نقض كلام البربهاري المجسم في كلامه على العقائد:
قال الذهبي في كتابه " العلو" النص رقم(517):
[ أبو محمد البربهاري الحسن بن علي بن خلف شيخ الحنابلة ببغـداد (233 ـ 329): وكان كبير الشأن أخذ عن المَرُّوذِي وله أصحاب وأتباع.
517- قال: الكلام في الرب محدثة وبدعة وضلالة، فلا يتكلَّم في الله إلا بما وصف به نفسه، ولا نقول في صفاته لِمَ ولا كيف، يعلم السرَّ وأخفى، وعلى عرشه استوى وعلمه بكل مكان، والقرآن كلام الله وتنزيله ونوره، ليس بمخلوق
وذكر فصلاً مطوَّلاً، توفي البربهاري في سنة تسع وعشرين وثلاثمائة].
أقول في النقض على كلام هذا المجسم:
أولاً:
[تنبيه]: هذه الترجمة غير موجودة في المخطوطة التي بين يدي وهي في النسخة المطبوعة، فليعلم ذلـك.
ثُمَّ إنَّ هذا البربهاري حنبلي مجسم بل مخرف على مشربهم المعروف!! وممن أخذ عنه وتتلمذ عليه ابن بطة المجسم!! ولم يصفوه بالحفظ ولا بأنه من جملة المحدثين هو فقيه جامد متعصب من جملة التكفيريين! قال الصفدي في "الوافي بالوفيات" (12/90): [الحسن بن علي بن خلف البربهاري: شيخ الحنابلة ومقدَّمهم، الفقيه العابد، كان شديداً على أهل البدع، يقال إنه تنزَّه عن ميراث أبيه وكان سبعين ألف درهم: وكانت تقع الفتن بين الطوائف بسببه، فتقدم الإمام القاهر إلى وزيره أبي علي بن مقلة بالقبض عليه لتنقطع الفتن، فاستتر فقُبض على جماعة من أصحابه ونُفُوا إلى البصرة، ثم إن البربهاري ظهر في أيام الراضي وظهر أصحابه وانتشروا وعادوا إلى ما نُهُوا عنه، فتقدَّم الراضي بالله إلى بدر الخرشني صاحب الشرطة ببغداد بالركوب والنداء أن لا يجتمع من أصحاب البربهاري نَفْسانِ، فاستتر البربهاري أيضاً، وتوفي في الاستتار الثاني سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة]. وفي "سير النبلاء" (15/92) للذهبي: [فدفن بدار أخت توزون (أحد القادة الأتراك) فقيل: إنه لما كُفِّنَ، وعنده الخادم، صلى عليه وحده، فنظرت هي من الروشن، فرأت البيت ملآن رجالاً في ثياب بيض، يصلون عليه، فخافت وطلبت الخادم، فحلف أن الباب لم يفتح]. ومن هذه النقول يتبين لنا أنه من شدة جموده كَفَّرَ أباه ولم يرثه، وأنه كان يثير الفتن والقلاقل في بغداد حتى استخفى مرتين ومات في الثانية مستخفياً! وأنه لما لم تكن له جنازة ولم يخرج في جنازته أحد اخترع أصحابه الحنابلة أن الملائكة كانت تلبس بياضاً وحضرت الصلاة عليه ودفنه! وكتابه فيه الطم والرم! وسأذكر في التعليق التالي إن شاء الله تعالى نماذج من بعض عباراته في كتابه في السنة! وفيه من العجائب والغرائب!
