بطلان أثر ابن عباس الذي جاء بلفظ:(.. يكذبون بالكتاب، لأن أخذت شعر أحدهم لأنْصُونَّه، إنَّ الله كان على عرشه..):

أحاديث العقائد
أضف رد جديد
عود الخيزران
مشاركات: 484
اشترك في: السبت نوفمبر 04, 2023 1:45 pm

بطلان أثر ابن عباس الذي جاء بلفظ:(.. يكذبون بالكتاب، لأن أخذت شعر أحدهم لأنْصُونَّه، إنَّ الله كان على عرشه..):

مشاركة بواسطة عود الخيزران »

بطلان أثر ابن عباس الذي جاء بلفظ:(.. يكذبون بالكتاب، لأن أخذت شعر أحدهم لأنْصُونَّه، إنَّ الله كان على عرشه..):

قال الذهبي في كتابه " العلو":
[حديث سفيان الثوري وغيره، عن أبي هاشم، عن مجاهد، عن ابن عباس أنه قيل له: إنَّ ناساً يقولون بالقدر. فقال: يكذبون بالكتاب، لأن أخذت شعر أحدهم لأنْصُونَّه، إنَّ الله كان على عرشه وكتب ما هو كائن، وإنما يجري الناس على أمر قد فرغ منه، أبو هاشم هو يحيى بن دينار حجة].

أقول في بيان بطلان هذا الأثر:

موضـوع (مكرر). تقدَّم الكلام عليه تحت عنوان (بيان بطلان حديث ابن عباس الذي جاء بلفظ:( إنَّ الله كان على عرشه قبل أن يخلق شيئاً ثمَّ خلق القلم فكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة)، وكذلك تحت عنوان(بيان بطلان حديث ابن عباس الذي جاء بلفظ:( ... إنَّ الله كان على عرشه قبل أن يخلق شيئاً فخلق الخلق..) تجدهما في هذا الموقع
وقد خرجناهما بإسهاب من جميع الطرق. فارجع إليه إن شئت. ومعنى (لأنصونه) (أي: لآخذنَّ بناصيته وأمنعنَّه). ومما قلناه هناك:
رواه عبد الله بن أحمد في سنته (2/421) واللالكائي في "اعتقاد السنة" (4/644/1163) وابن بطة في إبانته (2/157) وغيرهم: [..هشيم قال أخبرنا أبو هاشم عن مجاهد عن ابن عباس قال: ذكر عنده القدرية فقال لو رأيت أحدا منهم لعضضت أنفه].
ورواية الآجُرِّي في "الشريعة" (2/873/454) من طريق: [شُعْبَةُ قَالَ: نا أَبُو هَاشِمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: "لَوْ رَأَيْتُ أَحَدَهُمُ لَأَخَذْتُ بِشَعَرِهِ يَعْنِي الْقَدَرِيَّةَ قَالَ شُعْبَةُ: فَحَدَّثْتُ بِهِ أَبَا بِشْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ مُجَاهِداً يَقُولُ وَاحْتَفَزَ: ذَكَرُوا عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ فَتَحَفَّزَ وَقَالَ: لَوْ رَأَيْتُ أَحَدَهُمْ لَعَضَضْتُ أَنْفَهُ"]. وأنت ترى أن رواية هشيم وشعبة خلو من لفظ العرش! فليس فيها جملة (إنَّ الله كان على عرشه قبل أن يخلق شيئاً). وعلة هذا الأثر أيضاً هو: أبو هاشم ، وقد بيَّن الحافظ ابن حجر في "الفتح" (13/405): أن أبا هاشم هو الرُّماني واسمه يحيى بن دينار، قال فيه ابن حِبَّان في "الثقات" (7/596) في ترجمته: [وكان يخطىء، يجب أن يعتبر حديثه إذا كان من رواية الثقات عنه، فأما رواية الضعفاء عنه مثل عمرو بن خالد الواسطي ودونه فإن الوهن يلزق بهم دونه، لأنه صدوق لم يكن له سبب يوهن به غير الخطأ والخطأ متى لم يفحش لا يستحق من وجد فيه ذلك الترك]. وقد حكم متناقض عصرنا على هذا الأثر في "ضعيفته" (12/679/6309) الذي رواه ابن جرير وغيره والذي فيه ذكر العرش بأنه: (منكر جداً) وأنه (باطل). فارجع إلى تخريج النص رقم (75).


أضف رد جديد

العودة إلى ”أحاديث العقائد“