بيان بطلان وعدم صحة ما يروى عن عمرو المكي شيخ الصوفيّة من أنه يناصر مذهب المجسمة:

[عود الخيزران]

بيان بطلان وعدم صحة ما يروى عن عمرو المكي شيخ الصوفيّة من أنه يناصر مذهب المجسمة:

قال الذهبي في كتابها " العلو" النص رقم(496):
[ عمرو بن عثمان المكي شيخ الصوفية (297):
496- صنَّف آداب المريدين فقال فيه: في باب ما يجيء به الشيطان للناس من الوسوسة: أما الوجه الذي يأتي به التائبين إذا هم امتنعوا عليه واعتصموا بالله فإنَّه يوسوس لهم في أمر الخالق ليفسد عليهم أصول التوحيد، فذكر في هذا فصلاً طويلاً إلى أن قال: فهذا من أعظم ما يوسوس به في التوحيد بالتشكيك أو في صفات الرب بالتمثيل والتشبيه، أو بالجحد لها والتعطيل وأن يُدخل عليهم مقاييس عظمة الرب بقدر عقولهم، فهلكوا إن قبلوا، وتضعضع أركانهم إن لم يلجأوا بذلك إلى العلم وتحقيق المعرفة، فهو عزَّ وجل القائل {أَنَا اللَّهُ}القصص:30، لا الشجرة الجائي قبل أن يكون جائياً لا أمره، المستوي على عرشه بعظمة جلاله، دون كل مكان، كلَّم موسى تكليماً، وأراه من آياته عظماً فسمع موسى كلام الله، يداه مبسوطتان، وهما غير نعمته وقدرته، وخلق آدم بيديه، كان عمرو هذا من نظراء الجنيد، كبير القدر، مات قبل الثلاثمائة أو في حدودها].

أقول في بيان بطلان وعدم صحة هذا النقل:

هذا مروي ومحكي بلا إسناد وقد نقلوا عنه أيضاً ما يعاكس هذا القول! المنقول عن أبي عبدالله عمرو بن عثمان المكي في كتب الصوفيه يخالف هذا الذي نقله الذهبي هنا عنه!! ففي"الرسالة القشيرية" ص (23) في ترجمته أنه قال: ((كل ما توهمه قلبك أو رسخ في مجاري فكرتك، أو خطر في معارضات قلبك من حسن وبهاء أو أنس أو جمال أو ضياء أو شبح أو نور أو شخص أو خيال فالله بعيد من ذلك، ألا تسمع إلى قوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}الشورى:11، وقال {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ}الإخلاص:3_4)).
وذكر الإمام القشيري أنَّ أقوال مشايخ التصوّف الذين منهم المكي في التوحيد المأخوذة من كلامهم ومصنفاتهم تدل أن من جملة ما يقولون: ((ليس بجسم ولا جوهر ولا عرض ولا صفاته أعراض ولا يتصوَّر في الأوهام ولا يتقدَّر في العقول ولا له جهة ولا مكان ولا يجري عليه وقت وزمان)).
فتأمل!! وكل هذا مما يؤكِّد كذب ما نقله الذهبي عن عمرو بن عثمان وعدم ثبوته عنه!!