بطلان كلام اللالكائي ونقض مذهبه في التجسيم:

عرض عقائد المجسمة والمشبهة والرد عليها
Post Reply
عود الخيزران
Posts: 902
Joined: Sat Nov 04, 2023 1:45 pm

بطلان كلام اللالكائي ونقض مذهبه في التجسيم:

Post by عود الخيزران »

بطلان كلام اللالكائي ونقض مذهبه في التجسيم:

قال الذهبي في كتابه " العلو" النص رقم(538):
[ أبو القاسم اللالكائي ( 418):
538- قال الإمام الحافظ أبو القاسم هبة الله بن الحسن الطبري الشافعي مصنّف كتاب ((شرح اعتقاد أهل السنة)) وهو مجلَّد ضخم: ((سياق ما روي في قوله {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} وأنَّ الله على عرشه، قال عزَّ وجل {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ}فاطر:10، وقال: {أَأَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ}الملك:16، وقال: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ}الأنعام:18، فدلَّت هذه الآيات أنه في السماء وعلمه بكل مكان، روي ذلك عن عمر وابن مسعود وابن عباس وأمِّ سلمة، ومن التابعين ربيعة وسليمان التيمي ومقاتل بن حيان، وبه قال مالك والثوري وأحمد)).
كان اللالكائي من أوعية العلم ومن كبار الشافعية، مات سنة ثماني عشرة وأربعمائة].


أقول في النقض على هذه الأقاويل:

