بيان بطلان حديث شهر بن حوشب الذي جاء فيه:( المتحابون في الله في ظلِّ العرش يوم القيامة)، وتفنيد كلام الذهبي والرد عليه:

أحاديث العقائد
Post Reply
عود الخيزران
Posts: 908
Joined: Sat Nov 04, 2023 1:45 pm

بيان بطلان حديث شهر بن حوشب الذي جاء فيه:( المتحابون في الله في ظلِّ العرش يوم القيامة)، وتفنيد كلام الذهبي والرد عليه:

Post by عود الخيزران »

بيان بطلان حديث شهر بن حوشب الذي جاء فيه:( المتحابون في الله في ظلِّ العرش يوم القيامة)، وتفنيد كلام الذهبي والرد عليه:

قال الذهبي في كتابه " العلو":
[حديث أبي سلمة التبوذكي، حدثنا حماد، عن حجاج الأسود، عن شهر بن حوشب أنَّ رجلاً قدم حمص فلقي رجلاً فحدَّثه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((المتحابون في الله في ظلِّ العرش يوم القيامة)).
حجاج هذا يقال له زق العسل جائز الحديث ليس بالحجة.
ومن عقد أئمة السنة السلف والخلف: أنَّ نبينا صلى الله عليه وآله وسلم عرج به إلى السموات العلى عند سدرة المنتهى، فكان منـهقاب قوسين أو أدنى، وفرض الله حينئذ الصلاة، فنزل ومرَّ على موسى عليه السلام فأخبره فقال:
((إني قد خَبِرْت الناس قبلك وإنَّ أُمتك لا تطيق خمسين صلاة فارجع إلى ربك فسله التخفيف)).
وأحاديث المعراج تقدَّم بعضها وهي طويلة مشهورة جمعها الحافظ عبدالغني رأيتها في جزئين له، فلو كان معراجه مناماً ورُقِيـّهُ إلى عند سدرة المنتهى في عالم السِّنَة وغلبة الفكر كوقائع العارفين لما كان للمصطفى صلوات الله عليه وسلامه في ذلك كبير مزية على كثير من صالحي أمته.
ولـمَّا قرر الحق معراجه ونـوَّه بِذِكْرِه بأنه يقظة عياناً بقوله تعالى: {إذ يغشى السدرة ما يغشى ما زاغ البصر وما طغى} النجم: 16 . قال حبر الأمة ابن عباس: هي رؤيا عين أريها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم].



أقول في بيان بطلان هذا الحديث وكذا الرد على الذهبي:

إسناده هنا كالخرافة ولم يصحَّ ذِكْر العرش في الحديث. فيه مجاهيل وحديث شهر بن حوشب تقدَّم قبل قليل برقم (210) هنا وبينا أنه لا يصح. وهذا رواه أحمد (5/233) وقد تقدَّم الكلام عليه تجده في الموقع

وقوله:( : أنَّ نبينا صلى الله عليه وآله وسلم عرج به إلى السموات العلى عند سدرة المنتهى، فكان منـه)،أقول:
هذه اللفظة (منه) لا يجوز ذكرها لأنَّها غير واردة في القرآن فهي زيادة على القرآن، لأنَّ الذي دنا فتدلَّى فكان قاب قوسين أو أدنى هو سيدنا جبريل عليه السلام وليس الله تعالى المتعالي عن المكان والمسافات كما جاء في الروايات الصحيحة التي ستأتي بعد قليل إن شاء الله تعالى، فهذه الزيادة وإن جاءت في بعض الروايات (بخاري 7517) فهي من تصرّف الرواة وزياداتهم وهي شاذة مردودة!! فكان على الذهبي أن يجتنبها ولا يذكرها!! والنبي F لم يذهب إلى مكان فيه الله تعالى وإنما ذهب في رحلة ليريه الله تعالى من آياته الكبرى وليس ليريه الله تعالى نفسه أو يذهب إلى مكان فيه الله تعالى المُنَزَّهُ عن المكان! قال تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا.. لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا}الإسراء:1، وقال تعالى: {لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى}النجم:18.ولم يقل (لقد رأى الله) أو (ليريه الله نفسه) تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.

