بيان عدم دلالة حديث جابر بن سمرة على ما يريده المجسمة وقد جاء بلفظ:( ألا تَصُفُّونَ كما تَصُفُّ الملائكةُ عنـدَ ربهم؟...

أحاديث العقائد
Post Reply
عود الخيزران
Posts: 908
Joined: Sat Nov 04, 2023 1:45 pm

بيان عدم دلالة حديث جابر بن سمرة على ما يريده المجسمة وقد جاء بلفظ:( ألا تَصُفُّونَ كما تَصُفُّ الملائكةُ عنـدَ ربهم؟...

Post by عود الخيزران »

بيان عدم دلالة حديث جابر بن سمرة على ما يريده المجسمة وقد جاء بلفظ:( ألا تَصُفُّونَ كما تَصُفُّ الملائكةُ عنـدَ ربهم؟...):

قال الذهبي في كتابه " العلو":
[حديث الأعمش، عن المسيب بن رافع، عن تميم الطائي، عن جابر بن سَمُرَة قال: خرج إلينا رسول الله  فقال: ((ألا تَصُفُّونَ كما تَصُفُّ الملائكةُ عنـدَ ربهم؟)) قالوا: يا رسول الله! وكيف تصف الملائكة عند ربهم؟ قـال: ((يتمون الصف المقدَّم ويتراصُّون في الصف)) ، أخرجه مسلم].

أقول في بيان عدم دلالة هذا الحديثعلى ما يريده المجسمة:

صحيح ولا دلالة فيه على العلـو. رواه مسلـم (430) وغيره كأبي داود (661) وابن ماجه (992). وفي حفظي أنَّ الإمام النووي قال: (عند ربهم) أي عند قيامهم لطاعة ربهم. وهو في "عون المعبود" (2/255). قال الإمام الراغب في "المفردات" ص (349): [عنـد: لفظ موضوع للقرب فتارة يستعمل في المكان وتارة في الاعتقاد نحو أن يقال عندي كذا، وتارة في الزلفى والمنزلة وعلى ذلك قوله تعالى: {بل أحياء عند ربهم} {إنَّ الذين عند ربك لا يستكبرون} {فالذين عند ربك يسبِّحون الليل والنهار} وقال تعالى: {رب ابن لي عندك بيتاً في الجنة} وعلى هذا قيل: الملائكة المقربون عند الله قال تعالى: {وما عند الله خير وأبقى} وقوله: {وعنده علم الساعة} {ومَنْ عنده علم الكتاب}...]. وقال تعالى: {إنَّ المتقين في جنات ونهر. في مقعد صدق عند مليك مقتدر} وقال تعالى: {مسوَّمة عند ربك وما هي من الظالمين ببعيد} {ثمَّ إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون}. أقول: العندية المكانية منفية عن الله تعالى في جميع هذه الآيات وغيرها لأنه تعالى ليس في مكان ولا يحل في المكان وإلا كان مشابهاً لخلقه ومُتَخَـيَّلاً تعالى عن ذلك علواً كبيراً. وقال الإمام الفخر الرازي في تفسيره (14/27/130) عند تفسير قوله تعالى {فالذين عند ربك يسبحون له بالليل والنهار} ما نصه: [المشبهة تمسكوا بقوله: {فالذين عند ربك} في إثبات المكان والجهة لله تعالى!! والجواب: أنه يقـال: عند الملك من الجند كذا وكذا، ولا يراد به قُرْب المكان. فكذا ههنا. ويـدل عليه قوله: ((أنا عند ظن عبدي بي))، و ((أنا عند المنكسرة قلوبهم من أجلي))، {في مقعد صدق عند مليك مقتدر} ويقال: عند الشافعي رضي الله عنه إن المسلم لا يقتل بالذمي]. انتهى. وقال الحافظ أبو حيان في ((البحر المحيط)) (9/308) في تفسير {فالذين عند ربك يسبحون له}: ((فإنَّ الملائكة الذين هم عند الله بالمكانة والرتبة الشريفة ينزهونه عّما لا يليق بكبريائه)).
Post Reply

Return to “أحاديث العقائد”