بطلان حديث أبي هريرة الذي جاء بلفظ:(... حتى ينتهى بها إلى السماء التي فيها الله تعالى...):

تخريج أحاديث وبيان مدى صحتها
أضف رد جديد
عود الخيزران
مشاركات: 777
اشترك في: السبت نوفمبر 04, 2023 1:45 pm

بطلان حديث أبي هريرة الذي جاء بلفظ:(... حتى ينتهى بها إلى السماء التي فيها الله تعالى...):

مشاركة بواسطة عود الخيزران »

بطلان حديث أبي هريرة الذي جاء بلفظ:(... حتى ينتهى بها إلى السماء التي فيها الله تعالى...):

قال الذهبي في كتابه " العلو":
[ حديث ابن أبي ذئب عن محمد بن عمرو بن عطاء عن سعيد بن يسار عن أبي هريرة عن النبي  قال:
((إنَّ الميتَ يحضره الملائكة فإذا كان الرجل الصالح قالوا: اخرجي أيتها النفس الطيبة كانت في الجسد الطيب، أبشري بِرَوْحٍ وريحان وَرَبٍّ غير غضبان، فلا يـزال يقال لها ذلـك حتى تخرج ثمَّ يُعرج بها إلى السماء فيستفتح فيقال: مَـنْ؟ فيقال: فلان، فيقال: مرحباً بالنفس الطيبة، فلا يزال يقال لها ذلك )) وذكر الحديث. رواه أحمد في مسنده والحاكم في مستدركه وقال: هو على شرط البخاري ومسلم، ورواه أئمة عن ابن أبي ذئب].


أقول في بيان بطلان هذا الحديث:

منكـر باطل، هو في مسند أحمد (2/364) بهذا اللفظ المستشنع ولم أجد هذه الرواية بهذا اللفظ في "المستدرك" فهذا من تدليس الذهبي!! وهي بهذا اللفظ المستشنع (حتى ينتهى بها إلى السماء التي فيها الله تعالى) في "مسند أحمد" (2/364) من طريق ابن أبي ذئب عن محمد بن عمرو بن عطاء عن سعيد بن يسار عن أبي هريرة، وفي "سنن ابن ماجه" (2/1423/4262) أيضاً من رواية ابن أبي ذئب بهذا الإسناد، باللفظ المنكر المستشنع، وهذا من العجب العجاب أن يروى هذا الباطل المنكر في مثل هذه الكتب! وهو في "المسند" أيضاً (6/139) من طريق (يزيد بن هارون قال: أخبرنا ابن أبي ذئب عن محمد بن عمرو بن عطاء عن ذكوان عن عائشة) وليس فيه ذلك اللفظ المستشنع! ورواه النَّسائي في "السنن الكبرى" (6/443/11442) والبيهقي في ((إثبات عذاب القبر)) ص (50) ولفظهما من طريق ابن أبي ذئب أيضاً: ((حتى تنتهي إلى السماء السابعة)) وليس فيه اللفظ المستشنـع!! وكذا رواه الآجُرِّي في ((الشريعة)) ولم يذكر فيه تلك القطعة بالكلية. فهو لفظ ضعيف مضطرب!! لا سيما وقد روى الحديث البراء وليس فيه هذا اللفظ القبيح الذي هو: (حتى ينتهى بها إلى السماء التي فيها الله تعالى)، ولفظـه: ((حتى ينتهي إلى السماء السابعة ثمَّ يقال اكتبوا كتابه في عليين)) رواه الحاكم في ((المستدرك)) (1/37) وغيره، وجاء من طرق عن قتادة عن قَسَامة بن زهير عن أبي هريرة بلفظ: ((فكلما أتوا سماء قالوا ذلك حتى يأتوا به أرواح المؤمنين)) رواه النَّسائي في الصغرى (4/8/1833) وابن حِبَّان (7/285) والحاكم (1/352-353) وفي كبرى النَّسائي كما في ترجمته في ((تهذيب الكمال)) (23/605) بلفظ: ((ثمَّ يبعث بها إلى عليين)). وقد نص الإمام مسلم صاحب الصحيح في كتابـه ((التمييـز)) ص (191) وفيما نقله عنه ابن رجب في "شرح علل الترمذي" (2/780) أنَّ سماع العراقيين عن ابن أبي ذئب فيه وَهَمٌ كبير إذ قـال: ((وفي حديث العراقيين عنه وَهَم كبير؛ قال: ولعله كان يلقن فيتلقَّن يعني بالعراق)). وفي كتاب "العلل ومعرفة الرجال" لأحمد (2/310): [حدثني أبي قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا ابن أبي ذئب، عن الزهري قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يخرج يوم الفطر فيكبر من حين يخرج من بيته حتى يأتي المصلى فإذا قضى الصلاة قطع التكبير. قال: وأما الأضحى فكان يكبر من صلاة الظهر يوم عرفة إلى صلاة الظهر من آخر أيام التشريق. قال أبي: هذا حديث منكر. ثم قال: دخل شعبة على ابن أبي ذئب فنهاه أن يحدث به، وقال: لا تحدِّث بهذا. وأنكره شعبة]. وتكلموا على رواية ابن أبي ذئب عن الزهري، والكلام في ذلك طويل لا نود الآن الإسهاب فيه، ومختصر الكلام: أن الثقة كابن أبي ذئب قد تكون له أحاديث منكرة مردودة، وقد أثبتنا أن له أحاديث منكرة، وحديثه هذا الذي نحن بصدده خالفه كثيرون في لفظه وخالف هو نفسه فيه، وهو مخالف لقواعد التنزيه الناصة على تنزيه الله عن المكان، فهو من باب المنكرات المردودة والأباطيل. وبذلك يتبين أن اللفظ المستشنع الواقع في الرواية التي أوردها الذهبي شاذ مردود وهو منكر لمخالفته قواطع النصوص المنزهة لله تعالى عن الحلول في المكان!! وبذلك يتبين خطأ الشيخ المتناقض الذي أورده في ((مختصر العلو)) ص (85) وفي ((صحيح الجامع)) و ((صحيح ابن ماجه)) وفيه اللفظ المستشنع وكان عليه أن ينبه على ضعفه ونكارته!! لكنه لـمَّا كان مؤيداً لعقيدة التجسيم التي يتبنَّاها تغاضى عنه!! وقد أقرَّ الألبانيُّ المتناقضُ في ((مختصـر العـلو)) عزوَ الذهبي هذا الحديث باللفظ المستشنع للحاكـم في ((المستدرك)) وهو ليس في المستدرك باللفظ المستشنع!! كما أخطأ في ذلك المعلِّقون على "مسند أحمد" (14/378) حيث قالوا: (إسناده صحيح على شرط الشيخين) وهو منكر موضوع في الحقيقة! وإنما يقلدون في الحكم على الحديث كثيراً متناقض العصر! هذا وقد أوَّل هذه اللفظة جماعة من العلماء كما ذكر ملا علي القاري في "شرح مشكاة المصابيح" (4/95حديث1627) على فرض صحته منهم ابن حجر والطيبي!! والصحيح عندنا أنه لفظ باطل موضوع لا نحتاج لتأويله!!
أضف رد جديد

العودة إلى ”تخريج أحاديث وبيان مدى صحتها“