بيان بطلان ما يسوقه الأشعري من عقائد:
قال الذهبي في كتابه " العلو" النص رقم(٥١٣):
[ 513- وقال الحافظ الحجة أبو القاسم بن عساكر: في كتاب ((تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الأشعري)) فإذا كان أبو الحسن رحمه الله كما ذكر عنه من حسن الاعتقاد مستصوب المذهب عند أهل المعرفة والانتقاد، يوافقه في أكثر ما يذهب إليه أكابر العباد، ولا يقدح في مذهبه غير أهل الجهل والعناد، فلا بدَّ أن نحكي عنه معتقده على وجهه بالأمانة لتعلم حاله في صحة عقيدته في الديانة، فاسمع ما ذكره في كتاب "الإبانة" فإنه قال:
[الحمد لله الواحد العزيز الماجد المنفرد بالتوحيد، المتمجد بالتمجيد، الذي لا تبلغه صفات العبيد، وليس له مثل ولا نديد]، فسرد في خطبته على المعتزلة والقدرية والجهمية والرافضة إلى أن قال: [فإن قال قائل قد أنكرتم قول المعتزلة والقدرية والجهمية والحرورية والرافضة والمرجئة فعرفونا قولكم الذي به تقولون وديانتكم التي بها تدينون، قيل له: قولنا الذي به نقول وديانتنا التي بها ندين: التمسك بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم، وما روي عن الصحابة والتابعين وأئمة الحديث ونحن بذلك معتصمون، وبما كان عليه أحمد بن حنبل نضَّر الله وجهه قائلون، ولمن خالف قوله مجانبون، لأنه الإمام الفاضل والرئيس الكامل الذي أبان الله به الحق عند ظهور الضلال، وأوضح به المنهاج وقمع به المبتدعين فرحمة الله عليه من إمام مقدَّم وكبير مفهم، وعلى جميع أئمة المسلمين، وجملة قولنا أن نقرَّ بالله وملائكته وكتبه ورسله وما جاء من عند الله وما رواه الثقات عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، لا نردُّ من ذلك شيئاً، وأنَّ الله إله واحد أحد، فردٌ صمد، لا إله غيره وأنَّ محمداً عبده ورسوله، وأنَّ الجنة والنار حق، وأنَّ الساعة آتية لا ريب فيها، وأنَّ الله يبعث من في القبور، وأنَّ الله تعالى مستوٍ على عرشه كما قال: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} وأنَّ له وجهاً كما قال: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ}الرحمن:27، وأنَّ له يدين كما قال: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ}المائدة:64، وأنَّ له عينين بلا كيف كما قال: {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا}القمر:14، وأنَّ من زعم أنَّ اسم الله غيره كان ضالاً، وندين أنَّ الله يُرَى بالأبصار يوم القيامة كما يُرى القمر ليلة البدر، يراه المؤمنون إلى أن قال: وندين بأنه يقلّب القلوب وأنَّ القلوب بين إصبعين من أصابعـه، وأنه يضع السموات على إصبع كما جاء الحديث، إلى أن قال: وأنه يقرب من خلقه كيف شاء، كما قال: {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ}ق:16، وكما قـال: {ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى}النجم:8_9، ونرى مفارقة كل داعية إلى بدعة ومجانبة أهل الأهواء وسنحتج لما ذكرناه من قولنا وما بقي منه باباً باباً وشيئاً شيئاً
ثمَّ قال ابن عساكر: فتأملوا رحمكم الله هذا الاعتقاد ما أوضحه وأبينه، واعترفوا بفضل هذا الإمام الذي شرحه وبينه].
