بيان الخلط في نسبة قول:( الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة) ، ليحيى بن يحيى :

[عود الخيزران]

بيان الخلط في نسبة قول:( الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة) ، ليحيى بن يحيى :

قال الذهبي في كتابه "العلو" النص رقم( 420):
[420- قال ابن مَنْدَه: أنا محمد بن يعقوب الشيباني، نا محمد بن عمرو بن النضر، نا يحيى بن يحيى قال: كنتُ عند مالك فجاءه رجل فقال: يا أبا عبـدالله {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}طه:5، كيف استوى؟ فأطرق ثمَّ قال: الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة].

أقول في بيان التخبط في هذا النقل:

هذا ثابت عن مالك، وهذا الإسناد المذكور هنا إسناد ضعيف لجهالة محمد بن عمرو بن النضر على التحقيق، فإنه وإن ذكر الذهبي في "تاريخ الإسلام" (6/819) طبع دار الغرب أنه: (كان صادقاً مقبولاً) إلا أن هذا مما لا يعول عليه، لأنه من استنباطات الذهبي المردودة، لأنني لم أر لأحد من المتقدمين توثيقاً له البتة! وقد ترجمه أبو الحسين ظهير الدين علي بن زيد بن محمد بن الحسين البيهقي الشهير بابن فمَنْدَه بالفاء ثم الميم في كتابه "تاريخ بيهق" ص (219) وذكر أنه توفي سنة (287هـ) ولم يذكره بجرح ولا تعديل، فيكون بين وفاته ووفاة شيخه يحيى بن يحيى (61) سنة وهذا يرجح الانقطاع بينهما، لكن هذا النص ثابت عن الإمام مالك وقد تقدَّم الكلام عليه وعلى ما يتعلَّق به، وبينا هنالك أن هذا الكلام من الإمام مالك ليس في صالح المجسمة كما يتوهمون ويوهمون وإنما هو ضد معتقدهم!!