بطلان حديث الجارية الذي جاء بلفظ:( أين الله؟)، كما هو من رواية عطاء بن يسار عن عمر بن الحكم:

أحاديث العقائد
أضف رد جديد
عود الخيزران
مشاركات: 777
اشترك في: السبت نوفمبر 04, 2023 1:45 pm

بطلان حديث الجارية الذي جاء بلفظ:( أين الله؟)، كما هو من رواية عطاء بن يسار عن عمر بن الحكم:

مشاركة بواسطة عود الخيزران »

بطلان حديث الجارية الذي جاء بلفظ:( أين الله؟)، كما هو من رواية عطاء بن يسار عن عمر بن الحكم:

قال الذهبي في كتابه " العلو" :
[ وقال النَّسائي في تفسيره في قوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ}فصلت:11: أخبرنا قتيبة، عن مالك، عن هلال بن أسامة، عن عطاء بن يسار، عن عمر بن الحكم قـال: أتيتُ رسول الله  فقلتُ: يا رسول الله إنَّ جارية لي كانت ترعى غنماً لي فجئتها ففقدتُ شاة من الغنم، فسألتها عنها؛ فقالت: أكلها الذئب. فأسفتُ عليها وكنت من بني آدم فلطمـتُ وجهها؛ وعليَّ رقبة أفأُعتقها؟ فقال لها رسول الله : ((أين الله؟)) قالـت: في السمـاء. قال: ((فمـن أنا؟)) قالـت: أنـت رسول الله، قـال: ((فأعتقها)) كذا سمَّاهُ مالك عن عمر بن الحكم].


أقول في بيان بطلان هذا الحديث:

هذا التفسير وارد في ((السنن الكبرى)) (6/450-451) تفسير سورة فصلت.
ثمّ إنّ هذا الحديث الذي أورده الذهبي؛ شاذ مردود منكر بهذا اللفظ وهو نفس الحديث الأول، الذي جاء تحت عنوان (بطلان حديث الجارية الذي جاء بلفظ:( أين الله؟) كما هو من رواية معاوية بن الحكم السُّلميّ) فانظره في الموقع .

[فائدة]: حديث الجارية بلفظ (أين الله؟) مرويٌّ في "الموطأ" (1511) الذي من رواية يحيى بن يحيى الليثي، لكنه غير موجود في "الموطأ" من رواية القعنبي! وهي أثبت روايات "الموطأ"، فإن الإمام مالكاً رحمه الله تعالى كان يُنَقِّح كتابَه "الموطأ" فيزيد ويسقط منه، قال الحافظ ابن حجر في "تقريب التهذيب" (برقم3620) في الكلام على عبدالله القعنبي: [كان ابن مَعِين وابن المَدِيني لا يُقَدِّمانِ عليه في "الموطأ" أحداً]. وكذلك رواية محمد بن الحسن الشيباني، خلو من لفظ (أين الله)! وهذا فيه فائدة كبيرة! من كون حديث الجارية بلفظ (أين الله) غير موجود في موطأ مالك! إما أنه كان موجوداً وحذفه الإمام مالك منه أو أُدْخِلَ على رواية يحيى الليثي! فالقعنبي هو المعتمد! قال المِزِّيُّ في ترجمته في "تهذيب الكمال" (16/140): [وقال أحمد بن عبد الله العجلي: بصري ثقة، رجل صالح قرأ مالك بن أنس عليه نصف الموطأ وقرأ هو على مالك النصف الباقي. وقال أبو زرعة: ما كتبت عن أحد أجلّ في عيني منه، وقال عبد الرحمن ابن أبي حاتم عن أبيه: ثقة حجة. وقال أيضاً قلت لأبي: القعنبي أحب إليك في الموطأ أو إسماعيل بن أبي أويس؟ قال: القعنبي أحب إليَّ،... سمعت يحيى بن معين يقول: ما رأيت رجلاً يحدِّث لله إلا وكيعاً والقعنبي. وقال محمد بن عبد الله الزهيري عن الحنيني: كنا عند مالك بن أنس فجاء رجل فقال: يا أبا عبد الله قَدِمَ ابن قعنب. قال: متى؟ فقرب قدومه فقال مالك: قوموا بنا إلى خير أهل الأرض].

قوله: (كذا سمَّاهُ مالك عن عمر بن الحكم)، هو خطأ نبَّه عليه الحفاظ. وهو نفس الحديث السابق عن معاوية بن الحكم!! فتنبه!
أضف رد جديد

العودة إلى ”أحاديث العقائد“