بيان بطلان مذهب ابن أبي داود في نصرة التجسيم:

عرض عقائد المجسمة والمشبهة والرد عليها
أضف رد جديد
عود الخيزران
مشاركات: 777
اشترك في: السبت نوفمبر 04, 2023 1:45 pm

بيان بطلان مذهب ابن أبي داود في نصرة التجسيم:

مشاركة بواسطة عود الخيزران »

بيان بطلان مذهب ابن أبي داود في نصرة التجسيم:

قال الذهبي في كتابه " العلو" النص رقم(495):
[أبو بكر بن أبي داود محدّث بغداد (235 ـ 316):
495- أخبرنا أحمد بن عبدالحميد، أنا أبو محمد بن قدامة سنة ثماني عشرة وستمائـة، أخبرتنا فاطمة بنت علي، أنا علي بن بيان، أنا الحسين بن علي الطناجيري ، أنا أبو حفص بن شاهين قال: قال شيخنا أبو بكر عبدالله بن سليمان هذه القصيدة وجعلها محنته:
تمسّكْ بحبل الله واتبع الهدى
ودنْ بكتاب الله والسنن التي
وقل غير مخلوق كلام مليكنا
ولا تقل القرآن خلق قرانه
وقل يتجلَّى الله للخلق جهـرة
وليس بمولود وليس بوالـد
وقد ينكر الجهمي هذا وعندنـا
رواه جرير عن مقال محمـد
وقل ينزل الجبار في كل ليلـة
إلى طبق الدنيا يمنُّ بفضلـه
يقول ألا مستغفر يلق غافـرا
روى ذاك قوم لا يُردُّ حديثهـم
وقل إن خير الناس بعد محمـد
ورابعهم خير البرية بعدهـم
وإنهم للرهط لا ريب فيهـم
سعيد وسعد وابن عوف وطلحـة
وقل خير قول في الصحابةكلهـم
فقد نطق الوحي المبين بفضلهـم
وبالقدر المقدور أيقن فإنَّـه
ولا تنكرن جهلاً نكيراً ومنكـراً
وقل يخرج الله العظيم بفضلـه
على النهر في الفردوس تحيا بمائه
وأنَّ رسول الله للخلق شافـع
ولا تكفرن أهل الصلاة وإن عصوا
ولا تعتقد رأي الخوارج إنـه
ولا تك مُرجياً لعوباً بدينـه
وقل إنما الإيمان قول ونيـة
وينقص طوراً بالمعاصي وتـارة
ودع عنك آراء الرجال وقولهـم
ولا تك من قوم تلهوا بدينهـم
إذا ما اعتقدت الدهر يا صاح هذه
ولا تـك بدعيـاً لعلـك تفلح
أتت عن رسول الله تنج وتربح
بذلك دان الأتقياء وأفصحوا
فإنَّ كلام الله باللفظ يوضح
كما البدر لا يخفى وربك أوضح
وليس له شبه تعالى المسبّح
بمصداق ما قلنا حديث مصرّح
فقل مثل ما قد قال في ذاك تنجح
بلا كيف جلَّ الواحد المتمدح
فتفرج أبواب السماء وتُفتـح
ومستمنح خيراً ورزقـاً فيمنـح
ألا خاب قوم كذبوهم وقبحـوا
وزيراه قدماً ثمَّ عثمان الأرجـح
علي حليف الخير بالخير منجـح
على نجب الفردوس بالنور تسرح
وعامر فهر والزبير الممـدح
ولا تك طعاناً تعيب وتجـرح
وفي الفتح آي للصحابة تمـدح
دعامة عقد الدين والدين أفلـح
ولا الحوض والميزان إنك تنصـح
من النار أجساداً من الفحم تطرح
كحبة حمل السيل إذ جاء يطفـح
وقل في عذاب القبر حق موضَّـح
فكلهم يعصي وذو العرش يصفـح
مقال لمن يهواه يردى ويُفْضَـح
ألا إنما المرجي بالدين يمـزح
وفعلٌ على قول النبي مصـرح
بطاعته ينمى وفي الوزن يرجـح
فقول رسول الله أزكى وأشـرح
فتطعن في أهل الحديث وتقـدح
فأنت على خير تبيت وتصبـح

هذه القصيدة متواترة عن ناظمها، رواها الآجرّي وصنَّف لها شرحاً، وأبو عبدالله ابن بطة في الإبانة.
قال ابن أبي داود: هذا قولي وقول أبي وقول شيوخنا وقول العلماء ممن لم نرهم كما بلغنا عنهم، فمن قال غير ذلك فقد كذب.
كان أبو بكر من الحفاظ المبرزين ما هو بدون أبيه، صنَّف التصانيف وانتهت إليه رئاسة الحنابلة ببغداد، توفي سنة ستَّ عشرة وثلاثمائة].



