بيان بطلان وعدم صحة ما يروى عن المزني من أنه يقول:( لا يصح لأحد توحيد حتى يعلم أنَّ الله على العرش بصفاته):

أقوال لأئمة وعلماء ومشايخ في العقيدة ومدى صحتها عنهم
أضف رد جديد
عود الخيزران
مشاركات: 777
اشترك في: السبت نوفمبر 04, 2023 1:45 pm

بيان بطلان وعدم صحة ما يروى عن المزني من أنه يقول:( لا يصح لأحد توحيد حتى يعلم أنَّ الله على العرش بصفاته):

مشاركة بواسطة عود الخيزران »

بيان بطلان وعدم صحة ما يروى عن المزني من أنه يقول:( لا يصح لأحد توحيد حتى يعلم أنَّ الله على العرش بصفاته):

قال الذهبي في كتابه " العلو" النص رقم(461):
[461- أنبأنا ابن سلامة، عن أبي جعفر الطرسوسي، عن يحيى بن مَنْدَه، ثنا أحمد ابن الفضل الباطرقاني، سمعت أبا عمر السلمي، سمعت أبا حفص الرفاعي، سمعت عمرو بن تميم المكي، سمعت محمد بن إسماعيل الترمذي، سمعت المزني يقول: لا يصح لأحد توحيد حتى يعلم أنَّ الله على العرش بصفاته. قلت: مثل أي شيء؟ قال: سميع بصير عليم قدير. أخرجها ابن مَنْدَه في تاريخه].

أقول في بيان بطلان وعدم صحة هذا النقل:

موضوع مكذوب كالذي قبله!! قال متناقض عصرنا في "مختصر العلو" ص (201): [قلت: ومن طريقه ساقه المصنف بإسناده، وفيه من لم أعرفه مثل عمرو بن تميم المكي]. وتفصيل الكلام على رجال إسناده هو التالي:
1- فأما (يحيى بن مَنْدَه) (434-511هـ) ففي "ذيول تاريخ بغداد" (21/195) لابن الدمياطي (ت749هـ): [قال شيرويه بن شهردار الديلمي: يحيى بن عبد الوهاب بن مَنْدَه كان حافظاً فاضلاً مكثراً، صدوقاً، ثقة، يحسن هذا الشأن جيداً جداً، كثير التصانيف، شيخ الحنابلة ومقدمهم، حسن السيرة، بعيداً من التكلف، متمسكاً بالأثر]. قلت: وهذه العائلة مشهورة بالميل للعقيدة المعروفة عن الحنابلة ولا يعول على ما يروونه في هذه المضائق، فإن أبا نُعَيم معاصر (أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن مَنْدَه) (ت395هـ) اتَّهَمه في "تاريخ أصبهان" ص (339) بقوله في محمد بن إسحاق بن مَنْدَه (ت395هـ): [نسب إلى جماعة أقوالاً في المعتقدات لم يُعْرَفوا بها، نسأل الله جميل الستر والصيانة برحمته]. ومن مصنفات (محمد بن إسحاق بن مَنْدَه) هذا: كتاب "الإيمان" و"التوحيد" و"الرد على الجهمية".
2- وأما (أحمد بن الفضل الباطرقاني) (372-460هـ) قال الصفدي في "الوافي بالوفيات" (7/189): [قال ابن مَنْدَه: جرى ذكر الباطرقاني عند الإمام عمي رحمه الله يوماً والشيخ الحافظ أبو محمد عبد العزيز بن محمد النخشبي وجماعة حاضرون فقال عبد العزيز: صنف مسنداً ضمنه ما اشتمل عليه صحيح البخاري إلا أنه قد كتب المتن من الأصل ثم ألحقه الإسناد، وهذا ليس من شرط أصحاب الحديث وأهله، يتكلم في مسائل لا يسع الموضع ذكرها لو اقتصر على الإقراء والحديث كان خيراً له]. وهذا يفيد أنه ضعيف في الرواية. وهو مترجم في "سير أعلام النبلاء" (18/182).
3- وأما (أبو عمر السلمي) فهو مجهول على التحقيق، وهناك من اسمه (أبو عمرو السلمي المائقي) مذكور في "المنتخب من تاريخ نيسابور" للصيرفيني (برقم1175). لكن هذا من وفيات سنة (470هـ) كما في "تاريخ الإسلام" للذهبي (31/335) في وفيات تلك السنة.
4- وأما (أبو حفص الرفاعي) فله ترجمة في "طبقات أصبهان" (4/270): [أبو حفص عمرو بن محمد الرفاعي كتب عن أبي داود السجستاني وابن خالد القرشي وها هنا عن ابن النعمان وابن أبي عاصم المسند والكتب وعامة شيوخ أصبهان. ثقة مأمون].
5- وأما (عمرو بن تميم المكي) فهو مجهول أيضاً! وهناك رجل من الحنابلة مترجم في "طبقات الحنابلة" (1/247) لأبي يعلى لا يعلم حاله قال عنه فقط: [عمرو بن تميم سمع من إمامنا أشياء].
6- وأما (محمد بن إسماعيل الترمذي) وليس هذا صاحب السنن ذاك محمد بن عيسى، توفي هذا سنة (280هـ). قال ابن أبي حاتم في ترجمة هذا الترمذي في "الجرح والتعديل" (7/190): [سمعت منه بمكة وتكلَّموا فيه].
فهذا سند واهٍ فيه مجاهيل وضعفاء ومن تأمل فيه أحس بأنه سند مركب مفتعل مصنوع، فلا أدري كيف يسكت الذهبي على هذا الكذب على الأئمة ولا يبينه!! بل يستدل به على أنه مما يؤيد عقيدته!!

أضف رد جديد

العودة إلى ”أقوال لأئمة وعلماء ومشايخ في العقيدة ومدى صحتها عنهم“