التعليق على كلام الإمام الرازي فيما يخص مسألة الكلام النفسي:

أقوال لأئمة وعلماء ومشايخ في العقيدة ومدى صحتها عنهم
أضف رد جديد
عود الخيزران
مشاركات: 777
اشترك في: السبت نوفمبر 04, 2023 1:45 pm

التعليق على كلام الإمام الرازي فيما يخص مسألة الكلام النفسي:

مشاركة بواسطة عود الخيزران »

التعليق على كلام الإمام الرازي فيما يخص مسألة الكلام النفسي:

قال الإمام الرازي في أساس التقديس: (وأما قوله عليه السلام حكاية عن رب العزة: ((فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي)). فالمراد: أنه إن يذكرني بحيث لا يطَّلع غيره على ذلك ذكرته بإنعامي وإحساني من غير أن يطَّلع عليه أحد من عبيدي. لأن الذِّكْر في النَّفْس عبارة عن الكلام الخفي والذِّكْر الكامن في القلب. وذلك على الله تعالى محال).

أقول:

وهذا القول منه مهم جداً في مسألة الكلام النفسي. وما هو ظاهر ههنا أنه اعتمد بأن الكلامَ النَّفْسِيَّ محالٌ في حق المولى جَلَّ وعَزَّ. وهذا التأويل والتفسير قاله الحافظ البيهقي والحافظ ابن حجر وغيرهما كما جاء في مقدمة هذا الكتاب. وقال الشرقاوي في ((حاشيته على شرح الهدهدي على أم البراهين)) ص (75): [وذهب أبو منصور الماتريدي في أحد قوليه وأبو إسحاق الإسفراييني والرازي إلى أن كلامه تعالى الأزلي لا يسمع وإنما يسمع صوت يدل عليه يخلقه الله تعالى فموسى إنما سمع صوتاً ولفظاً]. وقال التَّفْتَازاني في ((شرح المقاصد)) (1/70) عند كلام له في زيادة الصفات وكونها غير الذات أو عين الذات وفي تعدد القدماء ما نصه : [وكلام الإمام الرازي في تحقيق إثبات الصفات وتحرير محل النزاع ربما يميل إلى الاعتزال]. وقد قال الفخر الرازي رحمه الله تعالى في ((تفسيره)) (14/188) حول مسألة الكلام: [أجمعت الأمة على أن الله تعالى متكلم، ومن سوى الأشعري وأتباعه أطبقوا على أن كلام الله هو هذه الحروف المسموعة والأصوات المؤلفة، وأما الأشعري وأتباعه فإنهم زعموا أن كلام الله تعالى صفة قديمة يُعَبَّرُ عنها بهذه الحروف والأصوات. (أما الفريق الأول) وهم الذين قالوا كلام الله تعالى هو هذه الحروف والكلمات فهم فريقان (أحدهما): الحنابلة الذين قالوا بِقِدَمِ هذه الحروف وهؤلاء أخَسُّ مِنْ أن يُذْكَروا في زمرة العقلاء،....، وأما العقلاء من الناس فقد أطبقوا على أن هذه الحروف والأصوات كائنة بعد أن لم تكن حاصلة بعد أن كانت معدومة، ثم اختلفت عباراتهم في أنها هل هي مخلوقة، أو لا يقال ذلك، بل يقال إنها حادثة أو يعبر عنها بعبارة أخرى، واختلفوا أيضاً في أن هذه الحروف هل هي قائمة بذات الله تعالى أو يخلقها في جسم آخر، فالأول هو قول الكرامية، والثاني قول المعتزلة، وأما الأشعرية الذين زعموا أن كلام الله صفة قديمة تدل عليها هذه الألفاظ والعبارات فقد اتفقوا على أن قوله {أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ} الشورى: 51، هو أن الملك والرسول يسمع ذلك الكلام المنزه عن الحرف والصوت من وراء حجاب، قالوا وكما لا يَبْعُدُ أن تُرَى ذات الله مع أنه ليس بجسم ولا في حيز فأيُّ بُعْدٍ في أن يُسْمَعَ كلام الله مع أنه لا يكون حرفاً ولا صوتاً؟! وزعم أبو منصور الماتريدي السمرقندي أن تلك الصفة القائمة يمتنع كونها مسموعة، وإنما المسموع حروف وأصوات يخلقها الله تعالى في الشجرة وهذا القول قريب من قول المعتزلة والله أعلم]. انتهى كلام الإمام الرازي رحمه الله تعالى.


أضف رد جديد

العودة إلى ”أقوال لأئمة وعلماء ومشايخ في العقيدة ومدى صحتها عنهم“