بطلان الحديث المنسوب للإمام علي وقد جاء بلفظ:( أول من يكسى إبراهيم قبطيتين ثمَّ يُكسى النبي صلى الله عليه وسلم حبرة وهو عن يمين العرش):
قال الذهبي في كتابه " العلو":
[ حديث سفيان الثوري، عن عمرو بن قيس، عن المنهال بن عمرو، عن عبدالله بن الحارث، عن علي رضي الله عنه قال: ((أول من يكسى إبراهيم قبطيتين ثمَّ يُكسى النبي حبرة وهو عن يمين العرش)). وهذا موقوف].
أقول في بيان بطلان هذا الحديث:
كذب وهو موقوف منكر. رواه أبو يعلى في مسنده (1/428/566) والبيهقي في ((الأسماء والصفات)) ص (395)، وفي السند محمد بن عبدالله الزبيري وروايته عن الثوري مطعون فيها كما في "التقريب". والمنهال بن عمرو ضعيف صاحب طامات تقدَّم الكلام عليه مراراً ولا تعرف له رواية عن عبدالله بـن الحارث راجع النص رقم (149). وفيه أن المنهال بن عمرو: كان يحيى بن مَعِين يضع من حديثه. وقال المغيرة بن مقسم: أنَّ شهادة المنهال على درهمين لا تجوز وكان ينهى الأعمش عن الرواية عن المنهال، وقد غمزه يحيى القطان وتركه شعبة، وقال أبـو الحسن القطان: كان أبو محمد بن حزم يُضَعِّف المنهال. وقال ابن حزم في ((المحلى)) (1/22): ((ليس بالقوي)). وذكره العُقَيلي في ((الضعفاء)) (4/236/1830). وعبدالله بن الحارث هو ابن نوفل القرشي روى عن كعب الأحبار ويحتمل أنه البصري، وهذه القصة منطقها إسرائيلـي نُسِبَتْ قولاً لسيدنا علي وهو رضي الله عنه بريء منها، ونُسِبَتْ في الحديث المتقدّم برقم (149) بنفس الإسناد إلى أبي هريرة، وبرقم (187) إلى ابن مسعود وفي السند المنهال، وإنما هي من كلام عبدالله بن سلام وكعب الأحبار مما نقلوه من الإسرائيليات، فقد رواه البيهقي أيضاً في "الأسماء والصفات" ص (395) عن ابن عباس موقوفاً وفيه: ((إنكم محشورون حفاة عراة وأول من يكسى من الجنة يوم القيامة إبراهيم يكسى من حلة الجنة، ويؤتى بكرسي فيطرح له عن يميـن العرش، ثمَّ يؤتى بي فأكسى حلة من الجنة لا يقوم لها البشر، ثمَّ أوتى بكرسي فيطرح لي عند ساق العرش)).
قلـت: هذا بعينه حديث عبدالله بن سلام في "المستدرك" (4/569) وهو كلام باطل منقول من كتبهم الإسرائيلية المُحَرَّفَة!! فقد روى عبد الله بن سلام الإسرائيلي قال: [إن أعظم أيام الدنيا يوم الجمعة فيه خُلِقَ آدم وفيه تقوم الساعة، وإن أكرم خليقة الله على الله أبو القاسم F... فإذا كان يوم القيامة بعث الله الخليقة أمة أمة ونبياً نبياً حتى يكون أحمد وأمته آخر الأمم مركزاً قال: فيقوم فيتبعه أمته برها وفاجرها ثم يوضع جسر جهنم فيأخذون الجسر فيطمس الله أبصار أعدائه فيتهافتون فيها من شمال ويمين وينجو النبي F والصالحون معه فتتلقاهم الملائكة فتوريهم منازلهم من الجنة على يمينك على يسارك حتى ينتهي إلى ربه عز وجل فَيُلْقى له كرسي عن يمين الله عز وجل ثم ينادي مناد: أين عيسى وأمته ؟...] الحديث. رواه ابن أبي عاصم في سنته (786) والخلال في سنته في مواضع كثيرة من ص (209-260) والحاكم (4/568) وإسناد الحاكم غير إسناد الخلال وابن أبي عاصم وبإسناده ثبتت القصة عن ابن سلام. وهذا هو أصل حديث الصورة الطويل والرؤية والإقعاد وتلك البلايا. ولذلك قلنا إن أصله من الإسرائيليات. وقد أورده الذهبي في هذا الكتاب برقم (191) ولفظه: [إذا كـان يـوم القيامـة جيء بنبيكم فأقعـد بين يـدي الله على كرسيه](!!) تعالى المولى سبحانه عن ذلك علواً كبيراً! وقد أقرَّ الحويني الوهابي في كتابه "المنيحة بسلسلة الأحاديث الصحيحة" (1/155/برقم 124-14) بأن حديث عبد الله بن سلام من الإسرائيليات فقال: [ويظهر أنه من الإسرائيليات التي كان يرويها عبد الله بنُ سلام]. فتأملوا يا أولي الأبصار!!
وقد ورد حديث ابن عباس في البخاري (3349و3447و4625 و4740و6526) ومسلم (2860) لكن ليس فيه هذه الشناعات المنكرة التي أوردها البيهقي في روايته!! فليتأمل!!
ورواه أحمد (1/398) والدارمي في سننه (2800) من حديث ابن مسعود وفيه ألفاظ منكرة ومستشنعة وفي السند عندهما عثمان بن عمير أبو يقظان الكوفي الأعمى. قال أحمد بن حنبل: هو ضعيف الحديث. وقال يحيى بن مَعِين: ليس حديثه بشيء. وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث منكر الحديث كان شعبة لا يرضاه. انظر ((تهذيب الكمال)) (19/469-472). ولعثمان هذا أحاديث في غاية الشناعة تقدّم منها الحديث رقم (40) حديث المرآة والنكتة السوداء. ومنه يتبين خطأ المتناقض الألباني في إيراد هذا الموقوف في ((مختصر العلو)) ص (125)!!
بطلان الحديث المنسوب للإمام علي وقد جاء بلفظ:( أول من يكسى إبراهيم قبطيتين ثمَّ يُكسى النبي صلى الله عليه وسلم حبرة وهو
-
- مشاركات: 777
- اشترك في: السبت نوفمبر 04, 2023 1:45 pm