التعليق على كلام الذهبي في كتابه العلو من كتابنا تخريج أحاديث العلو:
قال الذهبي في كتابه " العلو":
فصل: وفي رؤية النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليلتئذٍ اختلاف:
فذهب جماعة من السلف إلى أنه رأى ربه عزَّ وجل، وذهب آخرون كأُمِّ المؤمنين عائشة وغيرها إلى أنه لم يره بعد. وذهبت طائفة إلى السكوت والوقف. وقال قوم رآه بعين قلبه.
أقول في التعليق على هذا الكلام:
قوله (بعد) يفيد أن الذهبي يقول هنا بأنَّ السيدة عائشة رضي الله عنها نفت الرؤية في الدنيا ولم تنفها في الآخرة. وهذا كلام باطل مردود بل قد نفتها بعمومها، فيشمل هذا الدنيا والآخرة، واستدلَّت بعمومات تعم الدنيا والآخرة، وقول مَنْ قال: (إنما نفتها في الدنيا فقط) تَحَكُّمٌ في قولها بلا دليل ولو كان ما يقولون حقاً لذكرت التفصيل ولكن لم تذكره. والقول بعدم رؤية الله تعالى في الدنيا وفي الآخرة هو قول أئمة أهل البيت عليهم السلام وخاصة في القرون الأولى وكذا المعتزلة والإباضية وجماعة من أئمة أهل السنة ومن رجال البخاري ومسلم كبشر بن السري الأفوه ويحيى الوحاظي وغيرهم كما هو مذكور في تراجمهم. وكما بيناه في رسالة خاصة في "الرؤية" صنفتها بعد هذا الكتاب.
التعليق على كلام الذهبي في كتابه العلو من كتابنا تخريج أحاديث العلو:
-
- مشاركات: 777
- اشترك في: السبت نوفمبر 04, 2023 1:45 pm