بيان درجة ما رواه ابن خزيمة في حديث خلق آدم عليه السلام :

[عود الخيزران]

بيان درجة ما رواه ابن خزيمة في حديث خلق آدم عليه السلام :

وهو ما رواه ابن خزيمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((لا يقولن أحدكم لعبده: قبح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك فإن الله تعالى خلق آدم على صورته

أقول:

صحيح الإسناد. رواه ابن خزيمة في التوحيد برقم (35). ورواه أحمد (2/251) والحميدي (1121) وغيرهما كلهم من حديث أبي هريرة بسند صحيح بلفظ: ((إذا ضرب أحدكم فليتجنب الوجه ولا تقل قبح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك فإن الله تعالى خلق آدم على صورته)). ورواه مسلم (2612) بلفظ: ((إذا قاتل أحدكم أخاه فليجتنب الوجه فإن الله خلق آدم على صورته)). ويؤيده ما رواه البخاري في "الأدب المفرد" (179) ومسلم في صحيحه (1658): ((عن سُوَيدِ بنِ مُقَرِّنٍ المُزَني ورأى رجلاً لطم غلامه فقال: أما علمت أن الصورة مُحَرَّمة)). ولفظ مسلم (جارية) بدل (غلامه). قال ابن خزيمة في كتاب "التوحيد" عند الحديث رقم (40): [عنى قوله: ((خلق آدم على صورته))، الهاء في هذا الموضع كناية عن اسم المضروب والمشتوم، أراد صلى الله عليه وآله وسلم أن الله خلق آدم على صورة هذا المضروب، الذي أمر الضارب باجتناب وجهه بالضرب، والذي قبح وجهه، فزجر صلى الله عليه وآله وسلم أن يقول: ((ووجه من أشبه وجهك))، لأن وجه آدم شبيه وجوه بنيه، فإذا قال الشاتم لبعض بني آدم: قبح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك، كان مقبحاً وجه آدم صلوات الله عليه وسلامه، الذي وجوه بنيه شبيهة بوجه أبيهم، فتفهموا رحمكم الله معنى الخبر، لا تغلطوا ولا تغالطوا فتضلوا عن سواء السبيل، وتحملوا على القول بالتشبيه الذي هو ضلال]. وهذا كلام جيد حسن من ابن خزيمة. وقال ابن حِبَّان في صحيحه (13/18) عند روايته لحديث: ((لا يقولن أحدكم: قبح الله وجهك، ووجه من أشبه وجهك، فإن الله خلق آدم على صورته)) ما نصه: [قال أبو حاتم: يريد به على صورة الذي قيل له: قبح الله وجهك من ولده، والدليل على أن الخطاب لبني آدم دون غيرهم قوله صلى الله عليه وسلم: ((ووجه من أشبه وجهك))، لأن وجه آدم في الصورة تشبه صورة ولده].