بيان بطلان ما يروى عن أحمد بن نصر الخزاعي في مسألة خلق القرآن و الرؤية:

[عود الخيزران]

بيان بطلان ما يروى عن أحمد بن نصر الخزاعي في مسألة خلق القرآن و الرؤية:

قال الذهبي في كتابه " العلو" النص رقم(432)
[ أحمد بن نصر الخزاعي الشهيد ( 231):
432- قـال إبراهيم الحربي فيما صحَّ عنه: قال أحمد بن نصر وسئل عن علم الله، فقال: علم الله معنا وهو على عرشه، وسئل عن القرآن فقال:( كلام الله. فقال له: أمخلوق؟ قال: لا)].

أقول في بيان بطلان هذا الكلام:

هذا الأثر كذب، روى الخطيب البغدادي في " تاريخه" (5/176) في ترجمة أحمد بن نصر قصة اعتقاله وفيها قال: [حدثني القاضي أبو عبد الله الصيمري حدثنا محمد بن عمران المرزباني أخبرني محمد بن يحيى الصولي... فجلس لهم الواثق وقال لأحمد بن نصر دع ما أخذت له ما تقول في القرآن؟ قال كلام الله. قال أفمخلوق هو؟ قال: هو كلام الله. قال: أفَتَرَى ربَّك في القيامة؟ قال: كذا جاءت الرواية. فقال: ويحك يُرَى كما يُرَى المحدود المتجسم يحويه مكان ويحصره الناظر]. قلت: الصولي مرمي بالكذب كما في "لسان الميزان" (5/427) وقال الخطيب فيه: (مقبول القول). والمرزباني مطعون فيه كما في "لسان الميزان" (5/326) وفيه أن الأزهري قال: (ما كان ثقة).
وما نقله الذهبي بواسطة إبراهيم الحربي لم أقف عليه ولا أدري من أين نقل هذا! ولا نعلم أين روي هذا؟! وفي ترجمة أحمد بن نصر في "سير أعلام النبلاء" (11/167) أنَّ الواثق عليه من الله ما يستحق سأله عن الرؤية وخلق القرآن. وأنه قال في القرآن: إنه كلام الله. فقط ولم يزد على ذلك كما تقدم. ومسألة قتل أحمد بن نصر مسألة سياسية بحتة صبغها أهل الضلال بالصبغة العقائدية!! فرحم الله أحمد بن نصر وأسكنه فسيح جنانه!! وقد وضع له المجسمة بعد موته خرافات ومرائي!! وعلى كل الأحوال فهم لا يرون مذهب السيف وكان يرى ذلك وهذا يفيد أنه كان على غير مشربهم!! وأقوال الرجال ليست من الحجج والأدلة الشرعية!!