ثانيًا:
أما ما نُقل عن البربهاري المجسم؛ فقدرواه عنه أبو يعلى الحنبلي المجسم في "طبقات الحنابلة" (2/18-19) وفي السند إليه: أبو علي الحسن بن علي الأهوازي وهو وضاع كذاب وحنبلي مجسم مشهور كما في "لسان الميزان"(2/295)!! وقد سكت على هذا متناقض العصر!! فلم ينقض الكلام بشيء!! ومما قاله البربهاري في كتابه "شرح السنة": [فإن القرآن أحوج إلى السنة من السنة إلى القرآن... واعلم أن الدين إنما هو التقليد والتقليد لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم... ومن قال لفظه بالقرآن مخلوق فهو جهمي ومن سكت ولم يقل مخلوق ولا غير مخلوق فهو جهمي هكذا قال أحمد بن حنبل... قال بعض العلماء منهم أحمد بن حنبل الجهمي كافر ليس من أهل القبلة حلال الدم لا يرث ولا يورث... واعلم أن أصول البدع أربعة أبواب يتشعب من هذه الأربعة اثنان وسبعون هوى ثم يصير كل واحد من البدع يتشعب حتى تصير كلها إلى ألفين وثمان مائة كلها ضلالة وكلها في النار إلا واحدة... وجميع ما وصفت لك في هذا الكتاب فهو عن الله تعالى وعن رسوله صلى الله عليه وسلم وعن التابعين وعن القرن الثالث إلى القرن الرابع فاتق الله يا عبد الله وعليك بالتصديق والتسليم والتفويض والرضى بما في هذا الكتاب ولا تكتم هذا الكتاب أحداً من أهل القبلة.. فإنه دين الله ودين رسوله وأنه من استحل شيئاً خلافاً لما في هذا الكتاب فإنه ليس يدين الله بدين، وقد رده كله كما لو أن عبداً آمن بجميع ما قال الله عز و جل إلا أنه شك في حرف فقد رد جميع ما قال الله وهو كافر... وإذا سمعت الرجل تأتيه بالأثر فلا يريده ويريد القرآن فلا تشك أنه رجل قد احتوى على الزندقة فقم من عنده ودعه... ولأن تلقى الله زانياً سارقاً خائناً أحب إلي من أن تلقاه بقول أهل الأهواء... فمن أقرَّ بما في هذا الكتاب وآمن به واتخذه إماماً ولم يشك في حرف منه ولم يجحد حرفاً منه فهو صاحب سنة وجماعة كامل قد كملت فيه الجماعة ومن جحد حرفاً مما في هذا الكتاب أو شك في حرف منه أو شك فيه أو وقف فهو صاحب هوى كمن جحد أو شك في حرف من القرآن... وقال داود بن أبي هند: أوحى الله تبارك وتعالى إلى موسى بن عمران: لا تجالس أهل البدع فإن جالستهم فحاك في صدرك شيء مما يقولون أكببتك في نار جهنم... وقال الفضيل بن عياض: آكل مع يهودي ونصراني ولا آكل مع مبتدع وأحب أن يكون بيني وبين صاحب بدعة حصن من حديد...]. وهذا كلام باطل عجيب لا يقوله عاقل! ومن آثر الحديث والآثار على كتاب الله تعالى فهو خاسر آثم وقد اعترف بذلك بعض أولئك الحنابلة! قال الحافظ ابن حجر في "تهذيب التهذيب" [قال أبو داود: سمعت الثقة، يقول: قال هارون بن معروف: رأيت في المنام، يقال لي: من آثر الحديث على القرآن عذب. قال: فظننت أن ذهاب بصري من ذلك]. وذكر هذا المزي أيضاً في "تهذيب الكمال" (30/109) والذهبي في "تاريخ الإسلام" وفي "السِّيَر" (11/130)، وأصله في "تاريخ بغداد" (5/27) من غير طريق أبي داود. وهارون بن معروف هذا يقول: [مَنْ زعم أن القرآن مخلوق فكانما عبد اللات والعزى. وروى عبد الله بن أحمد عنه: من زعم أن الله لا يتكلم فهو يعبد الأصنام]. وهذا في نفس المصادر السابقة.
نقض كلام البربهاري المجسم في كلامه على العقائد: قال الذهبي في كتابه " العلو" النص رقم(517): [ أبو محمد البربهاري الحسن
-
- Posts: 902
- Joined: Sat Nov 04, 2023 1:45 pm