أقول في بيان بطلان هذا الكلام:
هذا الذي ذكره لا نوافقه عليه ولا يوافقه عليه الأشاعرة! فلا يثبتون له تعالى وجهاً ولا يدين ولا عينين ولا أصابع! وهذه متونهم التي يتدارسونها ويتداولونها بينهم ليس فيها شيئاً من ذلك! وينزهون الله تعالى عن الأعضاء والجوارح والجهات ولا يقولون بأن هذه صفات لله تعالى إلا من شذ وتأثَّر بأهل التشبيه والتجسيم أو كان متحيراً لا يدري حقيقة الأمور! ولو أن الأشعري أكمل الكلام على النسق المتقدم فقال: [وأنه له تعالى جنباً كما قال: {يَاحَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ}الزمر:56، وساقاً كما قال: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ}القلم:42، وكما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (فيكشف لهم عن ساقه) وأنه ينسى كما قال: {نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ}التوبة:67، {فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ}الأعراف:51، وأن له مكراً كما قال: {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ}الأنفال:30، وأن له شماً كما جاء في الحديث: (لخلوف فم الصائم عند الله أطيب من رائحة المسك) وأن له ظلاً كما قال: (في ظله يوم لا ظل إلا ظله)، وأن له استهزاء كما قال: {اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ}البقرة:15، وأن له ضحكاً كما قال: (يضحك الله إلى رجلين)، وأن له صورة كما جاء في الحديث: (خلق آدم على صورته)، وأنه ينزل ويهبط كما في الحديث المشهور وكما في مسند أحمد: (إذا كان ثلث الليل الباقي يهبط الله..)، وأن له مرضاً بلا كيف، يلق بجلاله بلا تشبيه ولا تمثيل كما قال: (عبدي مرضتُ فلم تعدني)، وأن له هرولة كما قال: (أتيته هرولة)، وأنه يتعجب كما جاء في الحديث (عجب الله من قوم يدخلون الجنة في السلاسل)، وأن له لهوات أو أضراس بلا كيف كما جاء في صحيح أبي عوانة (فَيَتَجَلَّى لَهُمْ يَضْحَكُ،.. حَتَّى يَبْدُوَ لَهَوَاتُهُ أَوْ أَضْرَاسُهُ فَيَنْطَلِقُ رَبُّهُمْ فَيَتَّبِعُونَهُ)، وأن له كفاً كما جاء أن الصدقة (تربو في كف الرحمن)، وأن له قَدَماً وَرِجْلاً كما جاء أنه (يضع قدمه في النار) وفي رواية عند البخاري (رِجْلَه)...] الخ. ونحن نبرأ الى الله تعالى من هذه العقائد الفاسدة ونقول: {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ}الصافات:180.
بيان بطلان ما يسوقه الأشعري من عقائد:
عرض عقائد المجسمة والمشبهة والرد عليها
-
- مشاركات: 783
- اشترك في: السبت نوفمبر 04, 2023 1:45 pm
العودة إلى ”عرض عقائد المجسمة والمشبهة والرد عليها“
الانتقال إلى
- القرآن الكريم وتفسيره
- ↲ تفسير آية أو آيات كريمة
- ↲ أبحاث في التفسير وعلوم القرآن الكريم
- الحديث النبوي الشريف وعلومه
- ↲ قواعد المصطلح وعلوم الحديث
- ↲ تخريج أحاديث وبيان مدى صحتها
- ↲ شرح الحديث
- ↲ التراجم والرجال: الصحابة والعلماء وغيرهم
- ↲ أحاديث العقائد
- العقائد والتوحيد والإيمان
- ↲ القواعد والأصول العقائدية
- ↲ مسائل وقضايا التوحيد والإيمان
- ↲ أقوال لأئمة وعلماء ومشايخ في العقيدة ومدى صحتها عنهم
- ↲ قضايا ومسائل لغوية تتعلق بالعقائد
- ↲ الفرق والمذاهب وما يتعلق بها
- ↲ عرض عقائد المجسمة والمشبهة والرد عليها
- التاريخ والسيرة والتراجم
- ↲ السيرة النبوية
- ↲ قضايا تاريخية
- ↲ سير أعلام مرتبطة بالتاريخ والأحداث السياسية الغابرة
- ↲ معاوية والأمويون والعباسيون
- الفكر والمنهج والردود
- ↲ توجيهات وتصحيح لأفكار طلبة العلم والمنصفين من المشايخ
- ↲ الردود على المخالفين
- ↲ مناهضة الفكر التكفيري والرد على منهجهم وأفكارهم
- ↲ أسئلة وأجوبة عامة
- الفقه وأصوله
- ↲ القواعد الأصولية الفقهية
- ↲ مسائل فقهية عامة
- ↲ المذهب الحنفي
- ↲ المذهب المالكي
- ↲ المذهب الشافعي
- ↲ المذهب الحنبلي
- علوم اللغة العربية
- ↲ النحو والصرف
- ↲ مسائل لغوية ومعاني كلمات وعبارات
- الكتب الإلكترونية
- ↲ كتب العلامة المحدث الكوثري
- ↲ كتب السادة المحدثين الغماريين
- ↲ كتب السيد المحدث حسن السقاف
- ↲ كتب مجموعة من العلماء
- المرئيات
- ↲ العقيدة والتوحيد: شرح متن العقيدة والتوحيد