أقول في بيان بطلان هذا الكلام ونقض هذا المذهب التجسيمي:

أبو بكر بن أبي داود واسمه عبدالله شيخ المجسمة والنواصب في عصره في بغداد، فلا يجوز التعويل على ما يقوله. وقد كذّبه أبوه أبو داود صاحب السنن قال ابن صاعد: كفانا ما قاله أبوه فيه. ومحاولة دفاع الذهبي عنه لا يعول عليها!
ومن طامات هذا المجرم الأفَّاك الذي لا يتقي الله تعالى أنه زعم كما في ترجمته أنَّ سيدنا علياً عليه السلام حفيت أظافره من التسلق على أزواج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالليل(!!) كما في ترجمته في "لسان الميزان" (3/364) و ((الميزان)). وقد شهد عليه بذلك ثلاثة منهم محمد بن يحيى ابن مَنْدَه وحكم بضرب عنقه وخلصه من القتل بعض الناس!! وهذه ملخص ترجمته كما في "الميزان" للذهبي لأنه ينبغي الاطلاع على شيء من حقيقة حاله مع تعقيبنا على بعض ما جاء في ترجمته خارج الأقواس: قال الحافظ ابن حجر في "لسان الميزان" (3/293) نقلاً عن ميزان الذهبي مترجماً أبا بكر بن أبي داود (235-316هـ): [عبد الله بن سليمان بن الأشعث السجستاني أبو بكر بن أبي داود الحافظ الثقة صاحب التصانيف وثقه الدارقطني فقال: ثقة إلا أنه كثير الخطأ في الكلام على الحديث]. وهذا يفيدنا من الدارقطني أنه لا يعتمد عليه! لأنه كثير الخطأ فوصف الذهبي له بأنه ثقة لا عبرة به والدارقطني جرحه بطريقة سياسية حكيمة لينجو من أذى الحنابلة الذين كان يسلطهم أبو بكر بن أبي داود على العلماء كابن جرير الذي آذاه الحنابلة بأمر أبي بكر! كما سيأتي [وذكره ابن عَدِي فقال: لولا ما شَرَطْنا لما ذكرته. إلى أن قال: وهو معروف بالطلب وعامة ما كتب مع أبيه هو مقبول عند أصحاب الحديث، وأما كلام أبيه فيه فما أدري أيش تبين له منه. حدثنا علي بن عبد الله الداهري، سمعت أحمد بن محمد بن عمر بن كركرة، سمعت على بن الحسين بن الجنيد، سمعت أبا داود يقول: ابني عبد الله كذاب. قال ابن صاعد: كفانا ما قال أبوه فيه]. وكلام ابن عَدِي مردود بقول أبي داود في ابنه أبي بكر بأنه كذاب، وقول ابن عَدِي بأنه مقبول عند أهل الحديث ليس بشيء فهو مقبول عند أصحابه الحنابلة المجسمة [ثم قال ابن عَدِي: سمعت موسى بن القاسم بن الأشيب يقول: حدثني أبو بكر سمعت إبراهيم الأصبهاني يقول: أبو بكر بن أبي داود كذاب] وهذه شهادةُ عالِمٍ آخر من أهل الحديث فيه بأنه كذاب! [وسمعت أبا القاسم البغوي وقد كتب إليه أبو بكر بن أبي داود رقعة يسأله عن لفظ حديث لجده، فلما قرأ رقعته قال: أنت والله عندي منسلخ من العلم. وسمعت عبدان يقول سمعت أبا داود السجستاني يقول: ومن البلاء أن عبد الله يطلب القضاء] وهذه كلها شهادات من أبيه وغيره بالطعن فيه! [وسمعت محمد بن الضحاك بن عمرو بن أبي عاصم: يقول أشهد على محمد بن يحيى بن مَنْدَه بين يدي الله أنه قال: أشهد على أبي بكر بن أبي داود بين يدي الله أنه قال: روى الزهري عن عروة قال: حفيت أظافير فلان من كثرة ما كان يتسلق على أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم. قلت: وهذا لم يسنده أبو بكر إلى الزهري فهو منقطع، ثم لا يسمع قول الأعداء بعضهم في بعض...] وهذه شهادة من ابن مَنْدَه على أبي بكر بن أبي داود طعناً فيه بكونه