عدم ثبوت عبارة" وعرشه على الماء" من حديث أبي هريرة الذي جاء بلفظ:( يمين الله ملأى لا يغيضها نفقة الليل والنهار..):

أحاديث العقائد
Post Reply
عود الخيزران
Posts: 908
Joined: Sat Nov 04, 2023 1:45 pm

عدم ثبوت عبارة" وعرشه على الماء" من حديث أبي هريرة الذي جاء بلفظ:( يمين الله ملأى لا يغيضها نفقة الليل والنهار..):

Post by عود الخيزران »

عدم ثبوت عبارة" وعرشه على الماء" من حديث أبي هريرة الذي جاء بلفظ:( يمين الله ملأى لا يغيضها نفقة الليل والنهار..):

قال الذهبي في كتابه " العلو":
[حديث مَعْمَر، عن همَّام، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((يمين الله ملأى لا يغيضها نفقة الليل والنهار، أرأيتم ما أنفق منذ خلق السموات والأرض، فإنه لم ينقص ما في يمينه، وعرشه على الماء، وبيده الأخرى القبض أو الميزان يخفض ويرفع)) متفق على ثبوته].

أقول في بيان عدم ثبوت هذه العبارة:

إسناده صحيح وقوله فيه (وعرشه على الماء) لا يثبت، ولا دلالة فيه على العلو وفي ألفاظه اختلاف وزيادة ونقصان. رواه البخاري (7411و7419) ومسلم (993) وغيرهما. وفي روايةٍ لمسلم (993) قال: (حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَة، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ F قَالَ: قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَا ابْنَ آدَمَ أَنْفِقْ أُنْفِقْ عَلَيْكَ وَقَالَ يَمِينُ اللَّهِ مَلْأَى وَقَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ: مَلْآنُ سَحَّاءُ لَا يَغِيضُهَا شَيْءٌ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ). وهذا يبين أن بعض ألفاظه من الرواة، وأعتقد أن هذا الحديث من جملة ما رواه أبو هريرة من الإسرائيليات عن كعب الأحبار أو عن ابن سلام، فقوله فيه: ((وعرشه على الماء...)) يحتمل أنها من قول أبي هريرة ورواية مسلم هذه خلو من هذه اللفظة، وكذا رواية جماعة كأبي يعلى (11/134) بسند صحيح، وأحمد في المسند (2/242)، والحميدي (1067) وغيرهم ومعنى يخفض ويرفع أي قسم الأمور بين الخلق. قال الحافظ في ((الفتح)) (13/396): ((وأشار بقوله (وبيده الأخرى) إلى أنَّ عادة المخاطبين تعاطي الأشياء باليدين معاً، فعبَّر عن قدرته على التصرَّف بذكر اليدين لتفهيم المعنى المراد بما اعتادوه)). وقال النووي في "شرح صحيح مسلم" (7/80): [قال القاضي: قال الإمام المازري: هذا مما يُتَأوَّل، لأن اليمين إذا كانت بمعنى المناسبة للشمال لا يوصف بها البارى سبحانه وتعالى، لأنها تتضمن إثبات الشمال، وهذا يتضمن التحديد، ويتقدَّس الله سبحانه عن التجسيم والحَدّ]. أقول: وإني قد أصبحت على وجل من مثل هذه الأحاديث بعدما انكشف لي كثرة ما يروون عن أهل الكتاب، وأخشى ما أخشاه أن يكون هذا النوع من الحديث الذي يتكلَّف أهل العلم تأويله من أقوال كعب الأحبار أو عبدالله بن سلام مما نقلوه من كتبهم القديمة.
Post Reply

Return to “أحاديث العقائد”