بطلان كلام الداني في التجسيم والرد عليه:

[عود الخيزران]

بطلان كلام الداني في التجسيم والرد عليه:

قال الذهبي في كتابه " العلو" النص رقم (545):
[أبو عمرو الداني (371 ـ 444):
545- قـال الحافـظ إمام القُرَّاء أبو عمرو عثمان بـن سعيد الداني صاحب ((التيسير)) في أرجوزته التي في عقود الديانة:
كلَّـمَ موسـى عبـده تكليمـاً
كلامـه وقولـه قديـم
والقـول في كتـابه المفصَّـل
ولـم يـزل مُدَبِّـراً حكيمـاً
وهـو فوق عرشـه العظيـم
بأنـه كلامـه المُنَـزَّل

توفي الداني في شوال سنة أربع وأربعين وأربعمائة بدانية من الأندلس، ومشى السلطان أمام نعشه، وأكبر شيخ أدركه أبو مسلم الكاتب خاتمة أصحاب البغوي] .

أقول في بيان بطلان هذا الكلام:

الداني مجسم أخذ عن عبدالله بن أبي زَمَنين المجسم الآخر!! كما في "السير" (18/78) والظاهر أنه تأثَّر بابن أبي زَمَنَين وبما عنده من التجسيم!! لذا صار عنده شيء من التجسيم ولا عبرة بقوله!! وهو من الخلف ولا عبرة بأقوال الرجال سواء كانوا من السلف أو من الخلف لأنَّ الحجة في الكتاب والسنـة الصحيحة فقط!! واعلم أن هناك فرقة قديمة من بعض المالكية كانوا من القائلين بالجهة والمنحرفين عن التنزيه مثل: ابن خويز منداد، وابن أبي زمنين، وأبو عمرو الداني، والطَّلَمَنْكي، وابن رشد الحفيد، وابن أبي زيد القيرواني، وابن عبد البر، لا بُدَّ من بيان حالهم، والتنبه والحذر مما يقولونه. ومن أسوأ ما نقل عن هؤلاء مما يدل على حقيقة توجههم الفكري قول أبي عمرو الداني في منظومته التي في القراءات المسماة "المنبهة":
وامحُ الذي في الكُتْبِ والصحيفهْ
وصحبُهُ إذْ خالفوا التَّنْزيـلا

مِنْ قولِ ذي الرأي أبي حَنِيفهْ
وخالفوا في حُكْمِهِ الرَّسـولا


ثم ذكر المعتزلة بأقبح وصف ثم قال جامعاً الكل:
جميعهم قد غالطَ الجُهَّالا
وعدَّ ذاكَ شِرْعَةً ودِينَا

وأظهرَ البِدَعَ والضَّلالا
فمنهُمُ للهِ قدْ بَرِينَا


ثم قال:
ومنْ صريحِ السُّنةِ الإقرارُ
فمنْ صحيحِ ما أتى بِهِ الأثرْ

نزولُ ربِّنا بلا امتراءِ
بكلِّ ما صحَّتْ به الآثارُ

وشاعَ في الناسِ قديماً وانتشرْ
في كلِّ ليلةٍ إلى السماءِ

فهذا يكشف لنا حقيقة أبي عمرو الداني ومبلغه من التخبط. وكذا يقول الداني في كتابه المسمى "الرسالة الوافية لمذهب أهل السنة في الاعتقادات وأصول الديانات" بإثبات العينين واليدين والوجه والنزول ونحو ذلك! وهذه الرسالة مطبوعة وفيها طامات تدل على عدم معرفة بالتنزيه وغفلة.
على أنه يمكن أنَّه أراد بهذه اللفظة العلو المعنوي وليس العلو الحسي!! مع أن ظاهرها الحسي!