هذا كذب على الصحابة رضي الله عنهم من اللالكائي إن ثبت ذلك عنه! وهو مذكور في كتابه "السنة" (3/388) بلا سند عن هؤلاء! فهذا من جملة الأكاذيب عنهم بلا ريب! إما منه أو من الداسّين في كتابه! وأما ترجمته فقد قال الخطيب البغدادي في تاريخه (14/70): [هبة الله بن الحسن بن منصور أبو القاسم الرازي طبرى الأصل ويعرف باللالكائي قدم بغداد فاستوطنها ودرس فقه الشافعي على أبى حامد الإسفراييني وسمع عيسى بن على الوزير وأبا طاهر المخلص وأبا الحسن بن الجندي وطبقتهم ومن بعدهم..]. وانتبه إلى أن (الطبري) هنا نسبة إلى طبرستان شمال إيران وليس إلى طبريا في فلسطين.
وهذا الرجل ليس من السلف لأنه ولد بعد الثلاثمائة وهو مجسم مشهور كما يدل على ذلك كتابه!! وقد جمع فيه الطم والرم! ففيه روايات شاذة ومنكرة وضعيفة وواهية وموضوعات وأقوال لا تثبت عن قائليها وإسرائيليات! وقد اعترف محقق كتاب السنة للالكائي (أحمد سعد حمدان) ص (62) في المقدمة بأن كتاب اللالكائي وغيره من الكتب المشابهة له التي تُرْوى فيها الأحاديث بالأسانيد مليئة بالأحاديث والآثار الضعيفة والمنكرة! فقال بعد أن عدَّد أسماء تلك الكتب وذكر نماذج مما فيها: [هذه نبذة يسيرة من تلك الآثار المنكرة التي اشتملت عليها بعض كتب عقائد أهل السنة والجماعة مما كان له أثره السيء على مذهب أهل السنة. وأما الآثار الضعيفة فهي كثيرة، ولا يكاد يسلم منها شيء من كتب العقائد. ولا شك أن هذا العمل من أولئك المؤلفين خطأ فردي يخالف المنهج السلفي.. لئلا يتوهم متوهم في دين الله ما ليس منه أو يظن أن كل ما ورد في المصنفات السلفية صحيح يجب الاعتقاد والإيمان به]. وهذا اعتراف واضح وكلام جيد! وما نقله اللالكائي هنا في النص أعلاه عن الصحابة والتابعين خطأ!! إذ لم يصحَّ عنهم اعتقاد تلك الأقوال الباطلة وأكثرها لا يثبت من ناحية الإسناد وخاصة الصحابة رضي الله عنهم!! فكتابه في السنة فيه العجب العجاب! فلا يجوز أن يُلْتَفَتَ إلى قوله ولا أن يعوَّل عليه! ثم إن اللالكائي موصوف بالتدليس! ففي "سؤالات الحافظ السِّلَفي" ص (23) في السؤال عن ابن خزفة الصيدلاني قال السِّلَفي: [وأبو القاسم اللالكائي يدلس به فيقول: حدثنا علي بن محمد النديم]. وذكر بعض الحفاظ أوهاماً للالكائي منها: قول الحافظ ابن حجر في "تهذيب التهذيب" (1/181فكر) في ترجمة أسامة بن حفص المدني: [قال اللالكائي: ولم يذكره البخاري في التاريخ! قلت: كذا قال اللالكائي وقد ذكره البخاري في تاريخه في آخر باب من اسمه أسامة فقال: أسامة بن حفص المدني عن هشام بن عروة..]. ومنها: قول الحافظ ابن حجر في ترجمة حريز بن عثمان الناصبي البغيض في "تهذيب التهذيب" (2/209): [وذكر اللالكائي أن مسلماً روى له وذلك وَهَمٌ منه]. ومنها: قال الحافظ في ترجمة حماد بن الحسن النهشلي في "تهذيب التهذيب" (3/6): [وعنه مسلم فيما ذكر اللالكائي، قال المزي: ولم أقف عليه]. قلت: وبحثت عنه فلم أجده في رجال مسلم. ومنها: ما قاله الحافظ ابن حجر في "تهذيب التهذيب" (9/146) في ترجمة محمد بن زائدة: [ذكر اللالكائي أن مسلماً روى له. ولم نقف على ذلك ولعله تصحف عليه..]. وهناك أمور أخرى لا أحب الإطالة بها! وراوي كتاب السنة عن اللالكائي مباشرة هو الطريثيثي، وقد كان عمره عند وفاة اللالكائي (5 أو 6سنوات) فكيف يروي عنه هذا الكتاب وهو بهذا السن؟! وهذا الطريثيثي مُجْمَعٌ على ضعفه! بل كذَّبه الحافظ أبو الفضل ابن ناصر! ووثقه السِّلَفي وتوثيقه مردود لا عبرة به كما سيتضح من ترجمته! وابن ناصر هو: (أبو الفضل محمد بن ناصر بن محمد بن علي بن عمر البغدادي الحافظ الأديب المعروف بالسلامي كان حافظ بغداد في زمانه). كما في "وفيات الأعيان" (4/293). وأما الطريثيثي فقال الحافظ ابن حجر في "لسان الميزان" (1/547أبو غُدَّة): [أحمد بن علي بن زكريا أبو بكر الطريثيثي. شيخ السِّلَفي تُكُلِّمَ في بعض سماعه فكان السِّلَفي يقول: حدثنا من أصله، وأما ابن ناصر فكذبه. وقال ابن طاهر: رأيتهم ببغداد مجمعين على ضعفه. مات سنة بضع وتسعين وأربع مئة انتهى. قال السِّلَفي: كان أجلَّ شيخٍ لقيته ببغداد من مشايخ الصوفية وأسانيده عالية جداً ولم يقرأ عليه إلا من أصوله وسماعاته كالشمس وضوحاً وكف بصره في آخر عمره فكتب له أبو علي الكرماني وكان من شيوخ الصوفية أجزاء طرية فحدَّث بها اعتمادًا على قول أبي على وحسن ظنه به وكان الطريثيثي ثقة إلا أنه لم يكن يعرف طريق المحدثين ودقائقهم وإلا لكان من الثقات الأثبات. وذكره أبو عَمْرو بن الصلاح في طبقات الفقهاء الشافعية. وقال السمعاني: خدم المشايخ وكان حسن التلاوة صحيح السماع في أجزاء لكنه أفسد نفسه وادَّعى أنه سمع من ابن رزقويه ولم يصح سماعه منه. قال أبو القاسم بن السمرقندي: دخلت عليه وهو يقرأ عليه جزء من حديث ابن رزقويه فقلت: متى ولدت؟ فقال: سنة اثنتي عشرة وأربع مِئَة فقلت: وَابن رزقويه توفي في هذه السنة وأخذت بالجزء من يده وقد سَمِعُوا فيه فضربت على الطبقة فقام وخرج من ذلك المجلس. وقال ابن الأنماطي: كان مخلطاً وأبو علي الكرماني هو الذي أفسده. وقال أبو نصر اليونارتي نحو ذلك. وقال شجاع الذهلي: كان الطريثيثي ضعيفاً مجمعاً على ضعفه وله سماعات صحيحة خلط بها غيرها. وقال ابن النجار: أجمعوا على ترك الاحتجاج به. قلت: ما كان من حديث يرويه السِّلَفي عنه فإنا نعلم في الجملة أنه من صحيح سماعاته. مات سنة سبع وتسعين وأربع مِئَة. روى عنه ابن طاهر المقدسي وهبة الله الشيرازي، وَعبد الغافر الألمعي وأبو القاسم السمرقندي وخلق آخرهم خطيب الموصل]. وقال الذهبي في "العبر" (3/348): [روى عن أبي الفضل القطان واللالكائي وطائفة وهو ضعيف]. قلت: كيف يكون سماع الطريثيثي صحيحاً وكما رأيتم يروي عمن لم يدركهم أو كان صغيراً وفيه كل هذا الطعن؟! والخلاصة أن اللالكائي وما يقوله لا يعوَّل عليه وراوي كتاب "السنة" عن اللالكائي هو الطريثيثي وهو ضعيف بل كذاب! يروي عنه وهو ابن خمس أو ست سنين ولا عبرة بمثل هذه الروايات ولا ندري ما تم دسه في الكتاب! لأن رواياته كما قالوا: (خلَّط بها غيرها)! وإنني أتعجب من هؤلاء الذين يصفونهم بالحفظ والإمامة في الحديث وغيره ثم يروون في كتب العقائد الأكاذيب والموضوعات ولا يكشفونها كما يكشفها البيهقي في غالب كتابه "الأسماء والصفات" والله تعالى أعلم.
Post Reply

Return to “عرض عقائد المجسمة والمشبهة والرد عليها”