بطلان حديث أبي مالك الأشعري الذي جاء فيه:(... فذكر قوماً ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغبطهم النبيون بمقعدهم وقربهم من الله ي

أحاديث العقائد
Post Reply
عود الخيزران
Posts: 908
Joined: Sat Nov 04, 2023 1:45 pm

بطلان حديث أبي مالك الأشعري الذي جاء فيه:(... فذكر قوماً ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغبطهم النبيون بمقعدهم وقربهم من الله ي

Post by عود الخيزران »

بطلان حديث أبي مالك الأشعري الذي جاء فيه:(... فذكر قوماً ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغبطهم النبيون بمقعدهم وقربهم من الله يوم القيامة..):

قال الذهبي في كتابه " العلو":
[حديث أبي اليمان، نا شعيب، حدثني ابن أبي حسين، حدثني شهر بن حوشب، عن أبي مالك الأشعري: أنهم بينما هم عند رسول الله  فذكر قوماً ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغبطهم النبيون بمقعدهم وقربهم من الله يوم القيامة. ثمَّ قال: هم عباد الله من بلدان شتى وقبائل شتى، من شعوب القبائل لم يكن بينهم أرحام يتواصلون بها ولا دنيا يتباذلونها تحابوا بروح الله يجعل الله لهم منابر من نور، ويجعل وجوههم نوراً يوم القيامة قُدَّام الرحمن، يفزع الناس ولا يفزعون، ويخاف الناس ولا يخافـون)).
إسناده صالح أخرجه حميد بن زنجويه في الترغيب عن أبي اليمان الحكم بن نافع].


أقول في بيان بطلان هذا الحديث:

ضعيف منكر خالفه أبو الدرداء في لفظه وليس في حديث أبي الدرداء ما يستنكر. وحديث أبو مالك هذا رواه الطبراني في "الكبير" (3/290/3433) وابن أبي حاتم في تفسيره (6/1963) والبيهقي في "الأسماء والصفات" (2/400) وفي إسناده شهر حمصي شامي متكلم فيه تكلم فيه شعبة، وقال النَّسائي: ((ليس بالقوي))، وكذا قال ابن عَدِي انظر ترجمتـه في ((تهذيب الكمال)) (12/578). قال البيهقي عقبه في "الأسماء والصفات": [فَهَذَا حَدِيثٌ رَاوِيهِ شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ، وَهُوَ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالْحَدِيثِ لا يُحْتَجُّ بِهِ، ثُمَّ قَوْلُهُ: بِقُرْبِهِمْ وَمَقْعَدِهِمْ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ يُرِيدُ بِهِ فِي الْكَرَامَةِ وَقَوْلُهُ: قُدَّامَ الرَّحْمَنِ يُرِيدُ بِهِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ: قُدَّامَ عَرْشِ الرَّحْمَنِ]. لكن رواه الطبراني فيما نقله الحافظ الهيثمي في ((المجمع)) (10/77) عن أبي الدرداء قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((ليبعثنَّ الله أقواماً يوم القيامة في وجوههم النور على منابر اللؤلؤ يغبطهم الناس ليسوا بأنبياء ولا شهداء)) قال فجثا أعرابي على ركبتيه فقال: يا رسول الله حَلِّهِمْ لنا نعرفهم، قال: ((هم المتحابون في الله من قبائل شتى ومن بلاد شتى يجتمعون على ذِكْر الله تعالى يذكرونـه)). قال الهيثمي: ((رواه الطبراني وإسناده حسن)). وليس فيه كما ترى لفظ (قُدَّام الرحمن)! سبحان الله عما يصفون. وروي من حديث عمر بن الخطاب قال النبي F: ((إن من عباد الله لأناساً ما هم بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة بمكانهم من الله تعالى)). قالوا: يارسول الله تخبرنا من هم؟ قال: ((هم قوم تحابوا بروح الله على غير أرحام بينهم ولا أموال يتعاطونها فوالله إن وجوههم لنور وإنهم على نور لا يخافون إذا خاف الناس ولا يحزنون إذا حزن الناس وقرأ هذه الآية: {ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون}. رواه أبو داود (3527). ورواه الترمذي (2390) عن معاذ بن جبل رضي الله عنه: [قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم يَقُولُ: ((قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: الْمُتَحَابُّونَ فِي جَلَالِي لَهُمْ مَنَابِرُ مِنْ نُورٍ يَغْبِطُهُمْ النَّبِيُّونَ وَالشُّهَدَاءُ)). وَفِي الْبَاب عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ وَابْنِ مَسْعُودٍ وَعُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ وَأَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ]. وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله F: ((إن من عباد الله عباداً ليسوا بأنبياء يغبطهم الأنبياء والشهداء قيل: من هم لعلنا نحبهم؟ قال: هم قوم تحابوا بنور الله من غير أرحام ولا انتساب وجوههم نور على منابر من نور لا يخافون إذا خاف الناس ولا يحزنون إذا حزن الناس ثم قرأ: {ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون})). رواه ابن حِبَّان في صحيحه (2/332). وليس هنا مكان استقصاء جميع روايات وألفاظ هذا الحديث! لكن الخلاصة أنه ليس فيه دليل على عقائد المجسمة لاختلاف ألفاظه ولأن أصح رواياته خلو من أي لفظ يفيد التجسيم والتشبيه والحمد لله تعالى، والمجسمة يجمعون الواهيات والمنكرات والشاذ ليبنوا عقيدتهم عليها أو منها! والله المستعان.
Post Reply

Return to “أحاديث العقائد”