بيان بطلان وعدم صحة ما ينقله المجسمة عن ثعلب من أنه يذهب مذهبهم:
قال الذهبي في كتابه " العلو" النص رقم(497):
[ثعلب إمام العربية (291):
497- قال الحافظ أبو القاسم اللالكائي في كتاب السنة: وجدت بخط الدارقطني عن إسحاق الكاذي قال: سمعت أبا العباس ثعلب يقول: استوى أقبل عليه وإن لم يكن معوجَّاً، {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ}البقرة:29، أقبلو{اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ}الحديد:4، علا، واستوى وجهه: اتصل، واستوى القمر: امتلأ، واستوى زيد وعمرو: تشابها في فعلهما، وإن لم يتشابه شخوصهما، هذا الذي نعرف من كلام العرب.
كان أبو العباس من علماء لسان العرب، صنَّف التصانيف واشتهر اسمه، توفي سنة إحدى وتسعين ومائتين].
أقول في بيان بطلان وعدم صحة هذا الكلام:
ما نقلها الذهبي عن اللاكائي ؛ لا يثبت هذا!! ولا يعوَّل على هذه الوجادة! فقد دفن جماعة من الحفاظ كتبهم قبل موتهم لئلا ينقل عنهم غيرهم وجادة ما لم يقولوه مما يتم إدخاله على كتبهم أو تحريفها والكشط منها وإضافة ما لم يقولوه! قال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (11/377): [قال أبو عبد الله الحاكم: إسحاق، وابن المبارك، ومحمد بن يحيى هؤلاء دفنوا كتبهم. قلت: هذا فعله عِدَّةٌ من الأئمة، وهو دال أنهم لا يرون نقل العلم وجادة، فإن الخط قد يتصحف على الناقل، وقد يمكن أن يزاد في الخط حرف فيغير المعنى، ونحو ذلك. وأما اليوم فقد اتسع الخرق، وقل تحصيل العلم من أفواه الرجال، بل ومن الكتب غير المغلوطة، وبعض النقلة للمسائل قد لا يحسن أن يتهجى]. وهذا كلام مهم ومفيد جداً.
ونقول في تفسيرهم لمعنى استوى :
بَيَّنَ معنى (علا) وكذا (العلو) الحافظُ ابن جرير الطبري إذ قال في تفسيره (1/192): ((فيقال له: زعمتَ أنَّ تأويل قوله {اسْتَوَى} أقبل، أَفَكان مُدْبراً عن السماء فأقبل إليها؟ فإن زعم أن ذلك ليس بإقبال فعل ولكنه إقبال تدبير، قيل له: فكذلك فقل: علا عليها علو ملك وسلطان لا علو انتقال وزوال)). فالعلو عندهم علو ملك وسلطان لا علو جهة ومكان كما بينه الحافظ ابن جرير الطبري فتأملوا!!
وتخرصهم في نسبتهم تفسير الاستواء و افتراء أن هذا التفسير هو من كلام العرب، فنقول فيه :
ليس في هذا الكلام دلالة على العلو الحسي الذي يريدونه!! وأعتقد أن المجسمة كذبوا على اللغويين لينصروا عقيدتهم بأي طريقة! فهم لم يكتفوا بالكذب ووضع الأقوال على جماعة من أئمة وعلماء السلف المحدِّثين وتقويلهم ما لم يقولوا بل تعدوا ذلك إلى بعض اللغويين! ومن ذلك ابن الأعرابي الذي تقدم الكلام عليه في الترجمة رقم (68) النص رقم (453-454). وتقدم هناك بيان اضطراب قوله واختلافه في هذه المسألة!
بيان بطلان وعدم صحة ما ينقله المجسمة عن ثعلب من أنه يذهب مذهبهم:
أقوال لأئمة وعلماء ومشايخ في العقيدة ومدى صحتها عنهم
-
- Posts: 902
- Joined: Sat Nov 04, 2023 1:45 pm
Return to “أقوال لأئمة وعلماء ومشايخ في العقيدة ومدى صحتها عنهم”
Jump to
- القرآن الكريم وتفسيره
- ↳ تفسير آية أو آيات كريمة
- ↳ أبحاث في التفسير وعلوم القرآن الكريم
- الحديث النبوي الشريف وعلومه
- ↳ قواعد المصطلح وعلوم الحديث
- ↳ تخريج أحاديث وبيان مدى صحتها
- ↳ شرح الحديث
- ↳ التراجم والرجال: الصحابة والعلماء وغيرهم
- ↳ أحاديث العقائد
- العقائد والتوحيد والإيمان
- ↳ القواعد والأصول العقائدية
- ↳ مسائل وقضايا التوحيد والإيمان
- ↳ أقوال لأئمة وعلماء ومشايخ في العقيدة ومدى صحتها عنهم
- ↳ قضايا ومسائل لغوية تتعلق بالعقائد
- ↳ الفرق والمذاهب وما يتعلق بها
- ↳ عرض عقائد المجسمة والمشبهة والرد عليها
- التاريخ والسيرة والتراجم
- ↳ السيرة النبوية
- ↳ قضايا تاريخية
- ↳ سير أعلام مرتبطة بالتاريخ والأحداث السياسية الغابرة
- ↳ معاوية والأمويون والعباسيون
- الفكر والمنهج والردود
- ↳ توجيهات وتصحيح لأفكار طلبة العلم والمنصفين من المشايخ
- ↳ الردود على المخالفين
- ↳ مناهضة الفكر التكفيري والرد على منهجهم وأفكارهم
- ↳ أسئلة وأجوبة عامة
- الفقه وأصوله
- ↳ القواعد الأصولية الفقهية
- ↳ مسائل فقهية عامة
- ↳ المذهب الحنفي
- ↳ المذهب المالكي
- ↳ المذهب الشافعي
- ↳ المذهب الحنبلي
- علوم اللغة العربية
- ↳ النحو والصرف
- ↳ مسائل لغوية ومعاني كلمات وعبارات
- الكتب الإلكترونية
- ↳ كتب العلامة المحدث الكوثري
- ↳ كتب السادة المحدثين الغماريين
- ↳ كتب السيد المحدث حسن السقاف
- ↳ كتب مجموعة من العلماء
- المرئيات
- ↳ العقيدة والتوحيد: شرح متن العقيدة والتوحيد