تقدَّم الكلام على حديث:( ((إني قد خَبِرْت الناس قبلك وإنَّ أُمتك لا تطيق خمسين صلاة فارجع إلى ربك فسله التخفيف)) تحت عنوان:( بطلان استدلال المجسمة بحديث الإسراء والمعراج ونقض تمسكهم بماجاء فيه بلفظ:(... فارجع إلى ربك فسله التخفيف لأمتك...) تجده في هذا الموقع، وبينّا هناك أنه لا دلالة فيه على العلو الذي يريده الذهبي وشيعته هنا، ولنا في الجواب عنه لو كان ثابتاً وجهان: (الأول): أنَّ معنى فارجع إلى ربك أي ارجع إلى المكان الذي خاطبك أو كلَّمك ربك فيه، وهذا لا يدل على أنَّ الله تعالى في ذلك المكان كما لا تدل مخاطبة الله تعالى لسيدنا موسى عليه السلام عند الطور أو من الشجرة وفي البقعة المباركة أنه كان ثَمَّ هناك في ذلك المكان. (والجواب الثاني): أنَّ هذه الألفاظ ومثلها لا تصح عندنا وإن كانت في الصحيحين وغيرهما، وكنا قد ذكرنا في هذا الكتاب أنَّ ظاهر هذا الكلام يفيد أنَّ خبرة سيدنا موسى عليه السلام ومعرفته بالناس أكثر من خبرة الله تعالى الذي فرض أولاً خمسين صلاة وهذا محال والله تعالى مُنَزَّهٌ عن ذلك. وقد أفضنا الكلام على عدم صحة الاستدلال بحديث الإسراء على كون الله تعالى في السماء في رسالتنا التي في حديث الجارية وفي ((صحيح شرح العقيدة الطحاوية)) ص (595-605).

وتعليقاً على كلام الذهبي أقول:
ولن ينفعك ذلك شيئاً البتة ولو كانت قد وقعت على ألف جزء ومجلد. و(الحافظ عبد الغني) هو الملقب بتقي الدين أبي محمد عبد الغني بن عبد الواحد بن علي المقدسي الجماعيلي المقدسي ثم الدمشقي الحنبلي (541-600هـ) ودفن في القرافة بمصر، قال الذهبي في ترجمته في "تذكرة الحفاظ" (4/1373) نقلاً عن الحافظ ابن النجار: [وكان كثير العبادة ورعاً متمسكاً بالسنة على قانون السلف، تكلَّم في الصفات والقرآن بشيء أنكره أهل التأويل من الفقهاء، وشنعوا عليه، فعقد له مجلس بدار السلطان بدمشق فأصرَّ وأباحوا قتله فشفع فيه أمراء الأكراد على أن يبرح من دمشق فذهب إلى مصر وأقام بها خاملاً إلى حين وفاته].
ولم ننكر أنَّ الإسراء والمعراج كان بروحه وجسده معاً في اليقظة كما قررناه في ((صحيح شرح العقيدة الطحاوية)) ولكننا نقول إنَّ تفاصيل الحديث الطويل فيه إشكالات كثيرة وبعض جملها نقطع ببطلانها وإن كانت في الصحيحين. فتدبَّـر!!
وهذه الآية لا دليل فيها على أنه يقظة!! مع أننا نقول بأنه كان يقظة!! وإنما أتى الذهبي بها ليستدرج من يقرأ هذا إلى أنّه صلى الله عليه وسلم رأى ربه في السماء وبالتالي يكون ثَمَّ هناك!! ولذلك أردف هذا بذكر أحاديث الرؤية!! ونحن نقول بأنَّ النبي صلى الله عليه وسلم لم ير ربه البتة لا سيما والله تعالى يقول {لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار} وارجع إلى ما كتبناه في ذلك في ((صحيح شرح العقيدة الطحاوية)) ص (582-590). ورسالة "الرؤية".
وسيأتي في التعليقات التالية إن شاء الله تعالى أن مصدر قول سيدنا ابن عباس رضي الله تعالى عنهما هو كعب الأحبار كما جاء ذلك في سنن الترمذي وغيره وأنَّ مصدر نفي السيدة عائشة للرؤية هو قول النبي صلى الله عليه وسلم ، فلا تغفل عن هذا!!
والحمد لله تعالى حيث لم يقل بأنَّ السَّلَفَ أجمعوا عليها!!
Post Reply

Return to “أحاديث العقائد”