ناصبياً ويؤيده قول ابن جرير (تكبيرة من حارس) الذي سيأتي [قال أحمد بن يوسف الأزرق سمعت بن أبي داود يقول كل الناس في حل إلا من رماني ببغض علي بن أبي طالب رضي الله عنه] وهو غير صادق في ذلك لثبوت ذلك عنه من عدة جهات وخوفه أن يُخْرَجَ من البلد الذي هو فيه كما أخرجوه أول مرة [قال ابن عَدِي: كان في الابتداء نسب إلى شيء من النصب فنفاه بن الفرات من بغداد، فردَّه علي بن عيسى فحدَّث وأظهر فضائل علي، ثم تحنبل وصار شيخاً فيهم. قلت (الذهبي): كان قوي النفس وقع بينه وبين بن صاعد وبين ابن جرير نسأل الله العافية. قال ابن شاهين: أراد الوزير علي بن عيسى أن يصلح بين أبي بكر بن أبي داود وابن صاعد فجمعهما وحضر القاضي أبو عمر فقال الوزير لأبي بكر: أبو محمد بن صاعد أكبر منك فلو قمت إليه. فقال: لا أفعل. فقال له: أنت شيخ زيف. قال أبو بكر: الشيخ الزيف الكذاب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. فقال الوزير: مَن الكذَّاب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟! قال أبو بكر: هذا] وهنا يرمي أبو بكر بن أبي داود ابن صاعد بالكذب! فهؤلاء الحنابلة يرمي بعضهم بعضاً بالبوائق والمخازي! [... وقال محمد بن عبد الله القطان: كنت عند محمد بن جرير فقال رجل: ابن أبي داود يقرأ على الناس فضائل علي رضي الله عنه! قال ابن جرير: تكبيرة من حارس] يعني بالمختصر أنه كذاب يروي فضائل سيدنا علي عليه السلام ليموه على الناس أنه ليس بناصبي [قلت(الذهبي): وقد قام ابن أبي داود وأصحابه وكانوا خلقاً كثيراً على ابن جرير ونسبوه إلى بدعة اللفظ فصنف الرجل معتقداً حسناً سمعناه يناضل عنه مما قيل فيه، وتألم لذلك. وقد كان أبو بكر من كبار الحفاظ والأئمة الأعلام...] وهذا مردود على الذهبي فأكثر العلماء كانوا لا يرضونه وعلى رأسهم أبوه الحافظ أبو داود صاحب السنن ومعه ابن صاعد وابن جرير الطبري وخلق أخرون، والذهبي يحاول أن يذب عنه لأنه يتفق معه في الاعتقاد.
وقال الحافظ المحدّث الشريف أحمد بن الصديق الغماري في ((البرهان الجلي)) ص (56) في الحاشية تعليقاً على ما قاله ابن أبي داود في سيدنا علي عليه السلام والرضوان: ((فقد حكي عنه هذا القول الخبيث في ترجمته وإن كان هو قد تبرأ منه. وقال لا أجعل في حل من نسبه إليَّ، وترديد ابن تيمية لهذه الحكاية الباطلة يدل على أنه يبطن بغض علي عليه السلام، وإلا لما استجاز ذكرها في هذا الموضع مهما كانت البواعث)). ومن هنا يتبين أنَّ ما يقوله هذا الرجل – ابن أبي داود - في العقائد لا عبرة به وافق أو خالف كصنوه محمد بن عثمان بن أبي شيبة صاحب كتاب "العرش". وقد رمى أهل العلم كلاً منهما بالكذب!
وعلي بن بيان ؛ هو أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن بيان البغدادي ترجمته في ((السير)) (19/257).
والحسين الطناجيري مترجم في "سير أعلام النبلاء" (17/618).

وقول الذهبي أنه كان من الحفاظ إلى آخر كلامه ،فنقول: لقد كذّبه أبوه كما تقدّم قبل قليل!! كما كذبه بعض المحدثين الآخرين!! وله فظائع يندى لها الجبين!! ومع هذا يمدحه الذهبي ويقول (وما هو بدون أبيه)(!!)
أضف رد جديد

العودة إلى ”عرض عقائد المجسمة والمشبهة والرد عليها“