قال تعالى في الذين بنوا مسجد الضرار: {والذين اتخذوا مسجداً ضراراً وكفراً وتفريقاً بين المؤمنين وإرصاداً لمن حارب الله ورسوله من قبل وليحلفنَّ إن أردنا إلا الحسنى والله يشهد إنهم لكاذبون} التوبة:107. وهذه الآية فيها أن جماعة ممن عاصره صلى الله عليه وآله وسلم وأظهروا الإيمان والتقوى وبنوا المساجد كانوا يكذبون! وهم غير معصومين من الكذب كما يتخيل بعض المتعصبين!
أبعد هذه الأدلة القرآنية (يا قاسم) تقول بالعدالة للجميع؟!
فإن أصررت وقلت بأن هؤلاء هم المنافقون، والصحابة ليس فيهم منافقون، كما يقول بعض المتعصبين بلا علم قلنا لك:
روى مسلم (2779) عن سيدنا حذيفة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (في أصحابي اثنا عشر منافقاً فيهم ثمانية لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط ...).
وروى البخاري في الصحيح (6582): (لَيَرِدَنَّ عليَّ ناسٌ من أصحابي الحوض حتى عرفتهم اخْتُلِجوا دوني فأقول أصحابـــــــي! فيقول: لا تدري ما أحدثوا بعدك).
وروى مسلم في الصحيح (2304) - وليس في كتب التاريخ - عن سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
(ليردن عليَّ الحوض رجال ممن صاحبني حتى إذا رأيتهم ورفعوا إليَّ اخْتُلِجُوا دوني فلأقولنَّ أي رب أصيحابي أصيحابي فَلَيُقَالَنَّ لي إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك).
ورواه الترمذي (2423) من حديث سيدنا ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعاً وفيه :
(ويؤخذ من أصحابي برجال ذات اليمين وذات الشمال فأقول يا رب أصحابي فيقال إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم).
ورواه البخاري في صحيحه (6585) من حديث أبي هريرة أنه كان يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال:
(يَرِدُ عليَّ يوم القيامة رهط من أصحابي فَيُحَلَّئُونَ عن الحوض فأقول يا رب أصحابي ! فيقول إنك لا علم لك بما أحدثوا بعدك إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى).
ومعنى يُحَلَّئُون : يُبْعَدون ويُطردون ويذادون.
..... يتبع ذلك بيان من هي الفئة الباغية التي عينها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكيف كان معاوية يأمر بشتم سيدنا علي رضي الله عنه وأرضاه وحكم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في ذلك ... عسى أن يصحصح بعض الناس ويفهمون الحكم الشرعي المنصوص عليه في الكتاب والسنة ويتركون قول من يحاول التغطية على مثل هذه المسألة ولا طيقولون كلمة الحق خشية العامة وزيد وعمرو .... فالله أحق أن يرضوه لو كانوا يعلمون ....
والله المستعان .....