (الْبُخَارِيِّ)، لأَنَّ (البُخَارِيَّ) شَيْخُ (ابْنِ خُزَيْمَةَ)، فَيَكُونُ (ابْنُ خُزَيْمَةَ) قَدْ أَخَذَ هَذِهِ الطَّرِيقَةَ مِنْهُ؛ يَقُولُ (ابْنُ حَجَرٍ) فِي (الفتح):
[وَفِي مُغَايَرَةِ (الْبُخَارِيِّ) سِيَاقَ الْإِسْنَادِ عَنْ ((تَرْتِيبِهِ الْمَعْهُودِ))، إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّهُ: ((لَــيْــسَ عَــلَــى شَــرْطِــــهِ)) وَإِنْ صَارَتْ صُورَتُهُ صُورَةُ الْمَوْصُولِ، وَقَدْ صَرَّحَ (ابْنُ خُزَيْمَةَ) فِي صَحِيحِهِ بِهَذَا الِاصْطِلَاحِ، وَأَنَّ مَا يُورِدُهُ بِهَذِهِ الْكَيْفِيَّةِ ((لَيْسَ عَلَى شَرْطِ صَحِيحِهِ)) ...] اهــ.
------------
والمَعْرُوفُ بِهَذَا المَنْهَجِ والمَشْهُورُ بِهِ هُوَ تِلْمِيذُهُ (ابْنُ خُزَيْمَةَ)، يَقُولُ (ابْنُ حَجَرٍ):
[وَقَاعِدَةُ (ابْنِ خُزَيْمَةَ) إِذَا عَلَّقَ الْخَبَرَ، ((لا يَكُونُ عَلَى شَرْطِهِ)) فِي الصِّحَّةِ، وَلَوْ أَسْنَدَهُ بَعْـــــــدَ أَنْ يُعَلِّقَهُ] اهـ.
وَقَالَ أَيْضًا:
[هَذَا اصْطِلاحُ (ابْنِ خُزَيْمَةَ) فِي الأَحَادِيثِ الضَّعِيفَةِ وَالْمُعَلَّلَةِ؛ يَقْطَعُ أَسَانِيدَهَا وَ((يُعَلِّقُهَا)) ثُمَّ ((يُوصِلُهَا))، وَقَدْ بَيَّنْتُ ذَلِكَ غَيْرَ مَرَّةٍ] اهـ.
وَقَالَ أَيْضًا (كَمَا نُقِلَ عَنْهُ فِي تَدْريبِ الرَّاوِي):
[تَقْدِيمُ الْحَدِيثِ عَلَى السَّنَدِ يَقَعُ لِـ (ابْنِ خُزَيْمَةَ) إِذَا كَانَ فِي السَّنَدِ: (مَنْ فِيهِ مَقَالٌ)، فَيَبْتَدَِئُ بِهِ، ثُمَّ بَعْدَ الْفَرَاغِ يَذْْكُرُ السَّنَدُ] اهـ.
-------------
وَمِنْ أَمْثَالِ الأَحَادِيثِ الَّتِي هِيَ فِي (صحيح البخاري) بِهَذِهِ الطَّرِيقَةِ وَلَيْسَتْ عَلَى شَرْطِ (البخاري) وإِنْ ذُكِرَ الإِسْنَادُ مَوْصًولًا:
حَدِيثُ (ابن عباس) فِي (كِتَابِ تفسير القرآن)، (تفسير سورة فصلت)، فَهَذَا الحَدِيثُ يَذْكُرُهُ (البخاري) مُعَلَّقًا فِي البِدَايَةِ بِصِيغَةِ (قَالَ فُلَانٌ)، ثُمَّ يُتْبِعُهُ بالسَّنَدِ، فَيَقُولُ هُنَاكَ:
[وَقَالَ ((المِنْهَالُ)): عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِابْنِ عَبَّاسٍ: إِنِّي أَجِدُ فِي القُرْآنِ أَشْيَاءَ تَخْتَلِفُ عَلَيَّ.......] اهـ.
إِلَى أَنْ يَقُولُ ذَاكِرًا السَّنَدَ:
[قَالَ (أَبُو عَبْدِ اللَّهِ): حَدَّثَنِي يُوسُفُ بْنُ عَدِيٍّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنِ ((المِنْهَالِ)) بِهَذَا] اهـ
فَهَذَا عَدُّوهُ مِنَ الأَحَادِيثِ الَّتِي لَيْسَتْ عَلَى شَرْطِ (البخاري)، لأنَّ فِيهِ تَغْييرًا لِتَرْتِيبِ الحَدِيثِ، بِتَقْدِيمِ المَتْنِ، وتَأْخِيرِ السَّنَدِ.
----------
فإِذًا حَديثُ (أَبي الطُفَّيْلِ) الَّذِي فِي (البخاري)، هُنَاكَ مَنْ عَدَّهُ مِنْ هَذَا النَّوْعِ، قَالَ الحَافِظُ (ابْنُ حجَرٍ):
[وَلِغَيْرِهِ بِتَقْدِيمِ الْمَتْنِ، ((ابْتَدَأَ بِهِ مُعَلَّقًا))، فَقَالَ: (وَقَالَ عَلِيٌّ ... إِلَخْ)، ثُمَّ عَقَّبَهُ بِالْإِسْنَادِ] اهـ.