بطلان حديث أبي أمامة الذي جاء بلفظ:( : يا محمد لقد دنوت من الله عزَّ وجل دنواً ما دنوت مثله قط فكان بيني وبينه سبعون حجا

[عود الخيزران]

بطلان حديث أبي أمامة الذي جاء بلفظ:( : يا محمد لقد دنوت من الله عزَّ وجل دنواً ما دنوت مثله قط فكان بيني وبينه سبعون حجاباً من نور..):

قال الذهبي في كتابه " العلو":
[حديث هشام بن عمار، حدثنا صدقة بن خالد، حدثنا عثمان بن أبي العاتكة، عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة قال: كان من أشد الناس تكذيبـاً لرسول الله  وأكثرهـم رداً عليه اليهود، فسألوه أي البقاع شـر؟ قـال: ((حتى أسأل صاحبي جبريل)). فجاءه فسأله فقال: حتى أسأل ربي. قال: فسأل ربه فقال: شر البقاع أسواقها، وخير البقاع مساجدها. فهبط جبريل فقال: يا محمد لقد دنوت من الله عزَّ وجل دنواً ما دنوت مثله قط فكان بيني وبينه سبعون حجاباً من نور فقال: إنَّ شرَّ البقاع أسواقها وخير البقاع مساجدها. ليس إسناده بالقوي].

أقول في بيان بطلان هذا الحديث وأنه من الخرافات:

خرافة من الخرافات المنكـرة. لم أجد من رواه وقد عزاه السيوطي لابن زنجويه. وفيه تبهيرات وزيادات على ما ثبت في الأحاديث الصحيحـة. وفي إسناده عثمان ابن أبي عاتكة. قال النَّسائي: ضعيـف. وقال ابن مَعِين: ليس بشيء. وهذا السند الذي هو عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة مطعون فيه عند الحفاظ، طعن فيه أبوحاتم وابن عَدِي والذهبي نفسه في ((الميزان)) (3/40) وانظر ترجمته في ((تهذيب الكمال)) (19/397). والحديث رواه مسلم في الصحيح (671) دون تلك الزيادات والتبهيرات الشامية الباطلة ولفظه عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((أحب البلاد إلى الله مساجدها وأبغض البلاد إلى الله أسواقها)). ورواه أحمد (4/81) والحاكم (1/89-90) وغيرهما من حديث جبير بن مطعم وفيه ذكر سؤال سيدنا جبريل دون الزيادات المنكرة وإسناده واهٍ، فيه زهير بن محمد وابن عقيل وهما من جملة الضعفاء. وقد ذكر الحافظ الزبيدي في ((شرح الإحياء)) (1/396) عدة روايات له فانظرها.